كتب : شادي أمير | الأربعاء، 13 يوليه 2005 - 11:35

"كيك بوكسنج"!

حسبي الله ونعم الوكيل .. هذا ما يمكن قوله عن الأحداث المؤسفة التي حدثت في نادي الزمالك "سابقا" ونادي "البلطجة" لتعليم فنون القتال ورفع المطاوي والأسلحة البيضاء حاليا.

فالحقيقة ، لم أكن أصدق نفسي وأنا أقرأ خبر "المعركة" بين رئيس النادي مرتضى منصور ونائبه وإسماعيل سليم ، فهل يعقل أن يشتبك رئيس النادي ونائب الرئيس داخل مكان من المفروض أنهما يقومان فيه بخدمة أعضائه ومحبيه ، وأن يأتي كل منهما ببعض "البلطجية" للحماية.

وعلى مدار السنوات الماضية ، والمشاكل تحاصر الزمالك ، ولكن الأمر لم يتطور إلى حد الاشتباك بالأسلحة البيضاء بين اثنين من كبار مسئوليه مما أدى إلى إصابة بعض الأشخاص ، فالأندية مليئة بالاشتباكات بين الشباب ، ولكن أن ثكون الاشتباكات بالأسلحة البيضاء وبين أكبر مسئولين في النادي فهذا مكانه الشارع!

وأعتقد أن المشاكل التي حدثت في الزمالك في الفترة الماضية منذ تولي منصور إدارة النادي لا يلام عليها إلا منصور نفسه ، فهو يشعر أنه وحيد داخل مجلس الإدارة وأن الباقين لا يريدونه ، ولهذا ، حاول بشتى الطرق ضرب أعضاء في المجلس ببعضهم البعض ، فتارة يؤكد أن المندوه الحسيني كان في قائمته السرية ، وتارة يقول إن عزمي مجاهد اتفق معه على خيانة كمال درويش ، ومرة أخرى يؤكد أنه تحمل مصاريف زفاف هيثم السعيد لاعب كرة السلة بالنادي .. فهل يعقل هذا؟

والمشكلة الحقيقية التي لم يلتفت إليها رئيس النادي هي أنه رغم كونه منتخبا من أعضاء النادي ، ولكنه فاز بنصف الأصوات فقط في الانتخابات الماضية ، أي أن الأقل بقليل من نصف أعضاء النادي لا يريدونه ، وقد يطالبون بسحب الثقة من المجلس في أول اجتماع للجمعية العمومية للنادي.

مرتضى منصور بدلا من أن يجمع الأعضاء حوله اتجه إلى الانفراد باتخاذ القرارات بالنادي والخاصة باللاعبين والمنشآت ، وتعاقد مع لاعبين أبسط ما يقال عليهم إنهم مجموعة من "الفشلة" ، وهذا ما أكده بوكير مثلا بالنسبة لكينجسلي ، وخرج علينا رئيس النادي ليؤكد أن الجهاز الفني اختار اللاعبين ووقع على أوراق تؤكد أنه اختار اللاعبين بمحض إرادته ، ولو حدث ذلك فهي مصيبة ، أما لو كان الجهاز الفني قد أجبر على ضم هؤلاء اللاعبين فالمصيبة ستكون أكبر بكثير مما يعتقد البعض.

وانصرف رجل القانون إلى إشعال أزمة لا مبرر لها باتهام فيلم "سيد العاطفي" بأنه سيكون سببا للتعصب بين جماهير الأهلي والزمالك ، ولا أفهم ما هي المشكلة مع الفيلم ، فنحن لم نسمع عن أن مجلس إدارة الأهلي طالب في وقت من الأوقات مثلا بمقاطعة فيلم "غريب في بيتي" ، على الرغم من أن الزمالك هزم الأهلي بنصف دستة في الفيلم وهو ما لم يحدث في الحقيقية ، بينما أحداث "سيد العاطفي" حقيقية فالأهلي هزم الزمالك 6-1 و4-2 و3-0 إذا كان منصور قد نسى ذلك!

وأفسد رئيس نادي الزمالك أيضا علاقة النادي مع اتحاد كرة اليد ، بل وهدد بعدم ضم أي لاعب إلى صفوف المنتخب .. فهل يعقل ذلك.

بالتأكيد الأوضاع في نادي الزمالك سيئة حتى من قبل أن يأتي منصور رئيسا للنادي ، ومنصور ليس هو الوحيد المخطىء داخل مجلس الإدارة ، ولكنه الوحيد الدائم الكلام ، وكان زميلي خالد طلعت محقا في وصف الأوضاع داخل نادي الزمالك بأنها "سمك ، لبن ، تمر هندي" ، فهل من العقل أن يترك مدير شئون اللاعبين الفريق لمدة 45 يوما لتصوير برنامج ترفيهي في إحدى القنوات الفضائية مقابل مبلغ من المال للنادي ، وأن تكون الاستقالة والعودة مثل "اللبانة" في فم مدير الكرة.

وأعتقد أن مرتضى منصور قد يرفع قضية على اتحاد الكرة في حالة التأكد من إقامة مباراة الدور الثاني بين الأهلي والزمالك يوم 16 مايو بداعي أن اتحاد الكرة يهدف إلى تذكير الجماهير الزمالكوية بأحداث 16 مايو والتي راح ضحيتها الألماني أوتو فيستر وبشير التابعي ومحمد عبد المنصف!

أتمنى من الله أن يعود مرتضى وسليم وأعضاء مجلس الإدارة إلى رشدهم مرة أخرى ليعلموا أنهم يقودون ناديا المفترض فيه أنه إحدى القلاع الرياضية في مصر والشرق الأوسط ، والممول الرئيسي مع الأهلي لمنتخبات مصر سواء الكرة أو الطائرة أو اليد ، وغيرها من اللعبات الفردية.

وفي النهاية رحم الله الكابتن حلمي زامورا ، الذي ضرب أحد لاعبي الزمالك لمجرد سوء أدبه ، ورحم الله الكابتن صالح سليم على مناقبه التي تروى الآن بذكر حسن وما زالت مبادؤه واضحة وضوح الشمس في الأهلي ، وأتمنى أن يتدخل حكماء الزمالك مثل حمادة إمام وأبو رجيلة وعصام بهيج وغيرهم لإعادة الهيبة إلى نادي الزمالك قبل أن يتحول فعليا إلى نادي لـ"الكيك بوكسنج".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات