كتب : شادي أمير | الخميس، 17 نوفمبر 2005 - 13:39

هناك فرق!

كما تستقبل مصر نهائيات كأس الأمم الأفريقية ، تستضيف ألمانيا نهائيات كأس العالم ، ولكن الفارق كبير بين عمل الدولتين وطريقة التفكير العملية.

ففي الوقت الذي تسابق فيه مصر الزمن من أجل الانتهاء من أعمال الصيانة بملاعب القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية ، بدأت اللجنة المنظمة الألمانية الاتفاق مع الدول التي تأهلت إلى نهائيات كأس العالم لإقامة معسكرات تدريب قبل ثلاثة أسابيع من إنطلاق البطولة.

ومع الإعتراف بأن فارق الإمكانيات رهيب بين مصر وألمانيا ، غير أن ذلك يندرج تحت بند الفشل الإداري للجنة التنظيم المصرية ، التي لم تستطع حتى الآن الانتهاء من تحديد موعد محدد لافتتاح الملعب الذي ستقام عليه مباراة الافتتاح.

في ألمانيا ، انتهت لجنة التنظيم برئاسة "القيصر" فرانتس بيكنباور من الاتفاق مع سبعة منتخبات لإقامة معسكرات في المانيا ، وهي البرازيل (كاستروب راوكسيل) ، والسويد (بريمن) ، وأمريكا (هامبورج) ، والأرجنتين (هرتسوجناوراخ) ، وهولندا (هينترتسارتن) ، والمكسيك (دوسلدورف) ، بالاضافة إلى منتخب ألمانيا نفسه الذي سيعسكر في برلين ، كما أجرت اللجنة اتفاقا مبدئيا مع عشرة منتخبات أخرى ، بينما لم تحدد عشرة منتخبات أماكن معسكراتها ، وينتظر بيكنباور تحديد أسماء آخر خمسة منتخبات ستلعب في ملحق التصفيات من أجل الاجتماع مع مسئولي الاتحادات الأهلية بها للاتفاق على أماكن المعسكر.

وقام المسئولون في مدينة كاستروب راوكسيل بدفع مبلغ 600 ألف دولار للمنتخب البرازيلي من أجل إستضافته في المدينة التي يبلغ تعدادها 80 ألف نسمة فقط.

وقد نتساءل : ماذا ستستفيد ألمانيا من إقامة معسكرات لجميع المنتخبات المشاركة في البطولة ؟ والإجابة ببساطة أن الجماهير والصحفيين سيهرعون وراء منتخباتهم ، وعندها ستستطيع ألمانيا الاستفادة ماليا وسياحيا من وجودهم ، فعلى سبيل المثال ، قام أربعة آلاف من جماهير البرازيل بالحجز في فنادق مدينة كاستروب ، والمنتخب الهولندي أكد حضور أكثر من 130 صحفي مع المنتخب ، وذلك في المعسكر التدريبي فقط.

وسوف يكون يوم التاسع من ديسمبر هو آخر يوم لتحديد أماكن معسكرات المنتخبات المشاركة في كأس العالم ، وذلك أثناء قرعة البطولة في لايبزيج في اليوم ذاته ، ومن أجل هذا فسوف يجتمع مسئولو 104 فندقا من أجل الحصول على موافقة المنتخبات الباقية.

والحقيقة عندما نقارن بين التفكير الألماني والتفكير المصري ، نرى أنهم يريدون نجاح البطولة ، لذا فهم يقومون بكل ما في وسعهم من أجل هذا الهدف ، بينما مازلنا هنا في مصر لا نعرف كيفية إخراج المباريات بـ16 كاميرا ، في حين أن مباريات الدوري الألماني يتم إخراجها بـ22 كاميرا ، وكان الإخراج في نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والنجم الساحلي أسوأ ما يكون.

والسؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي : نحن نعاني من أجل استضافة 16 منتخب من أجل كأس الأمم الأفريقية ، فكيف كان سيكون الحال لو فزنا بتنظيم كأس العالم ؟ وهل فعلا كان لدينا النية من أجل تنظيم البطولة ، أم أننا خضنا سباق الحصول على تنظيم البطولة بما أننا كالعادة لدينا تاريخ وحضارة سبعة آلاف سنة.

ونتمنى ألا أن تكون فضيحتنا "بجلاجل" في يناير القادم ، وأن نظهر بمظهر لا يجعل الاتحاد الأفريقي يندم على إسناد البطولة لنا.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات