كتب : هاني العوضي | السبت، 07 يناير 2006 - 05:00

خمسة أيام مع المنتخب الوطني في الإسكندرية!

خمسة أيام قضيتها مع المنتخب الوطني في معسكره بالإسكندرية استعدادا للقاء زيمبابوي التجريبي ، والذي يدخل ضمن استعدادات بطولة الأمم الأفريقية .. وأثناء معايشتي للفريق وجدت أن هناك العديد من السلبيات داخل المعسكر ، رغم اقتراب موعد انطلاق البطولة ، وأردت هنا أن أوضح جزء مما شاهدته على الطبيعة ، حتى لا يصدم أحد بنتائج المنتخب في كأس الأمم ، إذ أن الجميع يضع آمالا عريضة على الفوز باللقب.

أي فريق ، بحجم منتخب مصر ، مقبل على بطولة هامة ، لابد أن تتوافر فيه عدة مقومات من أجل المنافسة على اللقب ، خاصة وأنها تقام على أرضه وبين جماهيره ، وأبسط تلك العوامل هي : "التركيز - الالتزام - روح الجماعة" وهي أشياء ليست فنية ولكن تواجدها في كثير من الأحيان يفوق النواحي الفنية ، خاصة أن إمكانيات لاعبي المنتخب الوطني وعناصره من اللاعبين جيدة ، وسوف أسرد بعض الوقائع التي تدل على غياب تلك العوامل.

الجهاز الفني للمنتخب أخرج اللاعبين من تركيزهم منذ أن وطأت قدمه إلى مدينة الإسكندرية ، فمعسكر الفريق مفتوح للجميع سواء جماهير أو مسئولين أو أشخاص من محبي الشهرة والتواجد ، فجاءت البداية في فندق "هلنان فلسطين" الذي أقام فيه الفريق ، وبالمناسبة هذه هي المرة الأولى التي يقيم فيها المنتخب الوطني في ذلك الفندق ، ليس بسبب ارتفاع أسعاره فقط ، لكن لكونه في منطقة سياحية - المنتزة - تمتلك عدة كبائن على شواطئها ، إضافة إلى إمتكلاها لأكثر من ملهى ليلي يسهر حتى الصباح ، إضافة إلى سماح الجهاز الفني لبعض الأفراد من الجماهير التي زحفت خلف الفريق بالمبيت في نفس الفندق ، وهم بالمناسبة لديهم علاقات صداقة سواء باللاعبين أو بالجهاز الفني.

وجاءت الطامة الكبرى في قبول الجهاز الفني حضور حفلات العشاء بصحبة اللاعبين مرة في نادي سموحة ، وأخرى في نادي سبورتنج ، وكأن المنتخب الوطني جاء للإسكندرية من أجل التنزه وليس من أجل الاستعداد للبطولة الهامة.

ووضح على الجميع الانشغال بتوقيع عقود للاعلان مع شركتي مياه غازية ، وقد دخل أعضاء الجهاز الفني في مناقشات مع بعضهما البعض من أجل إقناع اللاعبين بالتوقيع لشركة دون الأخرى ، إذ أن هناك نسبة سيحصل عليها المدرب في حالة استقطاب أحد من نجوم الفريق إلى الشركة ، وتواجد مسئولو الشركتين في الفندق بصفة مستمرة من أجل مطاردة اللاعبين.

الفريق عندما تشاهده للوهلة الأولى ، يتملكك إحساس بأن هناك تفكك سيؤدي إلى كارثة أثناء البطولة ، خاصة وأننا عايشنا الكثير من الفرق قبل بطولات هامة أيضا ، وغياب التركيز والالتزام وروح الجماعة يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا ، ولا نملك إلا الدعاء للمنتخب بالفوز.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات