كتب : شادي أمير | الأربعاء، 25 يناير 2006 - 11:56

الفارق بين شحاتة وجوزيه

سؤال بريء أود أن أوجهه إلى خبراء الكرة المصرية الذين أفتوا بأن فريق الأهلي مع أي مدرب يستطيع الفوز ، وأن البرتغالي مانويل جوزيه مثله مثل أي مدرب ، وهو : "هل علمتم الآن الفارق بين جوزيه وحسن شحاتة"؟

على الرغم من أن المنتخب لم يفقد فرصة الصعود إلى دور الثمانية ، فإن مباراة المغرب أثبتت بالدليل القاطع أن شحاتة للأسف مدرب خائف ، ولا يستطيع مجارة أي مدرب في تفكيره خلال المباراة ليؤكد الفارق بين المدرب الأجنبي والمدربين المصريين.

شحاتة مثله مثل الجماهير التي حضرت المباراة في الملعب أو التي شاهدتها على شاشات التليفزيون "بيتفرج على الماتش" ولا يتدخل لإجراء أي تغيير على طريقة اللعب أو أداء اللاعبين خلال المباراة أو حتى قبلها.

فمن يشاهد المنتخب المصري لا يستطيع أن يعرف على سبيل المثال الخطة التي يلعب بها أو يرى "بصمات" المدرب على أداء الفريق ، والحقيقة أن منتخبنا يلعب بطريقة معروفة في شوارعنا ومراكز الشباب وهي "بلاش أنانية ، وباصي يا كابتن وربنا معانا".

مدرب المنتخب المصري في آخر عشر دقائق للشوط الأول وضحت عليه علامات عدم الرضا ، ولكنه لم يتكلم ولم يوجه أي لاعب ، وكل ما يفعله هو أن يشاور أو "يتنطنط" عندما تضيع كرة خطيرة مثل التي أضاعها "الحالة الميئوس منها" أحمد فتحي ، والحقيقة أنني أتساءل هل بلغ السوء بأرسين فينجر مدرب الأرسنال أنه كان يريد التعاقد مع هذا اللاعب؟!

ومع الشوط الثاني أجرى شحاتة واحدا من أغرب التغييرات بخروج أحمد فتحي ونزول حسن مصطفى ، وبذلك خسر محمد بركات في الناحية الهجومية بعودته إلى الدفاع ، وخسر أحمد حسن بسبب تركه وحيدا أمام خط وسط المغرب في ظل استمرار حالة "التوهان" لمحمد شوقي.

ثم أجرى "العبقري" تغييرا جديدا بنزول محمد أبو تريكة بدلا من أحمد حسن ، وكان يمكنه أن يشرك أبو تريكة منذ البداية بدلا من أحمد فتحي ويعيد أحمد حسن في الناحية اليمني وعندها يكون كسب أبو تريكة وبركات في الهجوم ويضغط على دفاعات المغرب ، ولكن يبدو أن "المعلم" يلعب للتعادل ، والحمد لله أن مدرب المنتخب المغربي محمد فاخر من نوعية شحاتة "بيتفرج هوة برضه على الماتش" ، وإلا لكانت النتيجة أكثر إحباطا للجماهير.

وجاءت لحظة "حرق الدم" لجميع الجماهير سواء أمام شاشات التليفزيون أو التي في الملعب والتي عبرت عن احتجاجها بخروج أحمد حسام "ميدو" بدلا من "المحلي الأصيل" عمرو زكي والذي أثبت أنه "أكذوبة" الكرة المصرية.

ولا أعرف هل كان شحاته يشاهد مباراة أخرى ، فزكي واضح أنه في حالة سيئة وفي غير مستواه "حتى اللي بيظهر بيه في الدوري" ، وبالرغم من ذلك أبقي عليه وأخرج ميدو ، والذي ظُلم بسبب من حوله لأنهم لا يعرفون كيفية صنع فرصة ، لأن المدرب تركهم يلعبون كما يريدون.

وجاء نزول عماد متعب متأخرا في الدقائق العشر الأخيرة وهي غير كافية للمهاجم الذي لعب جميع المباريات الودية ، وعندما بدأت البطولة عرف طريقة إلى مقاعد البدلاء ، والفرصة التي أهدرها كان طبيعيا أن يهدرها لاعب فقد الثقة أو أفقده مدربه هذه الثقة.

والفارق أصبح واضحا بين جوزيه الذي يحرك لاعبيه كما يشاء في الأهلي كما يريد لأنه يعلم إمكانياتهم جيدا ، على العكس من شحاتة الذي دخل البطولة خائفا من الصحافة والجماهير فعاد إلى طريقة 3-5-2 ، كما أن خوفه وضح منذ مباراة كوت ديفوار في تصفيات كأس العالم عندما لعب بطريقة الخائف في مباراة كانت سواء بالنسبة لنا.

وأخيرا أقول إلى الجميع : هناك فارق بين جوزيه وشحاتة ، فالأول لا يهمه شيئا لأنه يعرف إمكانياته وإمكانيات من معه ، أما الثاني فهو "خائف" شأنه شأن جميع المدربين المصريين.

ملحوظتان :

1- الكابتن مدحت شلبي أكد في بداية المباراة أن المنتخب المغربي خائف من مصر ، وأن الخوف واضح على مدربه محمد فاخر ، ولا أعرف ماذا أقول له الآن.

2- عصام الحضري لعب مباراة جيدة للغاية ونتمنى منه المحافظة على هذا المستوى ، ولا يصاب بالعدوى من باقي للاعبين.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات