كتب : أحمد ماهر | الثلاثاء، 13 يونيو 2006 - 01:23

تحليل : ايطاليا 2-صفر غانا

لم يكن الفارق بين إيطاليا وغانا خلال مباراتهما معا فنيا أو بدنيا فقط ، لكن تلك المباراة أظهرت بوضوح الفارق الكبير بين الكرة الأوروبية ونظيرتها الأفريقية.

وعلى الرغم أن منتخب غانا يضم عددا لا بأس به من الأسماء المعروفة التي تلعب في أشهر الأندية الأوروبية القوية ، إلا أن الفارق بينه وبين منتخب إيطاليا كان كبيرا على المستوى التكتيكي والخططي.

ولن يكون للكرة الأفريقية شأن كبير في ظل تلك الحالة من عدم الانضباط الخططي واللعب العشوائي على مستوى المنتخبات ، حتى في ظل وجود عدد هائل من المحترفين أوروبيا ، ويستثنى من ذلك بعض الطفرات مثل الكاميرون 90 ونيجيريا 94 والسنغال 2002.

* "الأتزوري" لعب بطريقة تقليدية بوجود أربعة لاعبين في الدفاع ، كريستيان زاكاردو كجناح أيمن مدافع ، وفابيو جروسو كجناح أيسر مدافع ، والثنائي فابيو كانافارو وأليساندرو في مركز الظهير الثالث ، بالاضافة إلى ثلاثة لاعبين في الوسط : أندريا بيرلو لاعب ارتكاز صريح ، بجانبه دانييلي دي روسي وسيموني بيروتا ، ثم فرانشيسكو توتي كمهاجم متأخر ، ورأسي حربة لوكا توني وألبرتو جيلاردينو.

* فطن مارتشيللو ليبي مبكرا لضعف الجناح الأيسر المدافع لمنتخب غانا إيمانويل بابوي ، وركز هجومه على انطلاقات جناحه الأيمن زاكاردو ومساندة بيروتا من وسط الملعب ، بالاضافة إلى ميل توني في تحركاته على تلك الجبهة ، في الوقت الذي قام فيه راتومير دويكوفيتش المدير الفني لغانا بسحب قائد فريقه ستيفان أبياه من الجبهة اليسرى إلى اليمنى ، مفسحا الطريق أمام الهجوم الايطالي عبر جناحه الأيسر الضعيف.

* كان بيرلو هو نقطة قوة منتخب ايطاليا ، فتمريراته الدقيقة كانت مصدر خطورة دائمة على الدفاع الغاني ، الذي كان سهل الاختراق في أحيان عديدة رغم الضغط القوي من لاعبيه على رأسي حربة ايطاليا.

* الجانب الآخر كانت إدارة دويكوفيتش للمباراة أفضل من نظيره الفرنسي هنري ميشيل المدير الفني لكوت ديفوار في مباراته أمام الأرجنتين ، لكنه في الوقت ذاته فشل في ترويض أداء ثنائي الهجوم ماثيو أمواه وأزاموا جيان لصالح الفريق ، وخاصة الأخير ، وكانت انطلاقات غانا الهجومية عبارة عن محاولات عشوائية للنجم الذي لا يهدأ مايكل إيسيين وإيريك أدو الذي ظهر بشكل أفضل في الشوط الثاني ، وهي الفترة التي شهدت سيطرة من غانا على الكرة في وسط الملعب.

* الهدف الذي أحرزه بيرلو في الدقيقة 40 كان بمثابة نقطة تحول في المباراة ، فانتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي كان سيعطي للفريق الغاني روحا معنوية عالية في الشوط الثاني ، في الوقت الذي عانى فيه منتخب ايطاليا من غياب نجمه توتي تماما عن أجواء اللقاء ، وهو ما جعل الفريق يفقد الرابط بين خط هجومه ووسطه ، رغم المحاولات الدؤوبة لتوني وتمريرات بيرلو المتقنة.

الهدف نفسه جاء معبرا عن الفارق بين الفريقين ، فبيرلو استغل خطأ في الرقابة وسدد كرة متقنة سكنت الشباك ، في الوقت الذي كان تدخل اللاعب جون بانستيل عليه في غاية الرعونة.

* ليبي دخل الشوط الثاني وهو يريد الحفاظ على تقدمه الثمين ، فالفريق مر قبل كأس العالم بفترة عصيبة وكان في أشد الحاجة لفوز لكي يلتف جمهوره حوله ، كما أن مدرب ايطاليا كان يكن احتراما كبيرا لمنافسه الأفريقي على الرغم من الفوارق الواضحة.

وبالفعل أدخل ليبي ماورو كامورانيزي بدلا من توتي من أجل زيادة تأمين وسط الملعب ، وهو ما تحقق له تماما.

* في الجهة المقابلة امتلكت غانا الكرة في الشوط الثاني بفضل تراجع ايطاليا ، ولم يجر دويكوفيتش سوى تغييرا واحدا بين شوطي المباراة بدخول شيلا إلياسو بدلا بابوي الضعيف ، لكن البديل لم يضف أي جديد.

* وعلى الرغم من السيطرة الشكلية لغانا ، إلا أن الفريق لم يشكل خطورة تذكر على مرمى ايطاليا لسببين ، أولهما العدد الهائل من التمريرات غير الدقيقة من لاعبي المنتخب الأفريقي ، بالاضافة إلى قوة دفاع المنتخب الايطالي التي وضحت بشدة خلال المباراة.

* وجاءت تغييرات ليبي المتبقية معبرة تماما عن فكره في الحفاظ على الهدف ، والاعتماد على الهجمات الخاطفة مستغلا العشوائية التي يلعب بها منتخب غانا ، فدفع بفينشينزو ياكوينتا بدلا من جيلاردينو المختفي ، ثم بأليساندرو ديل بييرو بدلا من توني المنهك.

وحقق ليبي ما أراد تماما ، فكان فريقه يصل إلى مرمى غانا بفضل تمريرتين أو ثلاثة على الأكثر ، في الوقت الذي كان منتخب غانا يعاني الأمرين من أجل الوصول إلى بوفون ، ولم يصل!

* الهدف الثاني أيضا كان معبرا عن الفوارق الكبيرة بين الكرتين الأوروبية والأفريقية ، فلاعب غانا سولي مونتاري رغم أنه محترف في ايطاليا ذاتها ، إلا أنه ظهر بوجهه الأفريقي مع منتخب بلاده ، وكان أدائه في غاية الرعونة والسلبية

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات