كتب : عبدالعزيز أبو حمر | الإثنين، 15 يناير 2007 - 18:52

صفعة "فيجو"!

الكثيرون اعتبروه مشهداً مثيراً للضحك والشفقة والرثاء والعواء والاستعواء .. ذلك المشهد الذي وقف فيه رئيس النادي الشهير وهو يمسك بالفانلة الصفراء رقم (7) وتعبيرات الوجه الطفولية البريئة تتحدى ريشة أشهر فنان كاريكاتير بينما جسد "لويس فيجو" ذهوله بطريقة أوروبية ناعمة واختزل حيرته في ضحكة عابرة على الدقون مُكتفياً بوضع يده في جيبه وكأن لسان حاله يقول للمصور بالبرتغالية المترجمة للعربية الدارجة : "مطلعنيش في الصورة الله يخليك".

آخرون اعتبروا أن المسرحية الهزلية التي أسدل الستار عن فصلها الأخير بجناح "فيجو" بأحد فنادق المنامة شكلت مرحلة جديدة من مراحل تطور الأعمال الدرامية الكروية العربية الساخرة .. الخاسرة .. التي لا تستحق المشاهدة أساساً .. فيما اعتبر آخرون أنه ورغم كل ما حدث من مد وجزر في "صفعة فيجو" ، إلا أن هذا المسلسل أظهر أن لدينا أناس من فصيلة "توم كروز" .. أناس أقل ما يمكن وصفهم برجال المهام الصعبة والمُستصعبة والمُستعصية والمستحيلة .. رجال تصدوا بشجاعة نادرة وصمود لافت لـ"مؤامرة إفشال الصفقة" ، وهي المؤامرة التي حاكها للأسف بعض الأشقاء من العملاء والخونة بالتعاون مع جهاز استخبارات تابع لدولة معادية.

وفي مشهد آخر يتهم البلويون المخلصون خصومهم المتآمرين المناوئين لصفقة الخيال العلمي بأنهم حفنة من الأشرار المعروفين بحقدهم الدفين وحلمهم القديم في التقاط الصور مع "فيجو" (وهو يضع يديه في جيبه) ، وهؤلاء - وهم يرون أحلامهم تتبدد وتذهب أدراج الرياح - أصيبوا بحالة محمومة من الحسد المشفوع برغبة انتقامية ، فهاجوا وماجوا وراحوا يوزعون الانتقادات ويحيكون المؤامرات ظناً منهم بأن الألاعيب المكشوفة ستوقف المحاولات الحثيثة والمساعي الحميدة والخطط القومية المستقبلية الميمونة لالتقاط المزيد من الصور الكاريكاتيرية مع "رونالدو" و"دورماندو" و"نورماندو" ، وهم يضعون أيديهم في جيوبهم.

ويرى المؤمنون بنظرية المؤامرة أن بعض الجهلة أحدثوا لغطاً ليس له ما يبرره لعدم استيعابهم لمضامين صفعة التعاقد مع "فيجو" ، ولو أنهم تبصروا الأمر بعناية لوجد هؤلاء العابثون بمقدرات الأمة أن ظهور النجم البرتغالي في ذلك المشهد التاريخي البلوي الخالد لم يكن المقصود منه الحصول على توقيع "فيجو" ، وإنما تكريس مكانة الأمة وتعزيز المد العربي شرق الأندلس وغرب المحيط الأطلنطي وشمال القطب الشمالي وجنوب القطب الجنوبي وشرق القطب الشرقي.

صحيح أن "فيجو" لم يكن مُمسكا بالقميص ، لكن المشكلة لم تكن في البرتغالي المسكين ، ولا في المصور العميل الذي انكشف تآمره ، وإنما في البلوة العربية الكبيرة التي لم يكتشف أحد أمرها بعد!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات