كتب : خالد طلعت | الأربعاء، 14 فبراير 2007 - 20:15

لماذا تراجعنا في تصنيف الفيفا؟

أثار التصنيف الشهري الجديد للفيفا العديد من التساؤلات حول تراجع ترتيب منتخب مصر في التصنيف 23 مركزا كاملا ليحتل المركز الثاني والأربعين بدلا من المركز التاسع عشر الذي كان يحتله في الشهر الماضي وذلك رغم فوزه على السويد بهدفين نظيفين وديا.

ولذلك أردت أن أوضح طريقة التصنيف بطريقة مبسطة ومختصرة حتى يعرف الجميع كيفية حساب النقاط وحتى نعرف كيف تقدمنا ثمانية مراكز في تصنيف الشهر الماضي دون أن نخوض أي مباراة، وكيف تراجعنا 23 مركزا دفعة واحدة في تصنيف هذا الشهر رغم الانتصار الذي حققناه على السويد.

طريقة احتساب نقاط التصنيف لا تتم بصورة تراكمية مثلما يظن الكثيرون، فالبعض يعتقد أنه عندما نلعب مباراة واحدة طوال الشهر الماضي مع السويد ونحقق الفوز فيها فبالتالي سنحصل على مزيد من النقاط في التصنيف ومن ثم سنحرز مزيد من التقدم في الترتيب، وهي معلومة خاطئة تماما.

فطريقة احتساب النقاط تتم بصورة تصاعدية على مستوى الأربع سنوات الماضية، فاذا صدر التصنيف في منتصف فبراير 2007 مثلا، يتم احتساب نتائج المنتخبات بدءا من منتصف فبراير 2003 وحتى منتصف فبراير 2007، ويتم حساب نقاط كل سنة على حدة، أي أن نتائج السنة الأخيرة من منتصف فبراير 2006 إلى منتصف فبراير 2007 يتم مضاعفة نقاطها 5 أضعاف، والسنة السابقة لها يتم مضاعفتها مرتين ونصف، والسنة السابقة له مرة ونصف فقط، أما السنة الرابعة والأخيرة والتي تبدأ من منتصف فبراير 2003 إلى منتصف فبراير2004 فيتم حساب نقاطها كما هي دون أي زيادة أو مضاعفة.

وبالتالي فإنه من الممكن جدا أن يتقدم أو يتراجع أي منتخب في التصنيف حتى في حالة عدم خوضه لأي مباراة مثلما حدث مع منتخب مصر في الشهر الماضي رغم عدم خوضه أي مباراة وقتها.

وإذا أخذنا مثال بترتيب الشهر الحالي، ففي الشهر الماضي كان التصنيف يحتسب من منتصف يناير 2003 إلى منتصف يناير 2007، وكانت النتائج من منتصف يناير 2006 إلى منتصف يناير 2007 يتم مضاعفتها 5 أضعاف، أما الشهر الحالي فإن النتائج تحتسب من منتصف فبراير 2003 إلى منتصف فبراير 2007، وبالتالي فإن النتائج التي حققتها مصر من منتصف يناير 2006 إلى منتصف فبراير 2006 تم احتسابها هذا الشهر مضاعفة مرتين ونصف فقط وليس 5 مرات مثل الشهر الماضي، وبالطبع فإن نتائج هذه الفترة هي الأفضل لمنتخبنا في الأعوام السابقة وهي نتائج المباريات التي خضناها في كأس الأمم الأفريقية.

ففي خلال كأس الأمم خضنا 6 مباريات فزنا في 5 منها وتعادلنا واحدة فقط، مع ملاحظة أن المباراة الرسمية تحتسب بنقاط 4 أضعاف المباراة الودية الدولية والفوز فيها بـ12 نقطة أما التعادل بأربع نقاط، ولذلك فقد حصلت مصر من خلال هذه البطولة على 64 نقطة كاملة وإذا تمت مضاعفتها 5 مرات فإننا حصلنا من خلال هذه البطولة على 320 نقطة كاملة في تصنيف الشهر الماضي، أما في تصنيف الشهر الحالي فقد حصلنا منها على 160 نقطة فقط بعدما تمت مضاعفتها مرتين ونصف فقط بدلا من خمسة أضعاف أي أننا فقدنا 160 نقطة كاملة بينما حصلنا على ثلاث نقاط فقط من الفوز على السويد تمت مضاعفتها 5 مرات لنحصل على 15 نقطة وبالتالي فقدنا 145 نقطة بالتمام والكمال.

ولاحظوا أنني أشرت فقط إلى نتائج العام الماضي دون أن أذكر نتائج الأعوام السابقة في نفس الفترة من منتصف يناير إلى منتصف فبراير وهي الفترة التي نحقق فيها نتائج رائعة دائما مثلما فعلنا في عام 2005 بالفوز على كوريا الجنوبية وبلجيكا وديا وباحتساب جميع النتائج تكون مصر قد فقدت 273 نقطة كاملة من نقاط الشهر الماضي لتتراجع إلى المركز 42 بدلا من المركز 19.

وتقليص نقاط بطولة كأس الأمم الأفريقية السابقة لم يؤثر على مصر فحسب في التصنيف الجديد بل أثر على منتخبات أفريقية أخرى حققت نتائج جيدة في نفس البطولة مثل نيجيريا التي تراجعت 27 مركزا وتونس التي تراجعت 13 مركز وغينيا التي تراجعت 40 مركزا، بينما لم تتأثر كثيرا المنتخبات التي حققت نتائج متواضعة في تلك البطولة مثل الكاميرون وغانا التي ودعت البطولة مبكرا أو منتخب مالي الذي لم يشارك في البطولة من الأساس.

خلاصة الكلام : إن تصنيف الفيفا يقوم على أسس واضحة وعادلة ولكن يجب أن نفهمها أولا جيدا حتى لا نلقي الاتهامات جزافا على الفيفا بالتحيز أو العنصرية أو الجهل أو "العك" مثلما ردد البعض عقب صدور التصنيف الجديد، وهو ما حدث قبل ذلك أيضا عندما تقدمت غينيا على مصر في الترتيب واعترض البعض على ذلك وهو ما كنت قد أوضحته أيضا وقتها في مقالة بعنوان "بلاتر ليس بانجوريا".

للأسف الشديد عدم الفهم الكامل بلوائح وقواعد تصنيف المنتخبات أو حتى تصنيف

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات