كتب : مهاب مجدي | الإثنين، 12 مارس 2007 - 12:18

تحليل: إنتر 2-1 ميلان .. أنشيلوتي أسألك الرحيل!

يعلم الله وحده متى سيشعر سيلفيو برليسكوني رئيس الوزراء الإيطالي السابق ومالك نادي ميلان بجماهيره التي تكاد تحترق من تواضع مستوى كارلو أنشيلوتي المدير الفني لـ"الروسونيري" والذي فشل في استغلال حالة استثنائية من الظروف المعاكسة أحاطت بغريمه إنتر معنويا بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا، وفنيا بغياب اثنين من الأعمدة الأساسية للفريق في وسط الملعب وهما الأرجنتيني إستيبان كامبياسو والفرنسي باتريك فييرا، ليخسر ثاني مواجهاته أمام روبرتو مانشيني هذا الموسم.

خاض مانشيني المدير الفني لـ"النيراتزوري" اللقاء بطريقة 4-4-2 معتمدا على الثنائي هيرنان كريسبو وزلاتان إبراهيموفيتش والتي تتحول إلى 4-5-1 كثيرا خلال أحداث اللقاء بسبب سقوط إبراهيموفيتش لخط الوسط وهي الطريقة التي اعتاد استخدامها طوال هذا الموسم، أما أنشيلوتي فلعب المباراة بطريقة 4-5-1 معتمدا على رونالدو كمهاجم وحيد ومن خلفه مواطنه كاكا.

جاء الربع ساعة الأول من المباراة متكافئا إلى حد كبير في ظل الحذر الذي شاب أداء الفريقين، وإن مالت الكفة لمصلحة ميلان نسبيا بسبب تفوق كاكا وأندريا بيرلو على لاعبي وسط إنتر المفتقدين للثنائي فييرا وكامبياسو، وظهرت تعليمات أنشيلوتي الواضحة في الاعتماد على التسديد من خارج منطقة الجزاء الذي تميز فيه اللاعب بيرلو من الكرات الثابتة والمتحركة.

كان دانييلي بونيرا أقل لاعبي دفاع ميلان المهتز بشكل عام وكاد يتسبب في هدف مبكر بإهدائه كرة لكريسبو على حدود منطقة الجزاء، إلا أن الأخير لم يقبل الهدية.

ناور مانشيني بعد الربع ساعة الأولي بالدفع بلويس فيجو في الناحية اليسرى ليلعب أمام فابيو جروسو ومن بعده ماكسويل البديل، ليشكل إنتر خطورة كبيرة من هذه الجبهة النشطة في ظل عجز ماسيمو أودو في إيقاف انطلاقات فيجو، أما ميلان ففضل الاختراق من العمق مستغلا المهارة الكبيرة لنجمه كاكا مع الاعتماد على نفس التكتيك بالتسديد البعيد والذي نجح فيه رونالدو في مباغتة الحارس خوليو سيزار وسجل هدفا ماركة مسجلة باسمه.

شهدت اللحظات الأخيرة من الشوط الأول واقعة معبرة للغاية عندما ترك رونالدو الكرة ظنا أن حكم المباراة أطلق صافرة نهاية الشوط من كثرة ما تعرض له اللاعب من صافرات الاستهجان طوال المباراة من جماهير ناديه السابق.

أما الشوط الثاني فشهد تفوقا تكتيكيا واضحا لمانشيني على أنشيلوتي "الطيب" الذي يبدو أنه كان يشاهد المباراة كغيره من المشاهدين، فسبب تبادل المراكز بين فيجو وخافيير زانيتي على الجانبين الأيمن والأيسر ارتباكا كبيرا لماسيمو أودو وماريك يانكولوفسكي ظهيري الجنب بميلان البعيدين تماما عن مستواهم، كما ناور مانشيني بالتحركات العرضية لإبراهيموفيتش والتي أرهق بها رقيبه مالديني "العجوز" والذي فشل تماما في إيقاف خطورة المهاجم السويدي.

جاء هدفا إنتر في الشوط الثاني كصورة معبرة للحالة المزرية التي كان عليها دفاع ميلان وحارسه البرازيلي نيلسون ديدا طوال المباراة.

كان مانشيني موفقا في تغييراته الثلاثة وإن أجرى تغييرين اضطراريين بعد إصابة جروسو فدفع بماكسويل الذي قدم أداءا طيبا، وخرج من مأزق إصابة أوليفيير داكور بالدفع بوالتر صامويل في خط الدفاع بجوار ماركو ماتيراتزي مع أنتقال إيفان كوردوبا للجانب الأيمن بدلا من نيكولاس بورديسو الذي انتقل لمركز لاعب الوسط المدافع وهو التكتيك الذي نجح بشكل كبير، كما كان في قمة التوفيق بالدفع بالمهاجم خوليو كروز بدلا من مواطنه كريسبو غير الموفق هذا اليوم، ليكافئه كروز بتسجيل هدف التعادل وصناعة هدف الفوز.

أما أنشيلوتي فتأخر في الدفع بألبرتو جيلاردينو كمهاجم ثان بجوار رونالدو وهو الأكثر حاجة للهجوم، وتأخر في تغيير كلارنس سيدورف البعيد تماما عن مستواه، وعندما فكر في الدفع بلاعب الوسط المهاجم يوان جوركوف، أخرج جينارو جاتوزو أفضل لاعبي خط وسط فريقه في المباراة!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات