كتب : خالد طلعت | الثلاثاء، 11 سبتمبر 2007 - 13:43

يبقى انت أكيد في مصر

ميدو يحمل طفلا، ومقدم شرطة يلتقط صورة تذكارية مع أبو تريكة، واختفاء سائق الأتوبيس، وانتحالي لشخصية خالد لطيف، كل هذه الأمور جعلتني على يقين من أن منتخب مصر لن ينجح في الفوز على بوروندي وهو ما حدث بالفعل.

فقد أوقعتني ظروفي العثرة في حضور تمرين منتخب مصر الذي كان من المفترض اجرائه في نادي المعادي يوم الثلاثاء الماضي استعدادا للقاء بوروندي، ورغم قضائي حوالي ساعة واحدة فقط في النادي الا أن هذه الساعة شهدت العديد من المواقف الغريبة والتي كان معظمها ينتمي للكوميديا السوداء وينطبق عليها المثل القائل "شر البلية ما يضحك"، وإن كانت كل هذه الوقائع لا يمكن أن تحدث في أي دولة في العالم الا في مصر فقط.

وفي الحقيقة لم أقم بنشر هذه الاحداث قبل لقاء مصر مع بوروندي حتى لا يؤثر بالسلب على بعثة المنتخب، ولكن الآن وبعد نهاية المباراة قررت نشرها للقراء الأعزاء حتى نتعلم من هذه الأحداث في المستقبل والتي قد يرسم بعضها البسمة على شفاه القراء أو ربما يخفف عنهم آلام التعادل المخيب مع بوروندي، ولنبدأ في استعراض مشاهد المسرحية الهزلية معا.

1- في البداية قام مسؤولو نادي المعادي بدعاية ضخمة ومبالغ فيها لتدريب المنتخب وكأنهم غير مصدقين أن منتخب مصر سيتدرب في ناديهم، فقد علقوا لافتات ضخمة وكثيرة في مختلف أرجاء النادي وعلى البوابات وفي الشوارع المحيطة بالنادي من نوعية "انتظروا نجوم منتخب مصر في نادي المعادي في الخامسة عصر الثلاثاء" و"نجم النجوم أبو تريكة يتدرب على ملعب نادي المعادي" و"شاهدوا نجم الدوري الانجليزي ميدو في نادي المعادي".

2- الدعاية الضخمة والمبالغ فيها أدت إلى ازدحام النادي بما يقرب من ثلاثة ألاف عضو بخلاف الصحفيين والإعلاميين وهو ما أدى الى زحام شديد داخل النادي وبجوار ملعب التدريب.

3- سور ملعب التدريب منخفض للغاية ولا يتعدى ارتفاعه مترا واحدا، ولم يكن هناك رجال أمن كافين لتأمين لاعبي المنتخب في ظل الهجوم الجماهيري الرهيب، ولم يتواجد سوى ثلاثة أو أربعة ضباط إضافة إلى حوالي 20 جنديا فقط.

4- فور نزول لاعبي المنتخب، اندفعت الجماهير المنتظرة إلى الملعب وقفزوا السور بسهولة وهجموا على اللاعبين لالتقاط الصور معهم والحصول على توقيعاتهم بطريقة غريبة وكأن التقاط صورة مع ميدو أو الحصول على توقيع أبو تريكة سيضمن لهم الدخول في جنة الخلد.

5- كان المنظر داخل الملعب غريبا للغاية فقد وقف ميدو وحوله دائرة من البشر حوالي 300 شخص، ووقف أبو تريكة في مكان اخر من الملعب في مشهد مشابه، وهكذا كل النجوم كانوا محاطين بمجموعات من البشر يتراوح عددها من 30 إلى 300 شخص بحسب نجومية اللاعب، أما باقي اللاعبين العاديين فقد جلسوا بمفردهم يتحدثون في "الموبايل" أو يتحدثون مع بعضهم أمثال أحمد عيد عبد الملك وعبد السلام نجاح وأخرين.

6- من المشاهد اللافتة للنظر كان مشهد أب قال لميدو والنبي خد شيل إبني الصغير عشان يتصور معاك" وجعل ميدو يحمل طفله كي يلتقط صورة معه، ومشهد مقدم شرطة من المفترض أن يقود قوات الأمن لإخراج الجماهير من الملعب وقد وقف يلتقط صورة مع أبو تريكة معطيا تليفونه المحمول لأحد العساكر تحت قيادته قائلا له "خد يا ابني الموبيل صورني مع أبو تريكة ..ولو الصورة طلعت وحشة هخرب بيتك".

7- طلب حسن شحاتة من رجال الأمن إخلاء الملعب من الجماهير ولكنهم لم ينجحوا في ذلك على مدار نصف ساعة لأن عدد رجال الأمن القليل كان لا يتناسب مطلقا مع عدد الجماهير الضخمة، وكلما نجحوا في اخراج 100 فرد من الملعب يدخل 200 من الجهة الأخرى.

8- بعدما وجد مدرب مصر أنه من غير الممكن أن يقام التدريب في هذا الملعب في هذه الظروف قرر نقل المران وطلب من لاعبيه وباقي أفراد الجهاز الذهاب للأتوبيس للرحيل من النادي والبحث عن ملعب أخر للتدريب وفي رأيي الشخصي أن شحاتة كان محقا تماما في هذا القرار.

9- قرار نقل التدريب والرحيل من النادي لم يعجب العديد من الأعضاء لأنه سيفسد عليهم متعة التقاط الصور مع اللاعبين ومتعة مشاهدة تدريب المنتخب مجانا وعن قرب، وبدأ بعض من الجماهير يحاول الاحتكاك بحسن شحاتة والتعدي عليه بالقول والتهكم بجمل لا يصح أن تقال من نوعية "يا عم انت رايح تلاعب بوروندي أمال لو كنت هتلاعب البرازيل كنت عملت ايه؟" و"انت هتتنطط علينا وهتعملنا فيه نجم سينيمائي!" و"متنساش أن الجمهور ده هو اللي خلاك تكسب كاس الأمم"، وكأن شحاتة يجب عليه أن يعترف بفضل الجمهور عليه ويعترف بأن مباراة بوروندي سهلة ولا تحتاج للتدريب فيقوم بالغاء التدريب ويجعله يوم ترفيهي للجماهير للالتقاء مع اللاعبين والتصوير معهم!

10- الطريف أنه بعدما استجاب اللاعبين لطلب شحاتة وخرجوا من الملعب بأعجوبة وبمعجزة وركبوا جميعهم داخل الاتوبيس اكتشفوا أن

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات