كتب : أحمد عز الدين | الثلاثاء، 11 سبتمبر 2007 - 19:37

خطايا المعلم

تعادل منتخب مصر مع بوروندي في مباراة كان بطلها عصام الحضري يضع علامات استفهام كثيرة حول فرصة مصر في المنافسة على اللقب الإفريقي في غانا أو حتى عبور الدور الأول من البطولة، ويفتح باب التساؤلات حول قدرة حسن شحاتة على قيادة منتخب مصر في بطولة لا يساندنا فيها أرض أو جماهير كما حدث في 2006.

علامات الاستفهام تزداد في هذه الفترة التي يراها الجمهور مثالية للمنتخب في ظل وفرة النجوم في الأهلي والزمالك والإسماعيلي، وهو شيء قلما يحدث في توقيت واحد خاصة وأن إخفاقات محترفينا في الموسم المنصرم غطى عليها تألق ميدو وزيدان مع انطلاق الموسم الجديد.

التعادل جاء بطعم الخسارة وألقى الضوء على خطايا حسن شحاتة في اختياراته للقائمة وللخطة ولمدى متابعته للاعبي المنتخب.

وأكد أجن من اختيارات حسن شحاتة التي لا تتسق مع أي قاعدة وإنما تبدو مليئة بالاستثنائات .. فهو يستبعد أحمد فتحي وحسام غالي لعدم اللعب منذ بداية الموسم ولكنه يضم إبراهيم سعيد الذي يمر بنفس الظروف إلى تشكيلة المنتخب الأساسية.

استبعد شحاتة محمد بركات من القائمة بحجة أنه لن يتمكن من اللعب على نجيل صناعي بسبب إصابته فماذا عن مباراتي المنتخب السابقتين، وإن كان بركات خارج الحسابات، فلماذا لا يعلن ذلك على الملأ؟

دفع شحاتة بثلاثة مهاجمين أمام بوروندي بنية واضحة لدك حصونهم ووضعهم تحت ضغط دائم – أو هكذا بدا لي – إلا أنني وجدت لغزا كبيرا يتمثل في وضع "القصير" عماد متعب كرأس حربة فيما يلعب العملاقان من مواليد منطقة الجزاء أحمد حسام "ميدو" وعمرو زكي على طرفي الملعب .. لماذا ميدو في اليسار؟ لا أدري تفسيرا.

وكانت رؤية المنتخب المصري يلعب بطريقة 3-3-4 أمر يدعو للفرح وللشعور بأن كرة المنتخب قد تتطور للأفضل، ويبث الأمل في مشاهدة فريق يبادر بالهجوم ولا ينتظر إخفاق المنافس وأخطائه.

ولكن ما شاهدناه في مباراة بوروندي وقبلها في موريتانيا هو فريق مرصوص بطريقة 2-4-4 أو1-5-4 ولكنه يفشل في التخلص من عقلية 2-5-3 حتى إن الجمهور والنقاد على السواء لم يعرفوا ماهية واجبات لاعبي خط الوسط، فترى المنتخب يتحرك بعشوائية يتكدس لاعبوه دائما في مكان واحد ويقدم مستوى قد يدفعك لتشجيع الفريق المنافس.

فقد رأينا ظهيري الجنب يتحركان من وسط الملعب للخلف وليس العكس كأنهما لاعبي وسط وليس ظهيرين، ورأينا قلبي دفاع الفريق لا يتقدمان للأمام ليجبرا ارتكاز الفريق على العودة للخلف لتأمين الدفاع فينكمش الفريق المصري دفاعا ويفشل في خلق عمق هجومي يفتح الباب أمامنا لتنظيم أداء سريع هجوما.

أما أكبر اختراعات المعلم والتي تلي اختراع الكهرباء مباشرة في الأهمية فهي استعمال ليبرو يرتكز أمام المدافعين، لا أدري ماهية نفعها ولكن ضررها لم يخفى على أحد في لقاء بوروندي ومن قبله أمام المنتخب الإيفواري في تصفيات كأس العالم.

الطريقة الجهنمية تسبب انعدام التغطية العكسية من ظهيري الجنب لاعتمادهما على تواجد ثلاثة مدافعين مع أن الواقع أنهما اثنين فقط، كما يغفل لاعب الارتكاز عن التراجع لافتراضه أن المدافعين أمامهما لاعب بالفعل وهذا غير حقيقي لأن الذي يرتكز أمام المدافعان في الواقع مدافع ثالث وليس لاعبا في الوسط، فما الفكر الذي أدى إلى استعمالها.

وما يزيد من الحسرة أن المنتخب المصري عندما كان يستخدم طريقة 2-4-4 على يد المدرب الإيطالي ماركو تارديلي كان من الواضح أنه لم يحاول أن يشرح للاعبيه واجبات مراكزهم الهجومية والدفاعية، بينما قام المعلم بشرح تلك التعليمات (ويا ليته مع فعل) وتلقينهم واجبات استوحاها من طريقة 2-5-3 التقليدية.

أخطاء المعلم ليست وليدة مباراة بوروندي حتى لا أتهم بنسيان إنجاز الأمم الإفريقية الذي حسب له في أي حال، ولكني أشاهد العجب منذ تسلم حسن شحاتة قيادة المنتخب كاستعماله لحسام غالي على الجانب الأيمن أمام بتسوانا دون استيعاب أن الهولندي مارتن يول مدربه في توتنام الإنجليزي يستخدمه في هذا المركز ليضيف واجب دفاعي من مركز هجومي وليس لقدراته العالية كجناح.

كما أن الأخطاء الفنية القاتلة في إدارة المباريات كسحب جناحنا الأيسر في لقاء المغرب بكأس الأمم الأخيرة بعد ثوان من خروج ظهير المغرب الأيمن، أو قول أن خروج ميدو هو من أتى بفوز السنغال رغم أن نزول عمرو زكي هو من أتى به.. والأدق أن نلومه على سحب ميدو بدلا من متعب الذي أهدر أكثر من ثلاثة أهداف محققة ولا أن نشكره على الدفع بزكي.

ما دفعني لتسليط الضوء على خطايا المعلم هو أنني صدمت بأن الاتحاد المصري لكرة القدم وهو من قبلهم ألقوا باللوم على أداء المحترفين الضعيف مشيرين أن تقاعصهم هو من أهدر النقاط وأجل التأهل، وهو ما لا يمكن السكوت عليه، على من أجطأ أن يتحمل نتيجة خطأه لا أن "يطل علينا" ب

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات
/articles/167893