كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 20 فبراير 2008 - 20:28

حساب النوايا!

ما ان انتهت بطولة كأس الامم الافريقية الاخيرة التي فاز بلقبها منتخب مصر, حتي بدأ البعض في محاولة بث نوع من الفتنة في الوسط الكروي بالاصرار علي عقد مقارنة بين حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني ومحمود الجوهري المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر، وكأن هؤلاء لا يريدون للجماهير الاستمتاع بالانجاز الكبير الذي تحقق للكرة المصرية علي يد شحاتة, وبحثوا سريعا عن طريقة لانهاء الفرح مبكرا.

المقارنة بين شحاتة وغيره من المدربين الذين تولوا تدريب المنتخب سواء الجوهري أو غيره في غير محلها, لان لكل منهم ظروفا مختلفة عن الاخر, وعند اجراء أي مقارنة لابد وان تتشابة الظروف, وعقد أي مقارنة دون توافر هذا الشرط ستكون ظالمة لكل الاطراف واولهم شحاتة نفسه صاحب الانجاز الكبير, فإجراء مثل هذه المقارنات لا يهدف سوي احداث حالة من الانشقاق داخل منظومة كرة القدم المصرية ليست في صالح اللعبة.

الامر لم يتوقف عند المقارنة ولكن اصحاب النوايا السيئة ذهبوا الي الايحاء بأن الجوهري حزين وحاقد لفوز منتخب مصر ببطولة كأس الامم الافريقية علي يد حسن شحاتة, علي اعتبار ان الانجاز الذي حققه شحاتة انهي اسطورة الجوهري في الكرة المصرية, رغم ان الجوهري لم يبد أي غضاضة من الانجاز الذي حققه شحاتة, بل اشاد به في وسائل الاعلام التي ظهر فيها وهو ما يجب ان نحاسب الجوهري بناء عليه, وليس بناء علي النوايا والانطباعات الشخصية للاخرين.

حساب النوايا لم يتوقف عند الجوهري فقط, بل واصل "النافخون في النار" مسيرتهم لتطول عناصر اخري في وسائل الاعلام المختلفة, وصوروا للرأي العام ان حسن شحاتة كان يواجهة حربا ضروس قبل بطولة الامم الافريقية الاخيرة, وهو ما لم يحدث بشكل فعلي، ولكن الامر كله كان بناء مجرد ايحاءات واغراض شخصية بحتة, والبينة علي المدعي!

فالحرب الضروس فعلا واجهها حسام حسن ومحمود الجوهري قبل بطولة الامم الافريقية 98 ببوركينا فاسو التي فاز الفريق بلقبها, وتحدث هؤلاء عن ان وسائل الاعلام حاربت الجهاز الفني والفريق قبل انطلاق البطولة بغانا.

واستندوا في ذلك علي ان البعض انتقد مستوى الفريق خلال فترة التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم والمباريات التجريبية التي سبقت البطولة الافريقية وهو امر طبيعي ووارد للغاية خاصة وان الجهاز الفني بقيادة "المعلم" اعترف بهبوط مستوي الفريق خلال التصفيات، وارجع ذلك لاسباب اوضحوها حينها.

النقد ليس معناه اعلان الحرب علي الفريق ومحاولة افشاله, فالجهاز الفني له رؤيته علينا جميعا احترامها, في نفس الوقت للاعلام وجهة نظره التي لا تتعارض مع مصلحة المنتخب الوطني, اما وان يصور احد غير ذلك فهذا امر فج وغير مقبول لانه لا وصاية لأحد علي الاخرين.

الامر لم يتوقف عند هذا الحد, بل وجه المنتقدين اتهامات لأعضاء مجلس ادارة اتحاد كرة القدم بأنهم تقاضوا اموالا خلال رحلة تكريم المنتخب بدبي, وخرج سمير زاهر رئيس الاتحاد لينفي هذا الاتهام عن مجلسه علي شاشة احدي القنوات التليفزيونية الفضائية, ليكون هنا طرف كاذب ولابد من محاسبته, وغير مقبول ان يظل الجميع يتحدث بطريقة الكلام المرسل !

نقطة اخيرة

اثبت حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر انه صاحب نظرية جديدة في كرة القدم, وهي النظرية التي تتوافق مع وجهة نظر وزيرة الخارجية الامريكية كوناليزا رايس في العراق !!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات