كتب : أسامة خيري | الأحد، 18 مايو 2008 - 18:32

أبو تريكة أفضل لاعب في مصر؟!

غاب عن نحو ثلث مباريات الموسم، وقدم خط إنتاجه (تي22) القليل من الأهداف والتمريرات الحاسمة، لكنه يكتسح، وبغرابة، استفتاءات أفضل لاعب في الموسم، فهل يستحق ذلك؟

في البداية، هذه الكلمات ليست هجوما على أو تقليلا من قدر محمد أبو تريكة، لأنه اللاعب الذي اكتشف نظرية أنه من الممكن أن نجد رياضي هو الأول بين أقرانه في الناحيتين الفنية والأخلاقية، وهنا الفنية أولا لأننا نقيم لاعب كرة قدم وليس شخصا عاديا.

ولكن ..

أحرز أبو تريكة هذا الموسم مع الأهلي في الدوري ستة أهداف، وهو عدد يقل بفارق هدف عن الموسم الماضي وكلاهما بالطبع ضعيف مقارنة بالأهداف الـ18 في الموسم قبل الماضي، وذلك مؤشر على الانخفاض في مستوى الساحر اللاعب وليس العكس لأنه في الأصل ساحر.

غياب اللاعب عن المباريات سواء للإصابة أو السفر لأداء فريضة الحج أو الحصول على الراحة بنوعيها الإيجابية والسلبية سبب رئيسي في انخفاض عدد أهدافه في الموسم، لكن في النهاية تبقى المقارنة مع اللاعبين الآخرين بغض النظر عن الظروف في إجمالي ما أنتجه لاعب خلال موسم.

وأظن - والله أعلم - أن جماهير الأهلي التي كانت تجد في المواسم الثلاثة الماضية بسهولة لاعبا أو لاعبين ترشحهم وتساندهم في استفتاءات أفضل لاعب في الموسم لم تجد هذا الموسم لاعبا واحدا يستحق ذلك بجدارة.

والأمر ذاته لجماهير الزمالك، فكيف سترشح لاعبا ليكون الأفضل بعد موسم لونه يختلف تماما عن لون قميص النادي في النتائج والعروض، وبوضوح فإن صفوف الفريق لا تضم سوى ثلاثة لاعبين يتفوقون على معظم أقرانهم في الفرق الأخرى هم عمرو زكي ومحمود عبد الرازق "شيكابالا" وجمال حمزة.

لكن لسوء الحظ، لم يلعبوا معا سوى مرات قليلة والسبب يعود في المقام الأول إلى انضباطهم والتزامهم، وإن كان الجهاز الفني ليس معفيا من اللوم، لأن هذا الثلاثي يمتلك من الإمكانيات ما يجعله قادرا على القفز بالفريق خطوة عملاقة إلى الأمام كما فعل "مثلث الرعب الحقيقي" بقيادة تريكة وبركات ومتعب عند قيادة الأهلي لحفنة بطولات.

ونتيجة لعدم وجود لاعب من القطبين يستحق اللقب، تجاهلت الآراء سواء بتعمد أو بدون تعمد ناتج عن الانتماء الأعمى النظر إلى باقي اللاعبين في الفرق المصرية، أو لنكون أكثر دقة: الدراويش.

والمعنى واضح لأن مجرد لمحة صغيرة، وليس بحثا مستفيضا، في خط دفاع أو وسط الإسماعيلي ستكون كافية لنلاحظ وجود حسني عبد ربه الذي غاب عن صدارة معظم أو كل الاستفتاءات هو الأفضل بدون مثقال ذرة من الشك.

لن أسترسل في الحديث عن استحقاق عبد ربه لحصد جوائز الموسم باعتباره من أفضل لاعبي الوسط في العالم، لأنه ببساطة لا يقل عن لاعبي أندية القمة من نوعية أمبروسيني من ميلان وأبو ديابي من أرسنال ويايا توريه لاعب برشلونة ومامادو ديارا لاعب ريال مدريد وجون أوبي ميكيل في تشيلسي.

ليس ذلك فحسب، بل إنه صاحب رئات عديدة وأهداف فريدة ومجهود وافر وذكاء نادر "وعفوا للتأثر بمعلقي المباريات"!

ولقب أفضل لاعب في مصر يشتمل على مباريات كأس الأمم، وبالتالي ستكون مقارنة أي شخص بعبد ربه ظالمة للغاية، وذلك ليس لفوزه بالفعل بجائزة الأفضل، لكن لأنه كان الأكثر تأثيرا وفعالية، حتى وإن كان أبو تريكة هو صاحب هدف التتويج الثمين.

والهدف الوحيد في النهائي في شباك الكاميرون أثبت مجددا أن أبو تريكة يُرزق بالتوفيق الكبير في اللحظات الحاسمة، وبالتالي تسليط الأضواء عليه بقوة، ففي هذه المباراة على سبيل المثال منحت "بي.بي.سي" أحمد حسن أعلى تقييم.

وأعاد ذلك الموقف للأذهان أكثر هدف منح الجماهير الحمراء -ربما في تاريخها- سعادة في مباراة الصفاقسي، رغم أيضا أن فلافيو كان حينها الأحسن دون منازع.

وكما يقول أبو تريكة إن الأهداف "رزق من الله"، فإننا حتى إذا حاولنا اختيار هدف واحد منح الأهلي أكبر خطوة للفوز بالدوري لوجدنا أنه من الناحية النظرية على الأقل هدف "تمويهة" الجسم في شباك محمد عبد المنصف لأن كان حينها للفريق الأحمر ثماني نقاط من أربع مباريات، وللفريق الأبيض تسع نقاط من العدد نفسه.

أؤمن أن محبي أبو تريكة عليهم أن يقتنعوا بأن اللاعب ،الذي جعل لرقم مثل 22 قيمة ليصبح على قميص كل شاب، لم يقدم ما يستحق للفوز بلقب أفضل لاعب في الدوري أو في مصر هذا العام، ولعل صدقهم مع أنفسهم ومع اللاعب يكون الطريق الذي يسلكه اللاعب ليعود لأيام "زمان".

إذا أردتم منح أبو تريكة لقبا، فامنحوه ألقابا عديدة أخرى يستحقها مثل "أفضل أخلاق" و"نجم القلوب" و"تاجر السعادة" لكن لا يمكن تحويل استفتاء أفضل لاعب في مصر ليصبح استفتاء عن أكثر اللاعبين شعبية أو حبا، لأنه سبق لتريكة الفوز بهذا الاستفتاء عندما أجري على مستوى العالم عبر الاتحاد الدولي للتأ

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات