كتب : أسامة خيري | الإثنين، 16 يونيو 2008 - 15:34

مالاوي .. وأهلاوي!

سقط بطل أفريقيا في مفاجأة أمام مالاوي، لكن بلغت الدهشة ذروتها من رد الفعل "شبه الشامت" من بعض الجماهير، لكن التذكر السريع أن منتخب مصر "مالوش صاحب" خفف من حدة الصدمة.

نقر أولا أن الهزيمة مؤلمة سواء لأن المنافس يحتل المركز 126 في التصنيف العالمي، أو بسبب التوقيت القاتل للهدف الوحيد في شباك "حارس مصر" عصام الحضري، وهو الهدف الذي أدخلنا في حسابات معقدة أخشى أن تأخذنا قريبا لمقولة: "نكسب جيبوتي تسعة وتتعادل الكونجو الديموقراطية مع مالاوي أقل من 4-4"!

قبل شرح صعوبة الموقف الحالي لمنتخب مصر، نأتي لثلاثة أشخاص دخلت أسماؤهم في مناقشات الهزيمة وهم حسن شحاتة وحسني عبد ربه وعصام الحضري، وللأسف فقد قيل عنهم، وحولهم، كلام مليء بالظلم والافتراء.

1- شحاتة

تحمل "بدون وجه حق" الجزء الأكبر من مسؤولية الهزيمة بدعوى الاختيارات غير الصائبة وطريقة إدارة المباراة وكان لسان البعض وكأنه يقول "تستاهل أو اشرب"، لكن للذكرى فإن مصر خسرت بنفس طريقة خروج الأهلي من كأس مصر أمام بترول أسيوط، وبالنتيجة ذاتها.

غاب عن الأهلي لاعبيه الأساسيين فودع كأس مصر، وكان اللعب بالصف الثاني مبررا مقنعا، لكن حدث الأمر مع شحاتة، فغاب تسعة لاعبين عن التشكيلة الأساسية للفريق التي كانت تلعب في غانا.

الغائبون التسعة شادي محمد وأحمد فتحي ومحمد شوقي وسيد معوض وخماسي الهجوم عماد متعب ومحمد أبو تريكة ومحمد زيدان ومحمد فضل وعمرو زكي "باعتباره لم يكن سليما وشارك في الدقائق الأخيرة".

وكان استبعاد اللاعبين لظروف قهرية سواء بسبب "إصابة" أو"دلع"، باستثناء معوض الذي غاب وهو يستحق الانضمام، لكن بغض النظر عن التساؤلات حول تأثير انتقال اللاعب للأهلي في القرار، يجب أن نؤكد أن أحمد سمير فرج لم يكن سيئا، أو لم يكن المتسبب في هبوط المستوى العام للفريق.

وكذلك لم يكن صحيحا أن الحظ تخلى عن شحاتة فخسرت مصر، فهو لا يقف إلا بجوار من يستحق، ونعم التوفيق ساهم في فوز مصر بكأس الأمم مرتين، لكن أين الفريق الذي يمكنه الفوز ببطولة دون الاستعانة بـ"توفيق"، ولذلك فشحاتة بريء من الخسارة كبراءة مانويل جوزيه من كأس مصر.

2- عبد ربه

انخفض مستوى اللاعب تأثرا بما حوله من أحداث درامية "أبسطها رحيل مجلس إدارة الإسماعيلي مرتين في عدة أيام" وبلغ مستواه قريبا من أقرانه وهو الذي كان يتفوق على أفضلهم في القريب العاجل، لكن إلقاء اللوم على الأهلي في ذلك كان "قمة الظلم".

تأثر بالطبع خط وسط "الفراعنة" بحالة التشتت التي يعيشها عبد ربه، لكن ما يدعو للسخرية في هذا الأمر ليس مستوى اللاعب، لكن مطالبة بعض المسؤولين للنادي الأحمر بالتنازل عن التعاقد والبطاقة الدولية المتوقع أن يحصل عليها بدعوى أن "الوصول لكأس العالم أهم".

بالطبع المونديال هو حلم لن يكون قريبا كما هو الآن مع فريق يتربع على عرش القارة بجدارة، لكن المسؤول الوحيد عن أزمة عبد ربه هو يحيي الكومي، ولا أحد غيره، فليس الأهلي هو الذي لم يدفع المبلغ في الموعد المتفق عليه.

وحتى ما يتردد أنه يمكن للأهلي منح البطاقة المؤقتة "إذا حصل عليها" للإسماعيلي مقابل الحصول على عمر جمال وهاني سعيد هو أمر ظالم للفريق الأحمر، لأن ثمن حسني يفوق ثمن الثنائي.

ولذلك، ينبغي على الإسماعيلي وإدارته أن تختار - في حال حصول الأهلي على البطاقة المؤقتة - بين شراء عبد ربه مقابل نحو 3.5 مليون يورو أو الاستغناء للفريق الأحمر، نظير هذا المبلغ، عن لاعبين سيضمهم عاجلا "سعيد" أو آجلا "جمال وشريف عبد الفضيل وعبد الله السعيد".

3- الحضري

من الظلم أيضا أن يقال "حضري زمان كان سينقذ هدف مالاوي"، فلا حضري زمان ولا جيانلويجي بوفون حتى كان سيتصدى للتسديدة القوية، وأعتقد أنه كان يتحتم منح الحق للحارس في الحصول على إشادة بمستواه خلال المباراة، فالأداء شيء والموافقة أو الرفض بشأن مشاركته شيء آخر.

وأبقى على موقفي بشأن "لا تتعاطفوا" فالزمن ليس كفيلا لنسيان "خطيئة" الحضري، لكن دعوة لجماهير الأهلي ألا توجه أي هتافات ضده في المباراتين المقبلتين بالقاهرة أمام مالاوي وجيبوتي، على الأقل قبل وأثناء سير اللقاء.

وبمناسبة النصيحة فهي تأتي قبل الرد على تساؤل يتكرر كثيرا: "هل شاهدت أي جمهور يوجه هتافات ضد أحد لاعبي منتخب بلاده"، والإجابة ستكون بـ"نعم"،