كتب : أحمد عز الدين | الإثنين، 15 سبتمبر 2008 - 06:19

دفاعات مكشوفة .. وهجوم فعال

تميزت القمة الإفريقية بأداء مهتز من دفاع الأهلي والزمالك كلف كلا من الفريقين أهدافا لوثت شباكه، فيما قدم هجوم الطرفين أداء إيجابيا ترجم أغلب فرص المباراة لأهداف.

التعادل الإيجابي بهدفين للكل لا يعكس أداء الأهلي والزمالك الذي تذبذب على مدار المباراة واتسم بالعشوائية في معظم أحداثه، خاصة في ظل ازدحام منتصف الملعب.

تشكيل الفريقين

اختار المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه تشكيلا هجوميا في ظل وجود محمد بركات وجيلبرتو على الطرفين، وأحمد حسن ومحمد أبو تريكة وفلافيو كمثلث هجومي.

اعتمد جوزيه على اضطرار الزمالك للهجوم، وما سينتج عنه من ثغرات دفاعية، فطبق نظاما يضمن له السيطرة على الكرة والانتشار الجيد على حدود المنطقة البيضاء.

وفي المقابل، فإن الظروف اختارت تشكيل الزمالك، كون العديد من العناصر المقيدة إفريقيا غابت عن اللقاء بفضل الإيقاف أو الإصابة.

اشترك أسامة حسن يسارا وأحمد غانم يمينا، دافع محمود فتح الله وأحمد مجدي وعمرو الصفتي عن مرمى عبد الواحد السيد، ولعب محمد أبو العلا وأحمد رؤوف في الوسط.

ومنح المدير الفني الألماني راينر هولمان حرية الحركة لمهاجمه جمال حمزة حول منطقة الجزاء، فيما كلف الغاني جونيور أجوجو بدور رأس الحربة الأول.

الشوط الأول

ظهر تركيز الأهلي واضحا في بداية المباراة إذ انتشر نجومه بشكل مثالي، خاصة مع أزمة الزمالك في ضبط وسط ملعبه، بسبب غياب اللاعب صاحب القدرة على الارتكاز.

هولمان كان يرنو للاعتماد على دخول مجدي للعمق من الجهة اليسرى لمساندة رؤوف وأبو العلا، لكن إصابة هاني سعيد ضربت خططه وأجبرته على إعادة مجدي للدفاع.

بفضل ذلك، ومع الحالة الرائعة التي ظهر عليها حسام عاشور في قنص الكرات من أقدام الزمالك، تألق الأهلي وخطف هدف التقدم من خصمه.

الأهلي اعتمد بشكل كبير على تحركات فلافيو للخلف، ما أربك مراقبه الأبيض وفتح الفرصة لأحمد حسن ليرسل كرات طولية للظهيرين المتقدمين.

وبالفعل أثمر ذلك عن أربع عرضيات عن طريق بركات وجيلبرتو، إلا أن نقص التركيز عند الظهيرين قتل ميزة كبيرة لهجوم الأهلي.

وبعد هدف الأهلي، تأثر الفريق الأحمر بمشاركة أحمد حسن متقدما عن الوسط، ففقد الأهلي عنصر الضغط على الزمالك، وسط استفاقة من الأبيض بفضل أسامة حسن.

فهولمان خلق ثغرة في دفاع الأهلي، بضغط أجوجو على يمين الأهلي، ما منع جمعة من التقدم وراء بركات ليساعده على التقدم للهجوم، مثل حال عادل مع جيلبرتو يسارا.

وبفضل ذلك، كانت غزوات أسامة حسن في اليسار ناجحة لأن بركات يضطر للتراجع معه بسبب انشغال جمعة مع المهاجم الغاني، ما أثمر هدف الزمالك الأول.

الشوط الثاني

برغم علاج جوزيه لثغرة الأهلي بالدفع بأحمد صديق في اليمين، مع الاعتماد على بركات في العمق الهجومي، إلا أن أداء الفريق الأحمر لم يرتفع، ولذلك أسبابه.

فالأهلي قدم أفضل عروضه أمام الزمالك خلال السنوات الأخيرة في وجود حسن مصطفى بسبب تلك الميزة، وخلال انتصاريه السابقين على الأبيض بفضل أحمد حسن.

أما عاشور وبوجلبان فيفضلن اللعب من منتصف ملعب الأهلي ويتمتعان بالقدرة على تأمين الدفاع ورقابة مفاتيح لعب الخصم، أكثر من ملكة الضغط على الخصم من منتصف ملعبه.

وكنت أفضل مشاركة أحدهما مع الإبقاء على أحمد حسن بجواره نظرا لأحداث الشوط الثاني، بينما الثنائي بوجا وعاشور معا يفيدان أكثر أمام منافس يضغط بكل قوته مثلما حدث أمام أسيك ميموزا في أبيدجان.

تفوق الزمالك يعود أيضا لتحرك هولمان بشكل جيد إذ ألغى منصب صانع الألعاب في فريقه ووزع متطلباته على جناحي الملعب، ما حد من خطورة الأهلي (الذي لا يضغط).

محمد أبو العلا مال يسارا مع أسامة حسن، ومحمد عبد الله يمينا مع غانم سلطان، ولولا هبوط لياقة جمال حمزة المعتادة لاقتنص الزمالك ضيفه في أكثر من مناسبة.

لكن جوزيه، فطن سريعا لخطوات نظيره، ورد بنجاح حين حول جيلبرتو للعمق ضاغطا على الزمالك، وأشرك سيد معوض على اليسار.

استعاد الأهلي توازنه مع الطريقة الجديدة، إن افتقد للخطورة بسبب هبوط لياقة فلافيو الذي تحرك كثيرا برغم أنه غير مكتمل الطاقة بسبب مشاركته مع منتخب بلاده مؤخرا.

في النهاية، فإن التعادل يظهر مستحقا بقراءة إحصاءات المباراة وتحركات هولمان وجوزيه، واقتسام الفريقان لزمن السيطرة والفرص الخطرة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات