كتب : خالد طلعت | الأحد، 16 نوفمبر 2008 - 17:52

لماذا لا يشارك الأهلي في دوري أبطال أوروبا؟

هل من الممكن أن يوافق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يوفا) على طلب رسمي يتقدم به الأهلي يطالب فيه بالمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا بدءا من الموسم المقبل بعدما أصبح الفريق الأحمر خارج المنافسة في القارة السمراء.

- في البداية أود أن أوضح أن هذا التساؤل وهذه الفكرة ليست فكرة "فانتازية" أو مجرد صيغة مبالغة نابعة من سعادتي بفوز الأهلي ببطولة دوري أبطال إفريقيا، ولكنه فكرة جريئة وقابلة للتنفيذ خاصة وأن التاريخ به بعض الأمثلة المشابهة والتي حدثت بالفعل من قبل والتي سأوضحها لكم في النقاط التالية:

* إسرائيل رغم أنها تقع سياسيا داخل حدود قارة أسيا الا أن الاتحاد الدولي (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يوفا) وافقا لها على الانتقال من المشاركة في البطولات الأسيوية واللعب في البطولات الأوروبية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات ضمانا لعدم حدوث مشاكل بينها وبين المنتخبات والفرق العربية بسبب المشاكل السياسة، وقد يقول البعض أن هذه الحالة تعتبر حالة خاصة أو شاذة بسبب المشاكل السياسية ولكن تعالوا بنا ننتقل للحالات الأخرى المشابهة.

* الاتحاد الاسترالي لكرة القدم بالكامل قرر الخروج من حدود قارة الأوقيانوس والمشاركة في بطولات قارة أخرى بعيدة تماما من الناحية الجغرافية وهي قارة أسيا، وانتقلت المنتخبات والفرق الاسترالية للمشاركة في البطولات الأسيوية، ورأى مسؤولي الاتحاد الاسترالي أن هذا سيكون أفضل لهم لرفع مستواهم الفني بعدما كانوا ينافسون أنفسهم مع منتخبات وفرق متواضعة مثل نيوزيلندا وجزر السولومون.

ووافق الاتحاد الدولي (فيفا) على طلب استراليا لأن ذلك سيعود لصالح اللعبة ويطورها سواء داخل أستراليا أو حتى في قارة أسيا والتي انضم اليها عنصر جديد قوي، وقد يقول البعض أن هذا المثال يختلف عن مثال الأهلي لأنه كان انتقال دولة بالكامل بجميع منتخباتها وفرقها إلى مسابقات قارة أخرى، فتعالوا معا إلى المثال الثالث وهو المشابه والأقرب لمثال الأهلي.

* بطولة كأس أبطال أمريكا الجنوبية "كأس الليبرتادورس" كانت تقام دائما بين الأندية التي تقع داخل قارة أمريكا الجنوبية فقط، ولكن مؤخرا ومنذ عدة سنوات بدأت الأندية المكسيكية في المشاركة في هذه البطولة رغم أنها تنتمي لقارة أمريكا الشمالية.

ذلك رغم أن منتخب المكسيك يخوض مبارياته القارة داخل قارة أمريكا الشمالية، كما أن الفرق المكسيكية الأقل في المستوى تشارك في "كأس الكونكاكاف" وهي دوري أبطال أمريكا الشمالية أما الفرق المتميزة فتشارك في "كأس الليبرتادوس"، وقد اتخذ هذا القرار بسبب تفوق الأندية المكسيكية على باقي الأندية في قارة أمريكا الشمالية واقتراب مستواها الفني مع مستوى أندية أمريكا الجنوبية القوية.

- أما عن الأسباب التي من الممكن أن يسوقها الأهلي في طلبه إلى الاتحادين الإفريقي والأوروبي فيمكن تلخيصها في النقاط التالية:

* تفوق الأهلي الكاسح على باقي الفرق الإفريقية خاصة مع بداية القرن الحادي والعشرين ووصوله لنهائي البطولة أربع مرات متتالية وحصوله على اللقب ثلاث مرات منها وخسارته لقب واحد بأخطاء تحكيمية للحكم المغربي عبد الرحيم العرجون.

* تحطيم الأهلي للعديد من الأرقام القياسية على مستوى القارة السمراء والتي تؤكد أن الأهلي بات يغرد خارج السرب.

* موقع الأهلي الجغرافي داخل القاهرة والذي يجعله على مسافة أقرب للفرق الأوروبية عنها للفرق الإفريقية التي تقع في غرب أو جنوب القارة السمراء.

- واذا انتقلنا لوجهة نظر الاتحادين الأوروبي والإفريقي فإنه سيكون من صالحهم أن ينتقل الأهلي للعب في دوري أبطال أوروبا لعدة أسباب يمكن تلخيصها فيما يلي:

* ليس من صالح الاتحاد الإفريقي أن يظل فريقا واحدا فقط مسيطرا ومحتكرا للبطولة الإفريقية الأهم على مدار سنوات طويلة وهو ما حدث مع الأهلي وسيظل يحدث في ظل تفوق الأهلي الاداري والفني عن باقي فرق القارة السمراء بفارق شاسع، لأن ذلك يضعف المنافسة على البطولة ويجعل أمل كل الفرق الإفريقية هو مجرد الوصول للمباراة النهائية مع الأهلي.

* ليس من صالح الاتحاد الدولي (فيفا) أن يظل الأهلي هو ممثل القارة السمراء في كأس العالم للأندية في كل عام لأن الفيفا يطمح في ظهور قوى جديدة وأن تكون البطولة مختلفة في كل عام وغير مملة.

* سيضفي دخول فريق قوي جديد إلى دوري أبطال أوروبا مزيدا من القوة والاثارة والمتعة خاصة وأن فريق يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة، وبكل تأكيد لن يكون الأهلي أقل فنيا من فرق مثل فرق أنورثوسيس القبرص أو باتي بوريسوف البيلا روسي أو كلوج الروماني والتي وصلت لدوري المجموعات في البطولة بل وحققت نتائج جيدة فيه.

* في حال الموافقة على انتقال الأهلي للعب في أوروبا سيبعث ذلك القرار الحماس والطموح لدى باقي الفرق السمراء بل وباقي فرق العالم كله لأن ذلك سيكون بمثابة جائزة كبرى للفرق التي تجتهد وتتميز بأن يتم نقلها إلى مستوى أعلى وهو ما سيضفي المزيد من القوة على البطولات الإفريقية وبطولات الأندية بشكل عام.

- أخيرا فإن هذا الطلب اذا تقدم به الأهلي لن يلقى رفضا أو اعتراضا من جانب الأندية الأخرى سواء المصرية أو الإفريقية لأن رحيل الأهلي عن البطولة الإفريقية سيمنح لباقي الفرق فرصة الفوز بالبطولة بدلا من مجرد البحث عن مركز الوصيف، كما ستكون هذه الخطوة مشجعة لباقي الفرق أن تطور مستواها وتتقدم وتحذو حذو الأهلي فربما تتاح لها الفرصة في المشاركة في دوري أبطال أوروبا.

نقطة أخيرة

حتى لا يكون هذا الكلام مجرد كلام في الهواء أو مجرد أحلام، فقد قمت بعرض هذه الفكرة الجريئة على المهندس عدلي القيعي مدير التسويق والاستثمار بالنادي الأهلي لعلها تجد صدى أو قبول لدى المسؤولين بالنادي لبدأ اتخاذ خطوات جادة وفعالة نحو تحقيق هذا الهدف والمشاركة في دوري أبطال أوروبا.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات