كتب : أحمد عز الدين | الثلاثاء، 02 ديسمبر 2008 - 05:34

بطل فاشل؟

ما الفارق بين فرانك ريكارد حين احتكر مع برشلونة البطولات والمدرب الهولندي الذي خسر لموسمين كل مباراة هامة خاضها؟ بين راينر هولمان الأهلي ونسخته في الزمالك؟

يجب ألا ننكر نجاح ريكارد مع برشلونة باقتدار في أول ثلاثة مواسم له، ولذا لا يمكن اعتباره مديرا فنيا فاشلا، وبالمثل بيرند شوستر في ريال مدريد، لكنهما بالقطع يتحملا مسؤولية الإخفاقات والدليل هو نجاح الفريق الكتالوني من بعد رحيل مدربه الهولندي.

بالطبع هنا نقطة جدال، هل ريكارد فاشل وهو بطل إسبانيا مرتين وفاز بدوري أبطال أوروبا بكل جدارة؟ هل شوستر سبب سقوط ريال مدريد؟

انتُقدت في المقالة السابقة، التي تحمل شوستر مسؤولية تدهور نتائج ريال مدريد، لأنها تناقض ما قلته في حق المدرب الألماني حين تولى المهمة ونجح في إثبات كفاءته.

أردت توضيح موقفي بأن انتقاد شوستر لم يتعلق بكفاءته الخططية، بقدر ما يتعرض لشخصيته بعدما ترك الإدارة تتحكم في مسؤوياته ولذا كان رأيي أن عليه الآن تحمل العواقب.

فكما ذكرت في المقالة السابقة، لا يمكن سلب حق شوستر في نجاح ريال مدريد الموسم الماضي، لكن أيضا يجب لومه حين تشاهده سلبيا لا يعمل ولا تشاهد تطور للفريق تحت يديه.

شوستر لا يعمل حاليا كمدير فني مثل الموسم الماضي، بل مجرد مدرب يقدم دوره دون رغبة، وفكرة أن النادي لم يجلب صفقات تؤمن له النجاح لا يعفيه من المسؤولية.

تسببت الإدارة فعلا فعلا في فشل شوستر لأنها لم تؤمن الصفقات، ووراء الزمالك لأنها تتدخل في عمل هولمان، وفي برشلونة لأنها لم تقل ريكارد حين فقد السيطرة.

لكن بالمثل، عدم استقالة شوستر وهو يعرف أن فريقه منتقصا ولن يدعم بصفقات في الصيف، وعدم اعتراض هولمان وهو يشاهد مدير كرة بصلاحيات مدير فني وعدم انتفاض ريكارد وهو يدفع بلاعب لا يحضر المران يجعلهم جميعا مدانون في تأخر نتائج فرقهم.

فحين لا يحقق النادي طلبات المدير الفني عليه الرحيل لأن الفريق وقتها يكون ناقصا ولا يملك مواصفات المنافسة، بينما دخول الموسم بقائمة يعني أن المدرب يؤمن بقدرتها على النجاح.

وفي الحالتين يلام شوستر في سقوط ريال مدريد لأنه لم يستقل وترك الإدارة تتحكم في اختصاصته أو (في حال أنه يؤمن أن قائمة فريقه حاليا كاملة) لأنه غير قادر على النجاح بها.

وأضرب مثلا يتعلق بريال مدريد والزمالك، فإدارة الأخير تفاوضت وقت رئاسة ممدوح عباس مع محمود الجوهري، لكنه رفض لأنه يعلم أنها غير قادرة على تأمين احتياجاته من لاعبين كما أنها قد ترحل قريبا، ولذا علم أنه لن يملك أدوات تعينه على النجاح فرفض المهمة.

وأيضا حين استقال كيفين كيجان من نيوكاسل لأن الإدارة تتحكم في مسؤولياته من تعاقدات، وقتها دعمه أليكس فيرجسون لأنه يرى أن المدير الفني هو من يتحمل نتيجة جهد كل أفراد المنظومة في النادي ولذا عليه العمل بقوانينه الخاصة مهما كلف ذلك أو الرحيل.

فشخصية شوستر تتضح في تصريحاته بعد الخسارة من سيفيليا، أعتقد أنه أول مدير فني لريال مدريد يتوقع الخسارة من برشلونة، وبالتأكيد سيكون أخر مدرب يقول ذلك.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات