كتب : خالد طلعت | السبت، 06 ديسمبر 2008 - 01:14

الزمالك وهولمان .. والطلاق أفضل من الخلع أحيانا

في البداية أؤكد أن ما سأذكره في هذه المقالة هو حقائق علمتها من مصادر مؤكدة داخل نادي الزمالك من فترة طويلة وليس مجرد تكهنات شخصية، ولكني فضلت ألا أخوض في هذا الموضوع من قبل أثناء وجود راينر هولمان حتى لا أزيد الطين بلة، ولكن أعتقد أنه حان الوقت الأن للكشف عن تلك الحقائق حتى تعلم جماهير الزمالك المخلصة كيف تدار الأمور داخل ناديها العريق.

ففي الفترة الأخيرة تحولت العلاقة بين نادي الزمالك ومدربه الألماني راينر هولمان إلى علاقة "زهقني وأزهقك" ودارت المنافسة بين الطرفين على من منهما سيستطيع "تزهيق" الطرف الأخر أولا حتى يحصل على الشرط الجزائي.

وأصبحت العلاقة بين الزمالك وهولمان بمثابة العلاقة بين رجل وزوجته أيقنا من ضرورة انفصالهما ولكن الرجل يرفض أن يبدأ بالطلاق حتى لا يقوم بدفع "النفقة" ويقوم "بتزهيق" زوجته حتى تطلب "الخلع" ويهرب من التزاماته المادية، بينما تفعل الزوجة العكس حتى يقوم الزوج بتطليقها وتحصل على كافة حقوقها المادية.

فممدوح عباس رئيس نادي الزمالك السابق والذي يملأ الدنيا صراخا ويدعي دائما بأنه يصرف على الزمالك ملايين الجنيهات اتخذ قرار اقالة هولمان بصفة غير رسمية عقب مباراة الأوليمبي ولكنه رفض اتخاذه بصورة رسمية هروبا من عدم دفع الشرط الجزائي للمدرب الألماني والذي يقدر بثلاثين ألف دولار فقط وهو مبلغ تافه وبسيط، وقام عباس باقالة الجهاز الفني المساعد "الغلبان"، وبدأ عباس مخطط الاطاحة بهولمان عن طريق "تطفيشه" حتى يتقدم باستقالته ويتحمل هو الشرط الجزائي.

أولى الخطوات كانت تعيين الثنائي أحمد رفعت وأحمد رمزي ومنحهما صلاحيات فنية لتطفيش هولمان وتولي تدريب الزمالك بمفردهما، وأي طفل صغير توقع منذ أكثر من شهر سيناريو اقالة هولمان وتعيين رفعت مديرا فنيا للفريق الأبيض وهو ما تحقق بالفعل.

أما الخطوة الثانية والأهم فكانت اقالة مترجم هولمان والاصرار على عدم تعيين مترجم جديد حتى يشعر بالوحدة والعزلة داخل الفريق "ويزهق بسرعة"، واذا كان المترجم السابق كان مثيرا للمشاكل مثلما ادعى مجلس الادارة، فلماذا لم تتم اقالته وتعيين مترجم أخر بدلا منه مثلما حدث مع باقي أعضاء الجهاز الفني المعاون، فعدم وجود مترجم بالطبع كان له مزيد من التأثير السلبي على أداء ونتائج الفريق في ظل وجود حلقة مفقودة بين هولمان واللاعبين.

أما الخطوة الثالثة والذكية جدا فكانت اصدارة أحمد رفعت لفرمان بايقاف الثنائي وسام العابدي وريكاردو دون علم هولمان خاصة وأن الجميع يعلم أن هذا الثنائي كان من المقربين جدا لهولمان وكان يثق في قدراتهما الفنية ويعتمد عليهما بصفة أساسية، وبالطبع فإن أحمد رفعت ومن خلال منصبه كمدير للكرة له الحق في اتخاذ قرارات بايقاف اللاعبين المتخاذلين من وجهة نظره دون الرجوع للمدير الفني.

ولأن هولمان أيضا مدرب مخضرم وذكي وتعامل كثيرا مع مجالس إدارات أندية في المنطقة العربية بدءا من الأهلي ومرورا بالعديد من الأندية الخليجية فطن سريعا إلى خطة تطفيشه ولأنه مدرب ذكي قرر بدء الخطة العكسية لتزهيق مجلس إدارة الزمالك حتى يتخذوا قرار اقالته ويحصل على الشرط الجزائي حتى ولو كان ذلك على حساب الزمالك وجماهيره وعلى حساب نتائج الفريق.

وفور علم هولمان بقرار ايقاف الثنائي ريكاردو والعابدي دون موافقته أو حتى استشارته قرر على الفور اصدار قرار بايقاف الثلاثي جمال حمزة ومحمد أبو العلا وأسامة حسن، فمنصبه كمدير فني لا يسمح له برفع الايقاف عن لاعبين أوقفهما مدير الكرة، ولكنه يسمح له بمنع بعض اللاعبين من المران مع الفريق مثلما فعل.

وجاء اختيار هولمان للثلاثي بسبب تخاذلهم في تدريبات الفريق أما السبب الأهم لاختيار الثنائي حمزة وأبو العلا تحديدا فكان من باب "العند" لأنه يعلم جيدا مدى قرب هذا الثنائي من ممدوح عباس رئيس الزمالك السابق خاصة وأنهما ساندوه بقوة في حملته الانتخابية ولذلك كانا من المدللين داخل الفريق، ويعلم هولمان أن عباس لن يقبل أن يبتعدا عن المران، وكان قرار هولمان من باب "تزهيق" مجلس إدارة النادي لاقالته أو التدخل في اختصاصاته واعادة اللاعبين للتدريبات فيصبح ذلك تدخلا في عمله ويستطيع فسخ تعاقده والحصول على الشرط الجزائي.

خلاصة الكلام:

استمرت لعبة "القط والفار" بين هولمان ومجلس إدارة الزمالك وعملية "زهقني وأزهقك" وانتظار "مين هيزهق الأول" حتى "زهق" الطرفان في توقيت واحد في النهاية وتوصلا إلى فسخ التعاقد بصورة ودية ودون أن يدفع أي طرف منهما الشرط الجزائي.

وللأسف الشديد فإن هذه المسرحية أثرت على الزمالك بفقدان سبع نقاط كاملة في ثلاث مباريات متتالية وأبعدت الزمالك تماما عن المنافسة على درع الدوري للعام الخامس على التوالي وترك المنافسة لأندية الأهلي والاسماعيلي وبتروجيت وإنبي واكتفى الزمالك بالمشاهدة على المنافسة من بعيد والجلوس على مقاعد المتفرجين وكل ذلك من أجل ثلاثين ألف دولار فقط.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات