كتب : أسامة خيري | السبت، 07 مارس 2009 - 20:44

متى يعود الأهلي؟!

تستحق نتائج الأهلي "السلبية جداً" في آخر أربع مباريات بالدوري المصري أن نتوقف أمامها في محاولة لمعرفة الأسباب، خاصة أنه كان يمكنها أن تكون أكثر سوءا لولا مساندة "الحظ".

وقبل الخوض في تراجع الأهلي، يجب التأكيد على أنه ليس صحيحا أن البرتغالي مانويل جوزيه أفلس فنيا أو ولم يعد لديه الجديد ليقدمه، لكنه كما تلقى إشادة عند جمع البطولات، فإنه يتحمل المسؤولية الأكبر من الرقم السلبي للنتائج.

وبعودة سريعة للمباريات الأربع، نجد أن البداية جاءت بالتعادل مع بتروجيت في مباراة أحرز الأهلي هدفيه بالصدفة والثانية بالخسارة أمام الإسماعيلي بهدف ورغم إهدار فلافيو أمادو لركلة جزاء إلا أن سيناريو 2007 لم يكن ببعيد.

والثالثة انتهت بالتعادل بصعوبة مع بترول أسيوط، بعدما أهدر الفريق صاحب الأرض الكثير من الفرص وسيطر على المباراة بشكل شبه كامل، قبل أن يخطف الصقر أحمد حسن التعادل بعد "معافرة"، وهي بالمناسبة أهم ما يميز قائد منتخب مصر الذي كاد أن يسجل هدف الفوز في اللحظات الأخيرة لكن التعادل كان عادلا.

وفي المباراة الرابعة تعادل سلبي مع اتحاد الشرطة، وسيطر الأهلي كثيرا على الكرة وتأثر بالطرد المستحق لبركات، لكن عند العودة لأخطر فرص اللقاء سنجد أنها كانت تسديدة عبد الله فاروق التي ارتدت من عارضة رمزي صالح في الدقائق الأولى.

والخلاصة من هذه المباريات هو التأكيد على أن محاولة البعض لترديد الجملة الشهيرة "الحظ والتحكيم" ليس صحيحا على الإطلاق، فالأهلي لم يهدر خلال هذه المباريات الأربع سوى القليل من الفرص، ومجموع هذه الفرص لا يتساوي مثلا مع نصف الفرص المهدرة للفريق أمام المصري البورسعيدي عام 2005 عندما تسبب حينها فعلا "سوء الحظ" في التعادل السلبي وإنهاء سلسلة من 17 انتصاراً متتالياً.

وأيضا التحكيم بريء تماما من هذه النتائج السلبية. قد يكون الأهلي تعرض لظلم في الإنذار الأول لأحمد علي قبل طرده في أسيوط، أو لعدم احتساب بعض الركلات الحرة أو المبالغة في إنذار لاعبيه وتحجيمهم بأخطاء غير صحيحة، لكن لا يمكن تحميله أي مسؤولية للأهداف الخمسة في هذه المباريات.

وإذا كان الأهلي قد حقق العديد من الأرقام القياسية "وما أكثرها" مع جوزيه في السنوات الأخيرة، فإن عدم تذوق الأهلي للفوز في أربع مباريات متتالية بالدوري لم يحدث لـ"الشياطين الحمر" منذ أكثر من 15 عاما.

فالأهلي وهو في أسوأ حالاته، أو حتى عند اللعب بالبدلاء بعد الحسم المبكر للدوري، لم يحقق مثل هذا الرقم السلبي منذ موسم 1992-1993، الذي شهد تعثر الأهلي في خمس مباريات متتالية.

وحقيقة، لم أستطع التوصل لعدد مرات تعثر الأهلي في أربع مباريات متتالية بالدوري، فقررت الاستعانة بصديقي محمد مصطفى -الذي اعتبره مؤرخ الأهلي الحقيقي- وأكد لي أن هذه المرة هي التاسعة منذ انطلاق الدوري كما سرد المرات الثماني السابقة بالتفصيل.

أمر صحيح أن الدوري هذا الموسم يمتاز بتقارب مستوى كثير من الفرق، لكن ذلك ليس مبررا أيضا لهذا التراجع، فالأهلي - الذي اعتاد أن يتمسك بشعار "اللي يدافع يشيل"- أصبح عاجزا عن خلق فرص التهديف، كما أن دفاعه أصبح مهلهلا في كثير من الأوقات.

وبعد تفنيد أسباب الحظ والتحكيم وقوة الدوري، لن تجد أصابع الاتهام سوى الاتجاه ناحية جوزيه، وهذا مجددا ليس تقليلا أو شطبا لتاريخه غير المسبوق من البطولات والألقاب، لأنه حتى العبقري أليكس فيرجسون -أحد أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم- يرتكب أحيانا بعض الأخطاء.

جوزيه أخطأ عندما ترك خط الدفاع دون تدعيم خاصة في مركز الليبرو، فشادي محمد يجيد فقط في مركز المساك، وإن كان ذلك لا يمنع ظهور محمد سمير بمستوى مبشر عند مشاركته.

وجانب الصواب المدرب البرتغالي في تصريحه المثير للجدل حول إنهاء الدوري بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه، إذ فشل الفريق بعدها مباشرة في تذوق طعم الانتصارات على مدار أربع مباريات.

ومن ذلك كله، إذا كان معظم لاعبي الأهلي ظهروا بمستوى متواضع في المباريات الأخيرة، فإن جوزيه أيضا كان بعيدا عن مستواه الحقيقي، وبالطبع الجماهير الحمراء تتحمل جزءا من المسؤولية لأنها كما قال صديقي وليد زكي أصبحت اللاعب رقم 19 باعتبارها خرجت من التشكيلة الأساسية والاحتياطية، وإن كانت ظاهرة العزوف الجماهيري تستحق موضوعا بأكمله.

ملحوظة: قبل توجيه أسئلة بشأن الاهتمام برقم سلبي لفريق يتصدر المسابقة ويبقى مرشحا بنسبة تفوق الـ90% للفوز باللقب، فالإجابة جاهزة وهي أننا نتحدث عن تعثر غير معتاد لبطل المواسم الأربعة الأخيرة، لأن الأمر الآخر قُتل بحثا من كافة الجوانب و"الحدود"!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات