كتب : أسامة خيري | الجمعة، 20 مارس 2009 - 05:41

دروجبا ومعوض .. لماذا؟!

اعترض أحمد حسن "دروجبا" على استبعاده من قائمة الـ18 لمباراة الاتحاد، وأفصح سيد معوض في اليوم التالي عن شعوره بالضيق من جلوسه الدائم على مقاعد البدلاء، وقرر الأهلي توقيع غرامة على الثنائي، لكن هل هذا هو الحل؟!

قبل انتقاد دروجبا ومعوض عن رد فعل لم يكن معتادا قبل ذلك في الأهلي، يجب التفكير في الأسباب الرئيسية لذلك، خاصة أن المؤشرات تؤكد أن هذا الأمر ربما يتكرر مجددا في الفترة المقبلة بشكل أو بآخر.

نبدأ بدروجبا الذي كان في يوم ما من هدافي الدوري وبالتالي انضم على فترات لمنتخب مصر، قبل أن يتعرض لإغراء "بطولات" القميص الأحمر، ويوافق على الانتقال، لكنه لم يكن موفقا ولا محظوظا في الدقائق القليلة التي شارك فيها.

اعتراض دروجبا غير مقبول، لأنه يجب أن يعرف الفارق بين اللعب في الأهلي وغزل المحلة، ورغم أن مشاركاته كانت قليلة، فإنه لم ينجح في خطف الأضواء وأهدر عددا من الفرص السهلة.

وربما يكون لهذا اللاعب بعض الحق في أنه لم يحصل -على سبيل المثال- على الفرصة التي نالها لاعب مثل فلافيو أمادو في بدايته، لكن في الوقت ذاته فإنه اختار الأهلي بمحض إرادته وهو يعلم أن المنافسة ستكون قاسية، وإلا كان يمكنه البقاء بالمحلة أو الانتقال للزمالك.

وإذا كان هذا هو حال مهاجم المحلة السابق، فكان من الأولى أن يفعل هاني العجيزي ذلك، فهذا اللاعب ظهر بشكل أفضل نسبيا، وأحرز هدفين في بتروجيت -متصدر المسابقة السابق- ولفت بعض الأنظار، قبل أن يجد المصير ذاته.

ورغم الاستياء من أسلوب دروجبا في تمزيق ورقة قائمة الـ18، يمكن التماس بعض العذر للاعب الذي "بيصبر" نفسه أثناء ابتعاده لأنه بالفعل لم يظهر بشكل جيد، وفي انتظار فرصة جديدة.

كما أن غضب دروجبا قد يكون منطقيا بعدما تعاقد الأهلي مع مهاجم نيجيري مغمور للغاية "قد يكون جيدا حتى لا نظلمه" في ظل وجود كم هائل من المهاجمين لأن نجم المحلة السابق بالتأكيد فكر بشكل تلقائي في أنه سيظل خارج حسابات الجهاز الفني لفترة ليست بالقصيرة.

وبالتالي، فإن دروجبا قد أخطأ بكل تأكيد في الاعتراض بشكل غير لائق على عدم ضمه، لكن من المؤكد أن كثيرين يتساءلون -دون إجابة- لماذا ضم الأهلي مهاجما رغم معاناته بشدة -وبقوة أيضا- من النقص الدفاعي الواضح.

أما معوض فإن موقفه يختلف بعض الشيء فهو كان عنصرا أساسيا في تشكيلة منتخب مصر الفائز بكأس إفريقيا 2008، قبل أن يتسبب انتقاله للأهلي في الابتعاد عن تشكيلة بلاده الذي يستعد لتصفيات التأهل لكأس العالم "حلم الجميع".

لا نريد إلقاء اللوم على البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي في ذلك، لأن الرجل حاول بالفعل أكثر من مرة إشراك اللاعب في ظل وجود جيلبرتو وأثبت هذا الأمر فشله تماما، ولذلك لم يكن أمامه سوى اللعب بأحدهما.

ومع كامل الاحترام لمعوض، فإنه لن يكون بوسع أي مدرب مهما كان اسمه أن يترك جيلبرتو خارج التشكيلة الأساسية، ولذلك كان لاعب الإسماعيلي السابق مطالبا بإثبات ذاته في الفترات القليلة التي يشارك فيها أو يستغل غياب اللاعب الأنجولي للإصابة أو للإيقاف.

ولعل لمعوض في معتز إينو مثلا يحتذى، فهو انتقل بعد ضجة كبيرة للزمالك ووجد نفسه خارج التشكيلة باستمرار، حتى أن جوزيه كان يستبعده من مباريات فريقه السابق في البداية، لكن إصرار اللاعب على التمسك بنصف فرصة جعله عنصرا أساسيا في الفترة الأخيرة.

وذلك أيضا لا يعني أن معوض مذنب في تصريحاته.. فهو أبدى احترامه الكامل لكافة أفراد الجهاز الفني وجماهيره مع التعبير عن رغبته في الرحيل، خاصة عندما يرى جوزيه يقوم بتغيير جيلبرتو بمحمد سمير رغم وجوده.

أمر محبط لأي شخص وليس لمعوض فقط ألا يشارك -رغم ابتعاد جيلبرتو عن مستواه أمام الاتحاد وتلقيه بطاقة صفراء- في آخر مباراة قبل توقف الدوري لأن ذلك سيجعله مجددا مرشحا لمشاهدة مباراة زامبيا أمام التلفزيون بعدما كان هو صاحب تمريرة الهدف الوحيد في شباك هذا المنتخب منذ أكثر من عام بقليل.

والشيء بالشيء يذكر، فإن بعض اختيارات حسن شحاتة لتشكيلة منتخب مصر من ضمن أسباب شعور معوض بالضيق، فهو لا ينضم بدعوى أنه لا يشارك بشكل أساسي، رغم أن في الواقع هذا المقياس لا ينطبق على الجميع.

فشحاتة ضم محمد شوقي رغم ابتعاده التام عن المباريات الرسمية، وحتى إذا قيل إن المران مع فريق بالدوري الإنجليزي يساوي اللعب في الدوري المصري، فإنه من المرجح اختيار محمد أبو تريكة رغم عدم مشاركته سوى في دقائق قليلة خلال الشهر الماضي بسبب الإصابة.

وليس معنى ذلك أن شحاتة يضهد معوض لأنه انتقل للأهلي أو ما شابه، لكن المشكلة تكمن في أن معيار الاختيار غير واضح، ولذلك يكون من الأفضل لأي مدرب ألا يضع شرط "المشاركة" لضم أي لاعب.

وعدم وضع هذا الشرط سيتيح للمدرب اختيار أي لاعب، لأن ليس كل لاعب لا يشارك باستمرار لا يمكنه الظهور بشكل جيد، فمثلا لاعب مثل محمد زيدان يمكنه أن يغيب عاما بأكمله ويعود ليتألق من أول مباراة ويخطف الأضواء.

وأخيرا، أتمنى أن يقوم شحاتة بضم معوض لتشكيلة مصر أمام زامبيا حتى لا يخسر اللاعب، إذ سيكون من الصعب الاعتماد فقط على أحمد سمير فرج إلا إذا كان "المعلم" ينوي الاستعانة بـ"حركات" في هذا المركز، ولا داعي لمزيد من التوضيح حتى لا تصل المعلومات لجواسيس زامبيا!

بدون تعليق: تعامل الأمن بلطف مع جماهير الأهلي أمام الاتحاد حتى أن كثيرين دخلوا بعد مرور أول 20 دقيقة دون تذاكر من الأساس.. "طيب ما كان من الأول"!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات