كتب : أحمد عز الدين | الخميس، 23 أبريل 2009 - 23:12

قمة ديكاستل وحسنة جوزيه

كان زمالك ميشيل ديكاستل الأحق بالفوز على مانويل جوزيه، لكن حسنة وحيدة لمدرب الأهلي حصدت نقطة لشياطينه في أول "قمة" يستمتع بها الجمهورين منذ زمن طويل.

لازال الأهلي محتفظا بأسبقيته في حسم الدوري، لكن النادي الأحمر بعد هذه القمة عليه إدراك أن الفارق بينه وباقي الفرق يتقلص على عكس الأعوام الماضية.

وبالمثل، من الضروري أن تدرك الإدارة المقبلة للزمالك حاجة الفريق للتدعيم حتى تكتمل عودة الفريق الأبيض.

فليس معنى استفاقة الزمالك في القمة أنه عاد بشكل كامل، وليس معنى نجاح الشباب أن الفريق الأبيض لا يحتاج لصفقات تثقله في المنافسة على البطولات مجددا.

ذلك يتضح في أن الأهلي، رغم ابتعاد أغلب عناصره عن مستواهم بسبب الإرهاق أو لأخطاء فنية، كان الأخطر على مرمى الزمالك الذي تسيد اللقاء على مستوى اللعب وتناقل الكرة.

فصحيح أن الزمالك كان "الأخف" حركة في الملعب، لكن الأهلي كان "الأثقل" في موازينه وهو ما حال دون فوز الفريق الأبيض.

وقبل الدخول في تحليل المباراة فنيا، يجب الإشادة بحازم إمام الذي يعد أبرز اكتشافات الكرة المصرية هذا الموسم، وأملا حقيقيا للجمهور الأبيض.

قمة ديكاستل

للمرة الأولى يدخل مانويل جوزيه القمة بلا استعدادات تكتيكية، وهو ما كلف فريقه شوطا كاملا اكتفى فيه الشياطين الحمر بمشاهدة مدرسة الفن والهندسة.

كان على جوزيه توقع اعتماد الزمالك على حازم إمام، وكان على جوزيه تحضير علاج منشط لجبهة الأهلي اليمنى التي تموت في كل مرة يغيب فيها محمد بركات.

لكن المدرب البرتغالي أقحم تشكيلا عاديا، بلا خطط خاصة لمحاصرة مفاتيح الزمالك، أو تعليمات إضافية تحمي ثغرات الأهلي من ضربات الفريق الأبيض.

بينما دخل ديكاستل اللقاء بخطة متكاملة، استثمرت حسنات الزمالك وأخفت عيوبه، بل وأجبر الأهلي على البحث عن أمان دفاعي بدلا من الضغط على الفريق الأبيض.

فعل ديكاستل ذلك بأن حصر لعب فريقه على جبهة حازم إمام خلال بداية اللقاء، وهو ما أظهر تفوق الزمالك على الأهلي، لأن جوزيه لم يكن مستعدا لهذا الظهير الرائع.

تحرك عبد الحليم علي وراء جيلبرتو حين يهاجم الأهلي أجبر واحد من ثنائي ارتكاز الأهلي بالوقوف وعدم الاندفاع للهجوم.

ثم مع بدأ الزمالك لهجمته، يتحرك حليم للعمق و"معه رقيبه"، فتصبح تلك المساحة بين حازم إمام وجيلبرتو وجها لوجه، والظهير المصري تفوق بامتياز.

كما أن وجود أحمد الميرغني وأحمد عبد الرؤوف أمام هاني سعيد كان له مفعول السحر في خطة ديكاستل، لأن الثلاثي منح ظهيري الجنب أمانا كبيرا.

فديكاستل وظف كل أدواته لخدمة أبرز مواهب الفريق حازم إمام وصبري رحيل، وهو مالم يصنعه جوزيه برغم كل الأسلحة التي يملكها.

فدفاعا، كان على جوزيه وضع وائل جمعة في موقع قلب الدفاع المائل للناحية اليسرى، لأنه أقدر من أحمد السيد.

كما أخطأ المدرب البرتغالي في عدم الاستعانة بأحمد فتحي في الوسط وأحمد صديق في اليمين، لأن اختيار عاشور وإينو فقط أمام رباعي الزمالك رهان خاسر.

وهجوما، لم يعطي جوزيه تعليمات واضحة لتريكة وحسن، بل اعتمد على خبرتهما فقط وهو مالا يكفي لحسم مباراة قمة.

ديكاستل قلد جوزيه في بداياته مع الأهلي، فقد كان المدرب البرتغالي يتعملق في مباريات القمة، وفي كل مرة كان يفاجئ خصمه بخدعة جديدة.

وبالعودة للمباراة، نجح نجح ديكاستل بأسلوبه الدفاعي في تطوير كرة الزمالك للهجوم، خاصة مع توتر لاعبو الأهلي مع مرور الوقت دون هجمة حمراء.

بدأت جبهة صبري رحيل تعمل بدورها، وبسط الفريق الأبيض سيطرته تماما، بل وحصل هاني سعيد على فرصة التقدم لمساندة هجمات الزمالك.

فقط، افتقد الزمالك لمهاجم يملك القدرة على حسم المباراة، وعلى إدارة النادي تحويل "عساكر" ديكاستل المتبقية إلى قطع متطورة تخدم الفريق وتفيده.

حسنة جوزيه

طور ديكاستل خطته إلى المرحلة الثالثة خلال الشوط الثاني، فالهجوم الأبيض لم يعد حكرا على الطرفين، بل تحولت الخطة إلى 3-5-2 وعاد حليم لمجاورة أشرف.

الزمالك بدأ استعمال ثنائي الهجوم دون مهام دفاعية، ما أجبر دفاع الأهلي على التراجع على عكس تعليمات جوزيه.

فقد طلب جوزيه من دفاعه التقدم أكثر لمحاولة فك سيطرة الزمالك، لكن تحركات ديكاستل كانت أفضل، وظل السويسري صاحب الفعل، وترك للبرتغالي رد الفعل.

حسنة جوزيه الوحيدة في المباراة هي عدم تغيير ثنائي الوسط الدفاعي حين فكر في تنشيط جناحيه، بصيغة أخرى أنه أصاب في إخراج أحمد فتحي، وحتى لو لم يصاب.

لأن حدوث تغيير في ثنائي الارتكاز والأهلي أصلا تحت الضغط، كان سيتسبب في المزيد من التفوق للزمالك، ولذا اكتفى جوزيه بالاستفادة من طاقة البدلاء.

أحمد صديق وسيد معوض منحا الأهلي أفضلية لأن الإرهاق نال من إمام ورحيل، وبات الزمالك بحاجة لأوراق بديلة.

وللمرة الثانية، لم يجد ديكاستل ما يعينه على ضرب الأهلي بالقاضية، فمعظم بدلاء الزمالك كانوا أقل من مستوى القمة.

لكنه على الأقل أجاد في استخدام الأدوات المتاحة، ويظهر وعيه في توقيت مشاركة علاء علي ومحمود عبد الرازق "شيكابالا"، كونهما أعادا الحياة للجبهة اليسرى.

وجاء تغيير جوزيه الأخير بإشراك هاني العجيزي ممتازا في التوقيت، لأن الزمالك لم يقدر على المغامرة بالهجوم في هذا التوقيت، ومع وجود مهاجمين في منطقته.

أخيرا: لولا، حنكة جوزيه في مباريات القمة، لخسر الأهلي .. ولولا افتقار ديكاستل لمهاجم مثلا فلافيو ولاعب وسط مثل أحمد حسن، لفاز الزمالك.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات