كتب : أحمد عز الدين | الخميس، 28 مايو 2009 - 00:08

تحليل - برشلونة 0:2 مانشستر .. إنجاز بيب

أثبت جوسيب جوارديولا أنه مدرب رائع، لا لفوز فريقه بدوري أبطال أوروبا، لكن لأن خطته الشطرنجية في النهائي شلت مخضرم بخبرة أليكس فيرجسون وشياطين مانشستر يونايتد.

قبل انطلاق نهائي دوري أبطال أوروبا، سيطر على الجميع تفوق مانشستر على برشلونة .. كون شياطين إنجلترا يتمتعون بخبرة وحصانة دفاعية تزيد على ما يملكه البلوجرانا.

كما أن عيوب برشلونة كانت مفضوحة أمام مانشستر قبل اللقاء في غياب دانييل ألفيش وإريك أبيدال ورافايل ماركيز، ونظرا الشياطين قائمتهم تؤهلهم لقنص اللقب الثاني على التوالي.

لكن دراسة جوارديولا للمباراة، والخيارات التي اتخذها رجحت كفة فريقه بشكل لم يكن يجول بخاطر مشجع يعشق برشلونة.

فمع وجود كارليس بويول يمينا، لم يكن هناك تخوف على دفاع برشلونة الأيمن .. كان قلق جوارديولا من ثغرة سيلفينيو، ولذا حاول إبعاد مانشستر عن هذه الجبهة.

وضع رأس الحربة صامويل إيتو على الجناح الأيمن كان تحرك جوارديولا الوحيد، والذي ضرب كل حسابات فيرجسون وشياطينه.

حين ركز إيتو تحركاته على اليمين، توقف ظهير مانشستر الأيسر باتريس إيفرا عن الهجوم، وبالتالي خسر واين روني معاونته .. وبات وحيدا أمام بويول الذي لم يجد مشكلة في رقابته.

ثم أن تركيز نجوم برشلونة على إرسال بينيات وراء إيفرا، جعل الثنائي أندرسون ومايكل كاريك دائم التواجد في تلك الجبهة، وابتعدا تماما عن دعم عمق مانشستر أو جهة اليسار.

كل هذا خدم برشلونة، لأن تركيز مانشستر انحصر في الدفاع وراء إيتو، وصنع كثافة عددية أمامه، وهذا أجبر كريستيانو رونالدو على لعب دور رأس الحربة، ما جعل سيلفينيو مرتاحا.

تقدم إيتو للبرسا لعب دورا هاما في تحسن أداء الفريق الإسباني الذي بدأ المباراة متخوفا من قبول هدف إنجليزي مبكر.

وهنا يمكن الربط بين نهائي أوروبا ولقاء الأهلي والإسماعيلي، فبطل مصر أحرز هدفا جاء من الهواء وبالمثل برشلونة سجل هدف التقدم بعشوائية، لكن الذكاء يظهر في استغلال الحظ.

طبعا لم يتمكن فيرجسون من تغيير ريان جيجز والدفع ببول سكولز بعد عشر دقائق من بداية المباراة، ولذا ترك الحال على ما هو عليه، ما كاد أن يهدي برشلونة هدفا ثانيا.

أخطأ المدرب المخضرم في عدم التدخل، وربما لو وضع واين روني في العمق للاستفادة من طاقته لتحسن مردود فريقه وانفك مانشستر يونايتد من بين براثن برشلونة.

وأيضا، توجب على فيرجسون وضع جيجز على الجناح، لأن الويلزي العجوز لم يستطع مواجهة سرعة أندريس إنيستا، فخسر مانشستر فرصة الضغط على وسط برشلونة.

هذا ظهر جليا بعد تقدم برشلونة بهدف، خاصة في التمريرات غير المعدودة بين البلوجرانا – الذي يملك أفضل لاعبي كرة قدم في العالم أجمع – واكتفاء مانشستر بالمشاهدة.

انتظرت تدخل فيرجسون في شوط المباراة الثاني، لكن ثقة المدرب الاسكتلندي في أولاده كانت أكبر من الواقع، وهو ما أهدر على الشياطين فرصة العودة للقاء.

فكان الدفع بسكولز ضروريا على حساب جي بارك سونج، لكن ثقة فيرجسون في أن مانشستر يملك فريقا أقوى من عمالقة برشلونة، ضيعت المباراة.

مشاركة كارلوس تيفيز وبرباتوف مع خروج أندرسون كان بمثابة تتويج لبرشلونة قبل 45 دقيقة من النهاية، لأن فشل جيجز في مساعدة مانشستر خلال الشوط الأول تحول إلى كارثة.

فوجود مايكل كاريك وحيدا أمام دفاع مانشستر، جعل لاعبو برشلونة يلعبون وهم على ثقة في أن الثاني آت لا محالة، وهو ما رفع قدرات الأسماء الضعيفة في تشكيلة البلوجرانا.

فقد تدارى سيرجيو بوسكيتش وإخفاقه في التمركز أمام دفاع برشلونة، وضاعت ثغرة سيلفينيو في أعين مانشستر.

بمعنى آخر، كل مميزات مانشستر اختفت وسط توتر الشياطين، وكل ثغرات برشلونة تداوت واكتسبت صلابة كبيرة جراء الثقة التي باتت تميز نقلات أبناء جوراديولا.

هنا فقط، جاء الهدف الثاني وانتصر المدرب الشاب على أستاذ لا يشق له غبار.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات