كتب : محمد بركات | الجمعة، 15 يناير 2010 - 21:37

شروط الفوز الكبير على موزمبيق

مصر انجولا 2010

ممكن أن تنتهي مباراة مصر مع موزمبيق بفوز كبير لنا، أو تنتهي بمفاجأة باردة، والقرار في ذلك يعود للفريق المصري وكيفية تعامله مع المباراة.

أول شروط تحقيق فوز ضخم أمام موزمبيق هو عدم التعامل مع المباراة على أنها محسومة مقدما، لأن موزمبيق فريق جيد، وتسبب في عدم وصول تونس إلى نهائيات كأس العالم لذا يجب احترامه وخوض المباراة بجدية كاملة.

نعرف جميعا أن الفارق في الإمكانيات والخبرات يصب في مصلحة المنتخب المصري، ولذلك فإن استغلال هذه الإمكانيات في الضغط على المنافس، وخلق فرص مبكرة للتسجيل، ووضعه في خانة الدفاع دائما سيؤدي حتما إلى الفوز، أم أي نوع من التراخي فربما يؤدي إلى العكس.

الشرط الثاني لتحقيق الفوز هو عدم إشراك أي لاعب غير سليم بنسبة 100% من بين اللاعبين المصابين بمرض الأنفلونزا لأن مبدئي دائما في الكرة هو أن اللاعب السليم الأقل فنيا أفضل وأكثر فائدة للفريق من اللاعب المصاب حتى وإن كان مستواه أفضل.

واختيار اللاعب السليم في صالح المنتخب واللاعب معا، فالمنتخب سيكسب لاعبا في كامل لياقته البدنية والذهنية، وبعيد عن أعراض الإرهاق والتعب المصاحبة للأنفلونزا، ولن يضطر إلى إجراء تغييرات مبكرة أو عير محسوبة بسببه.

وعلى جانب آخر، سيستفيد اللاعب نفسه بالظهور بشكل جيد، وعدم التضحية بابتعاده عدد أكبر من المباريات نتيجة مضاعفات اشتراكه وهو غير سليم. وأنا من هنا أنصح اللاعبين بإخبار الجهاز الفني إذا كانو يعانون من أي إرهاق أو تعب قبل المباراة.

الأمر الذي يدفع إلى الارتياح أيضا هو وجود البديل الكفء في مراكز اللاعبين المرضى بالأنفلونزا. فحسني عبد ربه وحسام غالي من الممكن أن يعوضهما – أو أحدهما - أحمد فتحي وأحمد حسن ثم يقوم المحمدي بدور الظهير الأيمن، وأحمد عيد أو جدو بدور أحمد حسن الهجومي .. خاصة وأن الأخير حصل على دفعة معنوية كبيرة بتسجيل هدف أمام نيجيريا.

وائل جمعة يمكن أن يعوضه عبد الظاهر السقا، كما أن أحمد رؤوف قد يكون البديل المناسب في حال عدم شفاء عماد متعب، خاصة وأن السيد حمدي كان يعاني من إصابة طويلة أفقدته لياقة المباريات.

أما فيما يتعلق بالشق الفني والتكتيكي في مباراة موزمبيق، فأعتقد أن الجهاز الفني سيلعب بنفس الطريقة التي خاض بها لقاء نيجيريا، وباللاعبين أنفسهم أيضا في حال ثبوت سلامتهم الكاملة وشفائهم من الأنفلونزا.

وقد يرى البعض ضرورة اللعب بطريقة 4-4-2 أما موزمبيق لعدم الحاجة إلى ليبرو لأن المنافس ليس في نفس قوة نيجيريا، ولكن الحرص الدفاعي واجب لتجنب أي مفاجآت.

وأرى أن الاختلاف التكيتيكي الأبرز سيكون في إتاحة مساحة حركة أكبر، ومنح مزيد من الحرية لظهيري الجنب سيد معوض وأحمد فتحي.

فاللاعبان كانا نادرا ما يتقدمان في مباراة نيجيريا، وهو ما سيتغير أمام موزمبيق لفتح قنوات هجومية مختلفة عن العمق، ووضع أطراف الملعب في موزمبيق تحت ضغط مصري مستمر.

الشرط الثالث لتحقيق فوز مريح وبنتيجة كبيرة هو فهم أسلوب لعب فريق موزمبيق الذي يعتمد على الكفاح والطموح والقتال في الملعب لتعويض غياب الخبرات أو النجوم، وللذلك فمن الضروري إحباط هذا الطموح باللعب الجدي منذ البداية.

فمدرب الفريق قال في تصريحاته إن مصر هي المرشحة الأولى للفوز وأن موزمبيق ستواجه اختبارا صعبا، وهو بذلك رفع الضغط من على كاهل لاعبيه.

فإذا خسر بنتيجة كبيرة فليست مشكلة، وإذا خسر بفارق ضئيل أو تعادل سيكسب الاحترام، أما إذا حقق مفاجأة وانتزع نقاط المباراة فسيحصل صدى واسع واحترام كبير وربما فرصة لدخول دور الثمانية.

أعتقد أيضا أن التقدم بهدف أو اثنين على موزمبيق سيضمن لنا بشدة نقاط المباراة، وأقول ذلك لأن هناك من يخشى أن تتمكن موزمبيق من تكرار أدائها ونتيجتها أمام بنين رغم التأخر بهدفين في بداية المباراة.

ولكن هناك فارقا كبيرا بين مصر وبنين من حيث خبرات اللاعبين وخبرات الفريق ككل. فحينما تتقدم مصر تستطيع جيدا أن تتحكم في إيقاع المباراة بما يضمن لها الاستمرار في التقدم والحفاظ على الفوز، بعكس فريق بنين الذي أهدر هدفين كان متقدما بهما.

نقطة على الهامش

يتميز منتخب مصر عن باقي عمالقة إفريقيا المدججة بالنجوم أن لاعبيه يرغبون بشدة في الفوز بلقب إفريقي ثالث، فيما يلعب كثير من نجوم كوت ديفوار والكاميرون ونيجيريا بأجسادهم فقط فيما تركوا عقولهم وقلوبهم مع الأندية الأوروبية التي يلعبون لها.

فهؤلاء النجوم يرغبون في التألق في كأس العالم ولا يضعون اهتماما كبيرا لكأس الأمم، لأن كأس العالم هو البطولة الأبرز والأكثر بريقا بعكس بطولة إفريقيا.

وربما يكون ذلك سببا في النتائج السيئة التي حققتها المنتخبات المتأهلة لكأس العالم في الجولة الأولى من المنافسات ويفسر أيضا سبب البداية القوية والعرض الرائع من منتخب مصر.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات