كتب : وليد الحسيني | الجمعة، 05 مارس 2010 - 14:18

أزمة جون تيري والحياة!!

على ذكر لقاء مصر وإنجلترا التي أقيمت مساء الأربعاء بإستاد ويمبلي ، فقد كانت المواجهة الأولي لـ " جون تيري " قائد المنتخب الإنجليزي - الذي أصبح سابقا الأن – أمام جماهير المنتخب بعد أزمته الأخيرة التي أبعدته عن قيادة منتخب بلاده .

شنت وسائل الإعلام الإنجليزية هجوما شديدا على " تيري" ، هو نفس الموقف الذي إتخذته وسائل الإعلام المصرية وهو ما ظهر في تصريح حسن شحاتة المدير الفني في صحيفة " ميرور " بأنه لو كان مكان الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني لمنتخب إنجلترا لقام بإستبعاد تيري من الفريق .

لاشك أن الغضب الجماهيري الإنجليزي من قائد فريقه السابق في محله ، ولكن اللافت للنظر أن تعامل الفريق الإنجليزي مع أزمة تيري مختلف عما لو كان الأمر قد حدث في مصر ، ولم يلفت نظر أحد أن تيري إعترف بما حدث ولم يحاول إنكاره وهو ما يحسب له ، لأن المجتمع هناك يربي أبنائه على عدم الاستمرار في الخطأ ، فإذا كان قد أخطأ مرة فإنه رفض الخطأ للمرة الثانية بالكذب وإنكار الواقعة ، لانه لو فعل ذلك لكان كذابا .

ما قام به " جون " مع صديقة زميله "واين بريدج" حدث في مصر عشرات المرات من نجوم كرة قدم أيضا ، ولكن لم نجد من يمتلك قوة الإعتراف بالخطأ ، بل أنهم جميعا كذبوا وأنكروا ذلك ، لاسيما وأن المجتمع لن يتقبل منهم الاعتراف بالخطأ الأخلاقي الجسيم ، بل أن نجوم الكرة في مصر يتخذون الكذب كحائط صد في أمور أقل أهمية بل وتقترب من التفاهات .

إذا كان جون تيري قد إرتكب خطأ مشينا بخيانته لزميله لاعب مانشستر سيتي عندما أقام علاقة مع صديقته ، فإن مديره الفني لم يحاول إنكار الواقعة والدفاع عن قائد فريقه بالكذب ، بل قدم له النصيحة فقط ، كما أن تيري إعترف بخطأه وهو ما يحمل معان أخلاقية كثيرة رغم أنه إرتكب فعلا غير أخلاقي ، فهل لو كان لاعبا مصريا هو من أقدم على ما فعله جون تيري كان سيمتلك شجاعة الإعتراف ؟ سؤال لا يحتاج لإجابة !!

بعيدا عن أزمة قناة الحياة بعد الحكم القضائي الذي حصل عليه مرتضى منصور بتوقيف البرامج الرياضية في القناة ، فإن حكم محكمة القضاء الإداري سيكون بداية لطريق وطريقة جديدة للتعامل مع وسائل الإعلام ، وهو الأمر الذي لم يلفت نظر الكثيرين.

مرتضى منصور أقام دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري ضد القرار السلبي لوزير الاعلام بعدم تدخله لإيقاف الهجوم الذي تعرض له في قناة الحياة ، وليس قضية سب وقذف كما قد يتصور البعض ، وحصل على حكم يحمل في طياته الكثير من الصدمات والمفاجأت، هو حكم لم يكن أحد يتوقعه لأنه السابقة الأولى من نوعها، وسيفتح الباب أمام الجميع لإغلاق المحطات الفضائية والصحف قريبا.

الغريب أن الإعلام الرياضي بكافة أشكاله استقبل الحكم بكثير من السعادة والامتنان غيظا في شوبير ، لأن أغلب هؤلاء " شخصنوا" الأمر ، فإذا كان شوبير عنيفا وقاسيا في انتقاده لمنصور ، فإن الجميع سيدفع في المستقبل القريب جدا ثمن الحكم القضائي الأخير.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات