كتب : نصري عصمت | الأربعاء، 19 مايو 2010 - 11:11

مباراتين بس .. ألف مبروك!

"أيها المصري احمد ربنا وبوس ايدك وش وضهر" .. عقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضدنا نقل مباراتين فقط وكام ألف فرنك سويسري .. افرحوا يا مصريين واشكروا اتحادكم العبقري للكرة ورئيسه على دهائه الشديد.

لقد نجح السيد سمير زاهر رئيس الاتحاد في إقناع لجنة الانضباط في الفيفا بالاكتفاء بهذه العقوبة .. هذه الكلمات ليست للسخرية لكنها تلخص لغة الخطاب الرسمي لاتحاد الكرة بعد إعلان العقوبة وهو ما نقلته بعض الصحف المصرية والتلفزيون الرسمي في تصريحات زاهر كي نشعر بالبهجة والسعادة.

"نقل مباراتين ! .. وفيها ايه؟" سنلعبهم في الإسكندرية أو بورسعيد أو الإسماعيلية وجمهورهم أكثر تعطشا للكرة من القاهرة .. "فلوس طب وفيها إيه" ندفع أهون من الاعتذار، و"بعدين احنا عندنا مشكلة مع الفيفا وهننقل موضوع السودان للمحكمة الرياضية".

مع الأسف الشديد تلخص هذه السطور السابقة بدورها حالة "الفهلوة" والفوضى التي تدار بها الكرة المصرية حاليا والدليل على ذلك هو بيان الفيفا نفسه.

قال البيان بالنص "اتخذت اللجنة التأديبية هذا القرار بعدما تبين لها أن الاتحاد المصري لكرة القدم فشل في اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لحماية البعثة الجزائرية بالإضافة إلى حفظ النظام في ملعب القاهرة الدولي".

وتابع البيان "لاحظت اللجنة التأديبية أن الاتحاد المصري على وجه الخصوص لم يتبع الإجراءات اللازمة لمنع الاعتداء على البعثة في طريقها للفندق".

"أما بالنسبة لمباراة السودان فاللجنة تأكدت من أنه لا وجه للتحقيق من الأصل وقررت إغلاق الملف نهائيا".

لقراءة البيان بالإنجليزية اضغطوا على الرابط التالي : http://bit.ly/cREoQC

هذه هي الحقيقة من الجانب الآخر والتي أدانت اتحاد الكرة المصري ولم تشمل تنظيم مصر أو الإساءة إلى البلد لأن اتحاد الكرة هو الجهة المسئولة عن تنظيم لقاء 14 نوفمبر في القاهرة.

وما حدث ببساطة أن اتحاد الكرة تنصل من هذه المسئولية باتهام المنتخب الجزائري بإحداث تلفيات بحافلته وإصابة لاعبيه واختلاق تمثيلية .. بينما كان رشق السيارة بالحجارة هو رد فعل طبيعي جدا لكل الشحن الذي حدث قبل اللقاء والإهانات المتبادلة بين المشجعين عبر الإنترنت.

وحتى في حال اختلاق الواقعة من الجانب الجزائري أو تهويلها والمبالغة في إظهار آثارها .. لم يخرج علينا أي مسئول رياضي مصري سواء وزير الرياضة أو حتى أي عضو من أعضاء اتحاد الكرة ليقول لنا "ماذا تعلمت الرياضة المصرية من درس مشكلتنا مع الجزائر؟".

فهل مثلا سنترك الفرق الجزائرية تدخل شوارع القاهرة أو الإسماعيلية دون حماية كافية؟ .. وهل نتركها من جانب كاميرا تلفزيونية تابعة للأمن أو حتى للتلفزيون نفسه لتكون شاهدة على أي اختلاق..هل نطلب من الاتحادين الإفريقي أو الدولي وجود مراقبة في فنادق لاعبينا في الجزائر أو مرافقين للبعثة تماما مثل مراقب المباراة لتسجيل أي تحرشات من الأشقاء؟

للأسف الشديد الخروج من المونديال كان مؤلما وشعورنا بالظلم كان مؤلما أيضا لكن الأشد إيلاما هو أن تشعر كمصري أن مسئولي بلدك لن يتعلموا من أي درس وسيواصلون "الحداقة والفهلوة" على الجميع بما فيهم أنا وأنت رغم سذاجتهم الشديدة وأساليبهم المفضوحة للجميع.

منذ عودة منتخب مصر وجماهيره من السودان ووسائل الإعلام لا تمل من استضافة رئيس اتحاد الكرة وأعضاء الاتحاد وكلما تم توجيه سؤال محرج عن دورهم في مهزلة أم درمان أو عن السبب الحقيقي وراء خروج منتخب مصر من التصفيات تكون الإجابة إما بالاعتداءات الجزائرية أو بحشر اسمي علاء وجمال مبارك في جملة مفيدة من نوعية الدعم المتواصل "ولم يتركونا لحظة واحدة" في تنصل كامل من المسئولية.

والمدهش أن الاتحاد الحالي يكتسب قوته من انتصارات منتخب مصر غير المسبوقة على مستوى كأس إفريقيا وهي طفرة تحققت بسبب وجود جيل ممتاز من اللاعبين أولا ثم جهاز فني جيد صنع قوته بفضل انتصاراته، لكن تبقى الحقيقة الأهم أن اتحاد الكرة السابق هو من اختار حسن شحاتة لقيادة منتخب مصر وأعد الاتحاد الحالي العدة للإطاحة بالمعلم أكثر من مرة وفي كل مرة كان الأخير يحافظ على موقعه بالانتصارات.

وليت الأمر يتوقف عند ذلك .. بل يذكر الجميع كيف وقعت مصر كلها في "حيص بيص" أثناء حسبة التأهل لكأس العالم وبكم هدف نحتاج للفوز على الجزائر في لقاء القاهرة لنتأهل .. بل ونذكر أيضا الجدل الذي أثير حول المنتخب الذي تلعب ضده مصر في دور الثمانية من كأس الأمم الإفريقية الماضية وفي كل مرة كان أعضاء اتحاد الكرة آخر من يعلم بل والجهاز الفني لمنتخب مصر وكانت الإجابة تأتي على لسان شخصية مثل علاء صادق .. وذلك لأن المسئولين عن الكرة في بلدنا لا يقومون بأبسط واجبات وظيفتهم وهي قراءة اللوائح!

ومن اللوائح إلى أزمات البث التلفزيوني والتحكيم المتراجع المستوى وكوارث لجنة المسابقات ومشكلة تقرير الحكم الذي لم يودع في اتحاد لأنه (كان قافل في العيد) وخلافات لجنة شئون اللاعبين واستقالات أعضاء الاتحاد نفسه وعلى رأسهم هاني أبو ريدة عضو اللجنة التنفيذية للفيفا.

وفي الوقت الذي تجرى فيه كل هذه الأزمات يقدم الاتحاد القطري لكرة القدم ملفا مبهرا لاستضافة كأس العالم عام 2022 شاهدنا بعض اللقطات منه هذا الأسبوع -اضغط هذا الرابط http://bit.ly/996rSG - أما يوم الثلاثاء وقع الاتحادان الإماراتي والألماني لكرة القدم اتفاقية للتدريب على قيد اللاعبين في الأندية الكترونيا باستخدام الكمبيوتر دون استمارات ورقية، فيما تثور الأزمات في الدوري المصري لعدم معرفة الأندية أي من لاعبيها تعرض للإيقاف كل أسبوع.

لا تلوموا روراوة مجددا ولا تلوموا أي بلد شقيق أو غريب يستغلنا .. واحمدوا ربنا على العقوبات المخففة .. وشكرا يا كابتن زاهر.

تابعوني على تويتر

http://twitter.com/nasry

أو على فيس بوك

http://bit.ly/cW1B4r

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات