كتب : خالد طلعت | الأحد، 13 يونيو 2010 - 17:06

كسفتينا يا خضرا

جاء أداء المنتخب الجزائري الشقيق في أولى مبارياته في المونديال أمام منتخب سلوفينيا المتواضع مثيرا للاحباط والخزي بعد الاساءة لصورة وسمعة الكرة العربية في البطولة باعتبار "الخضرا" هي ممثلة العرب الوحيدة.

وتأتي الهزيمة من سلوفينيا لتشير إلى قدوم هزائم أخرى مقبلة قد تكون أكبر وأقسى على الجزائر من منتخبي بحجم إنجلترا والولايات المتحدة.

ولم تقدم الجزائر مستوى جيد في لقائها أمام سلوفينيا وكأن اللاعبون يلعبون بدون مدرب يقودهم من خارج الخطوط حيث لم يضع رابح سعدان أي بصمة في اللقاء حتى أن تغييره الأول بالدفع بعبد القادر غزال "المشاغب" والذي أثر بالسلب على أداء الفريق بعد تعرضه للطرد عقب عشر دقائق فقط من نزوله، واحقاقا للحق فإن طرد غزال تأخر بشدة، حيث كان يستحق الطرد من مباراة أم درمان بل ومن مباراة القاهرة التي سبقتها.

وظل سعدان منخوفا من اجراء تبديل ثاني خوفا من أن يتعرض البديل الجديد للطرد مثلما حدث مع غزال.

وجاء طرد غزال ليكمل الصورة السيئة للمنتخب الجزائري ليس للأداء الفني فقط، ولكن للعب بخشونة والتعرض للطرد بعدما تعرض ثلاثة من لاعبيه للطرد في مباراة مصر والجزائر في أمم إفريقيا والتي طرد فيها ثلاثة لاعبين واتهم الجزائريون وقتها الحكم الدولي البنيني كوفي كودجا بأنه كان منحازا ضدهم.

والأمر الطريف أيضا أنه كان من المفترض ألا يشارك فوزي شاوشي في لقاء الجزائر وسلوفينيا بسبب الايقاف بعد طرده في لقاء مصر في كأس الأمم وايقافه ثلاث مباريات.

الا أن محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة الجزائري "عمل فيها ناصح" وتحايل على لوائح الفيفا باشراك شاوشي مع منتخب المحليين لتنتهي فترة ايقافه ويشارك في اللقاء، ليكون شاوشي أحد أسباب الهزيمة بعدما أخفق في التصدي لكرة الهدف الوحيد، لينطبق على روراوة المثل القائل "على نفسها جنت براقش".

ما فعله رواروة كان تحايلا على اللوائح والقوانين ظنا منه أنه أذكى من الجميع ولكن "يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين".

لاعبو الجزائر أيضا لم يكن لديهم الحماسة أو الاصرار لتحقيق الفوز ورفع علم بلادهم واسمها عاليا، ولم لا ومعظمهم من اللاعبين المجنسين الذين عاشوا عمرهم بالخارج وربما لم يزوروا الجزائر الا لمرات قليلة ومعظمهم لا يعلم كيف يتحدث العربية.

فقائمة الجزائر تضم 15 لاعبا من مواليد فرنسا أي أنهم ولدوا ونشأوا في فرنسا، وذلك من بين 23 لاعبا، وهؤلاء اللاعبين هم حارس المرمى رايس ميولحي، وكريم زياني، وكريم مطمور، وعنتر يحيي، والمدافع حبيب بلعيد، وكارل مجاني، وجمال مصباح، وعدلان قديورة، وجمال عبدون، وفؤاد قادير، وحسان يبدا، ومدحي لحسن، ورياض بوديبوز، وعبد القادر غزال، ورفيق زهير جبور.

أي أن عدد اللاعبين الذين ينتمون فعليا للجزائر هم ثمانية لاعبين فقط، وهذا الأمر الخطير ظن مسؤولو الجزائر أنه سيساعدهم على تحقيق الانتصارات ولكنه جاء وبالا عليهم بلاعبين لعبوا بدون روح أو قلب.

الجزائر أيضا خسرت لقاء سلوفينيا لأن المباراة أقيمت في أجواء هادئة وفي ظروف أمنية جيدة ولم يحمل مشجعو الجزائر السنج والسيوف في المدرجات مثلما فعلوا في أم درمان.

وإذا عدنا لنتائج الجزائر في مبارياتها الودية قبل المونديال فسنجد أنها لم تكن تبشر بالخير، فقد لقت هزيمتين ثقيلتين من صربيا وأيرلندا بنفس النتيجة بثلاثة أهداف نظيفة، وحققت فوزا قيصريا على الامارات بهدف نظيف جاء من ركلة جزاء.

أي أن الجزائر لم تنجح في تسجيل أي هدف من اللعب المفتوح طوال أخر ست مباريات لها وتحديدا منذ قابلت "الفراعنة" في قبل نهائي كأس الأمم وخسرت برباعية نظيفة، ثم خسرت بهدف نظيف أمام نيجيريا في لقاء تحديد المركز الثالث، ثم مبارياتها الثلاثة الودية، وأخيرا لقاء سلوفينيا، فيما اهتزت شباكها 12 مرة خلال المباريات الستة.

وأريد أن أؤكد للأخوة الجزائريين أن الوصول لكأس العالم نفسه ليس غاية وليس نهاية الطموح والأمال، فالأهم هو تحقيق نتائج إيجابية وأداء مشرف في المونديال لترك صورة مشرفة عن البلد التي تشارك، وهو ما فعلته مصر من قبل في كأس العالم 1990 بالتعادل مع هولندا الرهيبة، والتعادل مع أيرلندا، والهزيمة "بالعافية" من انجلترا، والمنافسة على التأهل حتى أخر ثانية من عمر المباراة الأخيرة في المجموعة.

كما شرفت مصر الكرة العربية أيضا في كأس القارات الأخيرة بالفوز التاريخي على إيطاليا بطل العالم والهزيمة من البرازيل أقوى منتخب في العالم في الثانية الأخيرة من ركلة جزاء مثيرة للجدل بعد تسجيل ثلاثة أهداف في شباكهم، ثم المنافسة على التأهل لقبل النهائي حتى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة الأخيرة التي خسرتها أمام أمريكا.

أما مجرد المشاركة فقط من أجل تلقي ثلاثة هزائم والرحيل دون ترك أي بصمة فتكون "قلتها أحسن" لأنها تعطي صورة سلبية وسيئة عن الكرة في هذه البلد التي كان من الأفضل لمنتخبها أن يبقى في بلده "معززا مكرما" ويترك المشاركة في المونديال لمن يستحق ذلك وقادر على ترك بصمة في البطولة.

نقطة أخيرة

هذا المقال ليست للشماتة في الجزائر فقد كنت شخصيا أشجعهم أمام سلوفينيا من منطلق الوحدة العربية، وسأظل أساندهم أمام إنجلترا وأمريكا وأتمنى أن يفوزوا أو يتعادلوا على الأقل في المباراتين وإن كنت أشك كثيرا في قدرتهم على تحقيق ذلك.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات