كتب : خالد طلعت | الخميس، 24 يونيو 2010 - 21:23

لماذا قرر جدو والمعتصم الانضمام للأهلي بدلا من الزمالك؟

جاء قرار الثنائي محمد ناجي "جدو" والمعتصم بالله سالم بتفضيل الانضمام للنادي الأهلي، ورفضه التام اللعب للزمالك لتصبح ظاهرة تفضيل النجوم الأهلي عن الزمالك واضحة في السنوات الأخيرة.

فرغم أن جدو وقع عقدا رسميا للانضمام للزمالك بكامل رغبته، عاد وتراجع عنه ورفض الانضمام للزمالك، وتصور البعض أن جدو بعد تألقه في كأس أمم إفريقيا بدأ يحلم بالاحتراف الأوروبي في نادي كبير وأصبح يرفض إكمال مشواره في الدوري المصري، إلا أنه لم يحقق حلم الاحتراف وبدلا من أن ينفذ عقده مع الزمالك، وقع عقدا للانضمام للأهلي ليستمر في الدوري المصري ويصعب جدا من خطوة احترافه في المستقبل حيث أن الأهلي يتمسك بجميع لاعبيه ولا يفرط فيهم بعكس الاتحاد الذي كان من الممكن أن يتيح له فرصة الاحتراف الخارجي بسهولة.

والأغرب من موقف جدو هو موقف إدارة نادي الاتحاد نفسه برئاسة محمد مصيلحي والذي أكد مرارا وتكرارا أن الاتحاد لن يفرط في جدو لأحد الأندية المصرية وأنه أصبح ثروة ورمز للإسكندرية وأنه لن يفرط فيه الا لفريق أوروبي كبير بمقابل لن يقل عن ثلاثة ملايين يورو أي 25 مليون جنيه، الا أننا فوجئنا به يعلن بيعه للأهلي مقابل سبعة ملايين جنيه فقط وإعارة لهاني العجيزي لمدة عام واحد علما بأن عطية البلقاسي عقده انتهى مع الأهلي وبالتالي فهو خارج الصفقة، وكأن ثروات إسكندرية ورموزها تباع للأهلي فقط وبأسعار زهيدة.

موقف جدو الشخصي تكرر مع المعتصم سالم مدافع الدراويش والذي أخذ يشكي ويبكي ليؤكد رغبته في الرحيل عن الاسماعيلي والانتقال لأحد أندية القاهرة لرعاية إبنه المريض في أحد المستشفيات الكبيرة في القاهرة، ولم يحدد المعتصم ناديا بالاسم، وبعدما أتم الاسماعيلي تفاوضه مع الزمالك لانتقال المعتصم مقابل هاني سعيد فوجئنا باللاعب يرفض الانضمام للزمالك ويصر على الاننقال للأهلي، رغم أنه يعلم أنه بالإقدام على هذه الخطوة قد يعيق صفقة انتقاله تماما وقد يستمر في الاسماعيلي حتى نهاية عقده بعد عامين وبالتالي ستكون صحة ابنه في خطر مثلما صرح من قبل، فهل قصة إبنه مجرد مسلسل يستدر به عطف الجماهير، أم أصبح الانتقال للأهلي الأن أهم من صحة إبنه؟

ما حدث مع جدو والمعتصم سالم تكرر مرات ومرات في السنوات الأخيرة بتفضيل اللاعبين للانضمام للأهلي ورفضهم الانضمام للزمالك وعلى سبيل المثال وليس الحصر محمد أبو تريكة، ومحمد بركات، وأحمد حسن، وسيد معوض، وشريف عبد الفضيل، وأحمد فتحي، ومحمد عبد الله، ومعتز إينو، وطارق السعيد، ومحمد صديق، ومحمد فضل، وهاني العجيزي، وحسن مصطفى، وحسين علي، وعمرو سماكه، وأحمد حسن فرج، وجمال حمزة، ومحمود أبو السعود، وحتى هاني سعيد الذي فضل الأهلي وانضم للزمالك غصبا عنه.

ويعد الاستثناء في السنوات العشرة الأخيرة الثنائي عمرو زكي ومحمود فتح الله اللذي انضم للزمالك رغم رغبة الأهلي في ضمه، وصفقة زكي تحققت في عهد مرتضى منصور الذي يهاجمه وينتقده معظم الزملكاوية.

لماذا؟

ويبقى السؤال هو لماذا يفضل النجوم الانضمام للأهلي بدلا من الزمالك، رغم أن الأهلي مليء بالنجوم وهو ما يهدد مشاركتهم مع الفريق بصفة أساسية ويهددهم بعدم الانضمام للمنتخب بعكس الزمالك الذي من السهل أن يجدوا فيه مكانا في التشكيلة الأساسية والدليل على كلامي حسين ياسر المحمدي وحسن مصطفى، ولكن اللاعبين يفضلون أن يكونوا بدلاء في الأهلي عن أن يكونوا أساسيين في الزمالك مثلما حدث للعديد من اللاعبين الذين ذكرتهم وكأنهم يقولون "نار الأهلي ولا جنة الزمالك".

ويبدو السبب الأول في الرغبة للانضمام للأهلي هو النواحي المالية، فنحن أصبحنا في عصر الاحتراف وليس الانتماء، ومعظم اللاعبين يبحثون عن المادة ويفضلون الانضمام للنادي صاحب العرض المادي الأكبر حتى لو كانوا يشجعون النادي المنافس، ومازال الأهلي يمتلك القدرة المادية الأكبر سواء من خزينة النادي المنتعشة أو من الشركات الراعية المتعاقدة مع النادي.

ويأتي ذلك بعكس الزمالك الذي يمر دائما بأزمات مادية ولم ينصلح الحال رغم قدوم ممدوح عباس الذي وعد مرارا وتكرارا بإنعاش خزينة النادي سواء من خلال أفكاره الاستثمارية أو من خلال تدعيم النادي ماليا من ماله الخاص وكلا الأمرين لم يحدث.

نأتي أيضا لعامل الاستقرار الذي يتمتع به النادي الأهلي على مستوى الإدارة والمسؤولين وهو عامل غير متوفر في الزمالك، فاللاعب دائما يبحث عن الهدوء والاستقرار بدلا من المشاكل والأزمات، ويضمن اللاعب في الأهلي الحصول على مستحقاته المالية كاملة حتى ولو كانت أقل ويحصل عليها في وقتها دون تأخر أو تقسيط، بينما في الزمالك يتأخر حصوله على مستحقاته ولا يحصل عليها بالكامل مثلما حدث مع العديد من اللاعبين من قبل سواء المصريين أو المحترفين.

طريقة التفاوض أيضا في الأهلي أفضل كثيرا من الزمالك فهو يمتلك مجموعة من المفاوضين "الشاطرين" القادرين على إقناع اللاعبين بالانضمام للأهلي يتقدمهم مهندس الصفقات عدلي القيعي وانضم له مؤخرا المهندس محمد عبد الوهاب وسيد عبد الحفيظ وهادي خشبة، بينما في الزمالك لا توجد كوادر تمتلك الخبرة قادرة على القيام بنفس الدور.

والغريب أن إدارة الزمالك دائما وأبدا تركز اهتمامها في التفاوض مع مسؤولي الأندية لضم لاعبيهم دون أن يكونوا تفاوضوا مع اللاعب نفسه أو أقنعوه بالانضمام للزمالك وبالتالي تفشل الصفقة في النهاية مثلما حدث مع العديد من اللاعبين أبرزهم شريف عبد الفضيل وأخرهم المعتصم سالم، ورغم ذلك لا يتعلم مسؤولو الزمالك الدرس أبدا.

خلاصة الكلام:

ممدوح عباس يقضي رحلة علاج في لندن منذ أكثر من شهر (ربنا يشفيه)، وحازم إمام في جنوب إفريقيا لمدة شهر لتحليل مباريات المونديال لقناة الجزيرة، وإبراهيم يوسف متواجد معظم الوقت في برنامج مساء الأنوار في قناة مودرن سبورت، والتوأم حسام وإبراهيم حسن في رحلة ترفيهية في دبي منذ أكثر من شهر، فمن في الزمالك يتعاقد مع اللاعبين الجدد، ومن يجلس معهم ويتفاوض معهم، ومن يدير المفاوضات مع الأندية خاصة وأن هؤلاء الخمسة هم المسؤولين عن فريق الكرة بالنادي.

نقطة أخيرة:

كنت أجلس منذ أيام قليلة مع أحد أعضاء مجلس ادارة نادي الزمالك - بدون ذكر أسماء - بصحبة المحلل الرائع خالد بيومي ، وتلقيت مكالمة تفيد بوجود مفاوضات بين الزمالك والاسماعيلي لعقد صفقة تبادلية بشأن هاني سعيد والمعتصم سالم، وعندما أخبرت عضو مجلس إدارة الزمالك بالخبر وجدته لا يعلم عنه شيئا وسألني عنه باهتمام، فوجه بيومي كلامه إلى العضو المذكور ضاحكا "أشعر أن خالد طلعت عضو في مجلس ادارة الزمالك، وأنك تكتب في موقع في الجول".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات