كتب : خالد طلعت | الثلاثاء، 20 يوليه 2010 - 12:14

مسرحية "متعب رايح جاي"!

عاش الوسط الرياضي في مصر على مدار شهرين كاملين مسرحية هزلية بعنوان "متعب رايح جاي" تناولت فصولها قصة لاعب يرغب في الرحيل إلى أوروبا فيما يحاول مسؤولو فريقه بشتى الطرق منعه الابقاء عليه لعدم نجاحهم في ضم مهاجم بديل.

المشهد الأول

عبارات غزل متبادلة بين متعب ومسؤولي الأهلي، فالأول يؤكد أنه يبحث عن رحلة احتراف أوروبي بعد انتهاء عقده مع الأهلي، وأنه سيبقى مع الفريق الأحمر اذا لم يجد عرضا مناسبا، فيما أكد مسؤولي الأهلي أن متعب ابن النادي وأنه باب النادي مفتوح له في أي وقت.

المشهد الثاني

حديث من وكيل اللاعب نادر شوقي بوجود عروض احتراف في أندية أوروبية كبيرة لمتعب من بينها أندية إنجليزية وأسبانية وألمانية وإيطالية، قبل أن تتبخر كافة هذه العروض ويتبقى عرضا رسميا واحدا فقط من نادي ستاندر لييج البلجيكي.

المشهد الثالث

دخول الأهلي في مفاوضات جديدة مع اللاعب في تمديد تعاقده، وترك اللاعب بذكاء شديد الباب مفتوحا وبدأ في الدخول في مفاوضات مع الناديين الأهلي وستاندر في وقت واحد للوصول لأعلي عرض مادي مناسب.

بدأ الأهلي عرضه بثلاثة ملايين جنيه سنويا، فيما بدأ ستاندر لييج عرضه بـ500 ألف يورو سنويا، وبدأ اللاعب يلاعب الطرفان فبدأ كل منهما في رفع المقابل المادي، فرفع الأهلي عرضه إلى أربعة ملايين جنيه، ليقوم ستاندر لييج برفع عرضه مجددا إلى 800 ألف يورو ليختار متعب العرض الأعلي وهو العرض البلجيكي ويوقع تعاقده الرسمي مع النادي.

المشهد الرابع

تأكيدات من مسؤولي الأهلي ببقاء اللاعب في صفوف الفريق رغم توقيعه للنادي البلجيكي، فيما استهزأ وكيل اللاعب بهذه التصريحات مؤكدا أنها غير صحيحة بالمرة وأن متعب لن يعود للأهلي، واستمر هذا المشهد لفترة طويلة زادت عن الأسابيع الثلاثة وأصاب متابعي المسرحية بالملل، خاصة وأن متعب بطل المسرحية اختفى تماما عن هذا المشهد ولم يظهر فيه ملتزما الصمت، وهو ما أثار الريبة والقلق، كما أثار غضب المشاهدين لغياب النجم الذي دفعوا نقود لمشاهدته على خشبة المسرح.

المشهد الخامس

متعب يظهر أخيرا على خشبة المسرح ولكن يا ليته ما ظهر، فاللاعب أمسك بالعصا من المنتصف، ولم يغضب وكيله، كما لم يغضب مسؤولي الأهلي، وأكد أنه ملتزم بتعاقده مع ستاندر ليج وسينفذه، فيما ترك الباب "مواربا" ويؤكد أنه سيبقى في الأهلي في حالة واحدة هي عدم التزام النادي البلجيكي ببنود تعاقده معه من مقدم تعاقد، وشقة فاخرة وسيارة فاخرة، وكأنه يريد تعجيز النادي ومحاولة البحث عن حجة أو شماعة للبقاء في الأهلي.

المشهد السادس

وهو أكثر مشاهد المسرحية كوميديا حيث يسافر متعب لاجراء الكشف الطبي في ستاندر ليج، وعقب ركوبه الطائرة يعلن الطيار أن محركات الطائرة توقفت عن العمل وأن الرحلة تم تأجيلها في مشهد نادرا ما يتكرر حتى في طيران جيبوتي، ليعود متعب ويؤجل سفره 24 ساعة يجري خلالها جولة مفاوضات جديدة مع الأهلي.

المشهد السابع

يسافر متعب إلى بلجيكا ويجتاز الكشف الطبي بنجاح (ربما على عكس رغبته)، ويتفاجأ بأن النادي البلجيكي التزم تماما بكل بنود تعاقده (على عكس توقعاته) وأنه نادي يلتزم بتعاقداته على عكس معظم الأندية المصرية.

المشهد الثامن

الأهلي يفشل في التعاقد مع مهاجم جيد جديد بدلا من متعب بعدما قام بتجربة العديد من المهاجمين الأفارقة والعرب والبرازيليين، ويشعر مسؤولو النادي بالخطر خاصة في ظل رحيل أحمد بلال وهاني العجيزي، واصابة أسامة حسني، وعدم الاقتناع بمستوى فرانسيس، والاصابات المتكررة لمحمد فضل، بالاضافة لعدم وضوح الرؤية بالنسبة لأزمة جدو، وبالتالي لا يجد الأهلي مخرجا من هذا المأزق سوى الابقاء على متعب بأي شكل وبأي ثمن.

المشهد التاسع

يخرج محمود الخطيب نائب رئيس النادي الأهلي قبل سفر متعب بساعات ليؤكد علمه بوجود مشكلة خاصة بالتجنيد قد تعيق متعب من السفر وقد تبقيه في الأهلي، فيما تأكدت من وكيل اللاعب أنه لا توجد أي مشكلة وأنه سيسافر بأمر طبيعي للانضمام لستاندر لييج، خاصة وأنه سافر منذ أيام قليلة لاجراء الكشف الطبي ولم يقم أحد بمنعه من السفر سوى محركات الطائرة الحمراء، قبل أن يسافر في اليوم التالي دون أي مشاكل.

المشهد العاشر

فوجىء متعب ووكيله في مطار القاهرة بمنعه من السفر بسبب التجنيد، ولم يكن كلاهما يعلم بوجود أي مشكلة، فيما كان الوحيد الذي يعرف هذه الأزمة في مصر هو محمود الخطيب فقط، وهو مشهد يضفي مزيدا من الضحك للمسرحية الكوميدية.

ويأتي منع متعب من السفر بدعوى أنه مطلوب في التجنيد في فبراير المقبل، وهو أمر غير منطقي لسببين، الأول هو أنه حتى ولو كان مطلوبا للتجنيد في فبراير فمن حقه أن يسافر حاليا حيث يتبقى أكثر من ستة أشهر، أما السبب الثاني فهو أن متعب مازال يدرس وفي فبراير المقبل سيكون مازال طالبا وبالتالي فمن حقه أن يحصل على تأجيل للتجنيد حتى ينهي دراسته.

وكيف للاعب ووكيله وهو من أفضل الوكلاء الموجودين على الساحة وأكثرهم ثقافة ألا يضعوا في حسبانهم أمر التجنيد رغم أنهم يسعون لأمر الاحتراف منذ أكثر من عام كامل، وهي أزمة معروفة وتعرض لها العديد من اللاعبين من قبل.

المشهد الأخير

يعود البطل لأحضان البطلة على أنغام أغنية "انت الغالي يا حبيبي" وسط تصفيق حاد من الحضور في المسرحة وفرحة عارمة ليعودوا إلى بيوتهم وهم سعداء، ويخرج متعب على خشبة المسرح لتحية الجمهور ممسكا بيد مخرج المسرحية محمود الخطيب، ومؤلف المسرحية عدلي القيعي، بالاضافة لباقي الممثلين وضيوف الشرف.

نقطة أخيرة

رغم معرفة نهاية المسرحية الا أنه يتبقى نقطة واحدة غامضة تركها المخرج لخيال الجمهور دون أن يوضحها لهم، وهي هل متعب شريكا في وضع كلمة النهاية بالاتفاق مع مسؤولي الأهلي على هذا السيناريو لإيجاد مخرج لأزمة عقده مع ستاندر لييج والهروب من توقيع عقوبات على اللاعب من قبل الفيفا لفسخ تعاقده بسبب ظروف قهرية، أم أنه مضطر للخضوع إلى الأمر الواقع الذي فرضه عليه الأهلي؟

أنا شخصيا أميل للسيناريو الأول، وهو سيضفي على المسرحية مزيدا من الاثارة والمتعة، ويضفى على البطل مزيدا من الذكاء والحنكة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات