كتب : وليد الحسيني | الخميس، 09 سبتمبر 2010 - 02:25

كبيرة عليهم!!

تزايدت شكاوي الرأي العام في مصر في الأونة الأخيرة، وربما تكون شكوى الرأي العام المستمرة من السوء الذي تعاني منه مصر في السنوات الأخيرة ينسحب على جميع القطاعات، ويبدو أن الأزمة الحقيقية التي تعانيها مصر في السنوات الماضية تكمن في كون الجالسين على المقاعد أقل بكثير من اسم وحجم البلد، والرياضة قطاع من القطاعات التي تعاني وبشدة، لأن كراسي أغلب المسؤولين كبيرة عليهم .

المسؤولون عن الرياضة المصرية سبب رئيسي وراء الأزمات التي تعانيها، فهل يعقل أن يكرم رئيس الوزراء أصحاب الميداليات في الدورة الأولمبية للشباب التي أقيمت مؤخرا في سنغافورة دون أن تتم دعوة رئيس اتحاد الجمباز الذي حقق منتخبه أول ميدالية لمصر في الجمباز الإيقاعي منذ عام 1912، بل إنها أول ميدالية تحرزها لاعبة مصرية في التاريخ.

وقف رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر، وراء إبعاد عمرو السعيد رئيس اتحاد الجمباز بعد قرار حل الإتحاد لأسباب شخصية بحتة بصرف النظر عن الأسباب التي ساقها رئيس المجلس القومي للرياضة لحل مجلس إدارة اتحاد الجمباز من نوعية الهروب من دفع تكاليف إقامة بعثة الجمباز في بطولة أفريقيا التي أقيمت في نامبيا بعد أن حقق منتخب الجمباز 57 ميدالية، وشارك بأكبر بعثة في الدورة الأولمبية للشباب.

السبب الحقيقي وراء أزمة صقر - السعيد، أن رئيس إتحاد الجمباز أجرى مقابلة مع الموقع الإلكتروني لشبكة الـ"سي.إن.إن" خلال أزمة مصر والجزائر الكروية وأعلن فيه رفضه قرار صقر بتجميد النشاط الرياضي مع الجزائر، ونقلت العديد من الصحف المصرية مقتطفات من تلك المقابلة مما وضع صقر في موقف حرج أمام الرأي العام المصري، ناهيك عن موقف رئيس اتحاد الجمباز خلال انتخابات اللجنة الأولمبية المصرية والذي اختلف عن وجهة نظر صقر، خاصة وأن رئيس المجلس القومي يتعامل مع روؤساء الاتحادات باعتبارهم موظفين لديه، وغير مسموح لأحد بالخروج من القطيع، وسريعا تراجع صقر عن قراره.

الكراسي كبيرة أيضا على مجلس إدارة نادي الزمالك، وبالتجارب المتتالية ثبت أن المسألة كبيرة في ميت عقبة على أعضاء المجلس، وكان التراجع المثير للمجلس الأبيض في أزمة جدو خير دليل على ذلك، وقبل ذلك مواقف عديدة، فالزمالك لم ينجح في ضم لاعب دخل النادي الأهلي في السباق عليه، كما أن مجلس إدارة الزمالك أقام الدنيا الموسم الماضي في أزمة مشاركة أحمد عيد عبد الملك لاعب حرس الحدود في الدور الأول التي خسرها الفريق، وهدد بكل شيء وجر من ورائه جماهيره العريضة، وانتهى الأمر في النهاية إلى لا شيء.

مجلس إدارة النادي الأهلي رفع منذ سنوات العديد من شعارات المبادئ والقيم والأخلاق الرفيعة والحميدة، ولكن في المواقف الجادة يتناسى المجلس الأحمر تلك الشعارات التي تعيش عليها جماهيره الغفيرة في كل أنحاء الوطن العربي، فعماد متعب مهاجم الأهلي السابق رفض بشدة تجديد عقده مع النادي وتمسك بالرحيل من أجل حلم الاحتراف، ورفض كل المحاولات التي بذلت معه لإقناعه بالإستمرار.

والأن وبعد أن أنهى متعب مغامرته مع نادي ستاندر لييج البلجيكي بطريقة ودية كلفته نصف مليون يورو لأسباب لا يعلهما سوى اللاعب نفسه، يسعى مجلس إدارة النادي الأهلي وراء متعب للتعاقد معه من جديد بعد أن وضح في الأسابيع القليلة الماضية حاجة الفريق لجهوده، متناسيا كل ما رفعه من شعارات من أجل لاعب مميز، بل أن النادي سيتحمل الجزء الأكبر مما دفعه متعب للنادي البلجيكي.

وضع مجلس إدارة النادي الأهلي ثقته في هادي خشبة كمدير للكرة وسيد عبد الحفيظ كمنسق للجنة الكرة، وبمرور الوقت ثبت أن كليهما أقل بكثير من الكراسي التي يحتلونها، فهادي خشبة لم ينجح في التفاوض مع أي لاعب سواء لتجديد عقده أو التعاقد مع لاعب جديد، كما أن عبد الحفيظ يتهرب من الرد على استفسارات الإعلام ويحتفظ لنفسه بالأخبار ليذيعها حصريا في برامجه الإذاعية والتليفزيونية، وهو أمر لا يوصف إلا بـ"العيب" سواء على عبد الحفيظ نفسه أو على لجنة الكرة التي اختارته.

في السنوات الأخيرة زاد بشكل كبير عدد البرامج الرياضية سواء اليومية أو الإسبوعية في المحطات التليفزيونية، وبالتالي بحثت تلك المحطات عن مقدمين لتلك البرامج بصرف النظر عن القدرات والمؤهلات، وكل المطلوب أن تكون لاعب كرة قدم سابق فقط لا غير على اعتبار أن الجماهير تقتنع بكلام النجم.

ولكن بمرور الوقت ثبت أن الغالبية العظمى من مقدمي البرامج الرياضية أقل بكثير من أن يخرجوا على الرأي العام، خاصة وأن تأثير تلك البرامج كبير على الجماهير، ومع ضعف ثقافة ووعي المقدمين، وهنا تكون الكارثة، ولعل أزمة الجزائر مازالت ماثلة في الأذهان، عندما جر مقدمي البرامج الرياضية الجماهير ورائهم لحالة من الاحتقان والغضب، وسريعا تراجع الجيمع عن مواقفهم بمجرد صدور التعليمات.

على الهامش

الموقف الذي اتخذه الجهاز الفني لمنتخب مصر من الإعلام خلال تدريب يوم الجمعة الماضي ورفضه الرد على أسئلة الإعلام، غريب ويحتاج لتفسير، فالجهاز الفني للمنتخب هو من حدد يوم الجمعة لوجود الإعلام في التدريب، بما يعني أن أحدا لم يجبر الجهاز الفني على ذلك، وكان من الممكن أن يرفض جهاز المنتخب وجود الإعلام وبلاش وجع دماغ!! أما أن يحدث ما حدث فهو أمر غير مقبول.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات