كتب : خالد طلعت | الأربعاء، 27 أكتوبر 2010 - 23:06

حسام جوارديولا يتفوق على طلعت مورينيو

اعتلى الزمالك صدارة الدوري الممتاز للمرة الأولى منذ سنوات طويلة عقب تغلبه على اتحاد الشرطة في مباراة القمة للدوري الممتاز والتي جمعت بين صاحبي المركزين الأول والثاني في البطولة.

وتبادل الفريقان مركزيهما في جدول الدوري ليقفز الزمالك لصدارة البطولة ويتراجع الشرطة للمركز الثاني في مباراة جمعت بين اثنين من أفضل مدربي الدوري الممتاز وتفوق فيها العميد بفكره التكتيكي الواضح ليلحق بطلعت يوسف أول هزيمة هذا الموسم.

وفي رأيي فإن طلعت يوسف يشبه في طريقة ادارته للمباريات بالمدرب الداهية جوزيه مورينيو المدير الفني الحالي لريال مدريد الإسباني ومدرب إنتر ميلان السابق، بحيث يدير المباراة بطريقة دفاعية خانقة بتكثيف عدد اللاعبين في خط الدفاع ووسط الملعب ويعتمد على الهجمات المرتدة لتسجيل أهداف.

ونجح مورينيو في اقتناص بطولتي الدوري الايطالي ودوري أبطال أوروبا مع انتر ميلان في الموسم الماضي بهذه الطريقة رغم أن أداء الفريق لم يكن ممتعا ولكنه عرف من أين تؤكل الكتف وكيف يفوز بالمباريات.

ويخوض يوسف المباريات بطريقة مشابهة للغاية حيث يلعب دائما بهدف أساسي وهو ألا يخسر، واذا نجح في الفوز يكون "خير وبركة" وان لم يستطع فأضعف الايمان أن يحصد نقطة، وهي طريقة رائعة جعلته يتصدر الدوري بدون هزيمة حتى الأسبوع الثامن.

على الجانب الأخر يذكرني حسام حسن كثيرا بالإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة الإسباني، فكلاهما مدربان صغيران في السن حديثي الاعتزال وسنهما قريب من سن لاعبي فريقيهما لذلك يدركان جيدا كيف يتعاملان معهما من الناحية النفسية.

ويلعب كلا من جوارديولا وحسن ليس لمجرد الفوز فقط وحصد الثلاث نقاط، ولكنهما يبحثان أيضا عن الأداء الجيد المرضي للجماهير، ويعتمد جوارديولا بشكل كبير على لاعب مهاري هو الأفضل في العالم وهو ليونيل ميسي، فيما يعتمد العميد على لاعب أخر يتشابه مع ميسي في الأداء ويختلف معه تماما في الشكل وهو الجوهرة السمراء شيكابالا.

جوارديولا أيضا هو مكتشف النجوم ومنح الفرصة للاعبين صغار في السن مع الفريق الأول وكانوا اضافة كبيرة له وأصبحوا لاعبين أساسيين مثل بويان كريكيتش وبيدرو رودريجز وجيرارد بيكيه، وهو ما فعله العميد مع الزمالك باكتشاف العديد من اللاعبين صغار السن ومنحهم فرصة للتألق مثل عمر جابر وعلاء علي وحازم إمام ومحمد إبراهيم وحسام عرفات وأحمد توفيق.

وأدار العميد مباراة الشرطة بطريقة رائعة حيث لعب أمام طلعت يوسف بطريقته مطبقا المثل "لا يفل الحديد الا الحديد" حيث لعب حسام حسن بكثافة عددية في وسط الملعب بالدفع بهاني سعيد ليلعب بثلاثة في وسط الملعب وأمامهم علاء علي وشيكابالا، وهو ما ضيق المساحات أمام لاعبي الشرطة وجعل الزمالك يستحوذ على منطقة وسط الملعب وكان هاني سعيد أبرز نجوم اللقاء.

وفي الشوط الثاني فاجأنا حسام حسن بسحب أحمد جعفر المهاجم الوحيد ودفع بمحمد إبراهيم ليلعب الزمالك بدون رأس حربة ولكنه رغم ذلك سيطر على المباراة وشكل خطورة على مرمى الشرطة عن طريق القادمون من الخلف.

الدفع بحازم إمام أيضا كان موقف يستحق الاشادة لاعادة اللاعب لهدوئه النفسي واعادة بث الثقة فيه بعد الأزمات الكثيرة التي حدثت له في الزمالك في الفترة الأخيرة.

حسام أيضا له بصمة واضحة على أداء شيكابالا الذي تخلص من الفردية وأصبح أدائه جماعي لخدمة الفريق وليس اللعب للاستعراض ولمصلحة نفسه، وهو ما أتى أثاره بالايجاب في الفترة الأخيرة خاصة بعد رحيل الشخص الذي كان يدلله ويدلعه.

ويستحق حسام اشادة بالغة خاصة وأنه فقد 16 من لاعبيه خلال الفترة السابقة للانضمام للمنتخبات المختلفة ولم يستطع تجهيز الفريق بالشكل الكامل، بعكس طلعت يوسف الذي كان يمتلك جميع لاعبيه وقام بتجهيزهم طوال شهر كامل.

نقطة أخيرة:

أكثر ما أعجبني في العميد في لقاء الشرطة ليس طريقة ادارته الفنية للقاء، ولكن هدوءه الشديد في التعامل مع أحداث المباراة بدون عصبية وهو ما جعله يفكر في التبديلات بطريقة سليمة، ولن أطالب العميد بالكشف لنا عن نوع المهدئات الذي تناوله والذي كان مفعوله أكثر من رائع، ولكني سأطالبه فقط بالكشف عنه لشخص واحد فقط وهو توأمه إبراهيم.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات