كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 01 ديسمبر 2010 - 22:30

الأهلي رايح جاي!!

يبدو أن النادي الأهلي دخل خلال الفترة الأخيرة مرحلة جديدة في تاريخه، ولم يعد مقبولا ما يحدث على كافة الأصعدة.

فالمبارزات مستمرة والتصريحات ونفيها أصبح من الأمور المعتادة التي تحدث داخل الأهلي، فمجلس إدارة النادي لا يريد أن يتحدث عنه أحد، ويستنكر كل يوم تصريحات تصدر على لسان أحد المنتمين له، وتتحمل وسائل الإعلام مسؤولية ما يحدث في النهاية.

فعندما خرج نجمه الأول محمد أبوتريكة بتصريحات عقب لقاء منتخب مصر أمام أستراليا وقال إنه يرتاح في التعامل مع حسن شحاتة ومانويل جوزيه، قامت الدنيا ولم تقعد لأن البعض فسر التصريح بأن أبوتريكة غبر مرتاح للتعامل مع المدير الفني حسام البدري قبل استقالته بأقل من أسبوع ، واتهمت وسائل الإعلام بأنها السبب الأول والوحيد وراء تلك الأزمة.

تكرر الأمر نفسه من مصطفى يونس قائد فريق النادي الأهلي الأسبق عندما خرج عبر برنامجه الفضائي ليهاجم إدارة النادي ويتهمها بأنها السبب الأول وراء ما يحدث في فريق كرة القدم.

واتهم مسؤولي النادي بالتربح من وراء عمليات بيع وشراء اللاعبين، وواصل هجومه الشرس على إدارة الفريق بعد التغييرات التي تمت في الجهاز الفني، إلا أن يونس تراجع بعد أقل من 24 ساعة عن تلك التصريحات بل وأبدى أسفه واعتذاره عن هجومه على إدارة النادي، وكيف أنهم جميعا من أصدقاء الملعب الذين يكن لهم كل احترام ، بعد أن تعرض لهجوم حاد من قناة النادي، وتسريب أنباء تفيد تقدم النادي بشكوى ضده لاتحاد الكرة على اعتبار أنه مدرب منتخب الشباب.

تصريحات أبوتريكة ومن بعده يونس تؤكد أن إدارة الأهلي فقدت الكثير من وقارها وهيبتها في نظر أبنائها قبل الأخرين، وأن الأهلي لم يعد بنفس الهيبة والقوة التي كان عليها من قبل، سبقت تصريحات أبوتريكة ويونس العديد من الإنتقادات الحادة لجماهيره في ملاعب كرة القدم، وتعليق لافتات مسئية للنادي وتتهم إدارة النادي بالضعف والهوان وتذكريهم الدائم برئيس النادي الراحل صالح سليم، وكيف كان رجلا قويا وجسورا أمام الأخرين وأنه من صنع هيبة الأهلي.

كما أنه غير مقبول أن يتراجع أحد عن كلامه أو الالتفاف عليه لمجرد غضب من انتقدهم لأن ذلك يفقدهم احترامهم أمام أنفسهم أولا وأمام الرأي العام ثانية .

المؤكد أن هناك شيئا ما خطأ حدث داخل النادي الأهلي ، وأن مسؤوليه لم تعد لهم نفس القيمة والثقة، بدليل التخبط الشديد الذي اكتنف النادي في الفترة الأخيرة ، فالأهلي لأول مرة يتخذ قرارا بالتعاقد مع ثلاثة مدربين في موسم واحد، بعد الإطاحة بحسام البدري والتعاقد مع زيرو لنهاية الدور الأول، على أن يتم التعاقد مع مدرب جديد في بداية الدور الثاني مهما كانت نتائج الجهاز الفني الجديد بقيادة زيزو.

كما أن الأمور الفنية داخل الفريق لم تعد مستقرة كما كانت، والأحاديث الجانبية والسرية تشير الى حدوث تغيير كبير في طريقة إدارة النادي .

هيبة الأهلي فقدت في الأونة الأخيرة بدرجة كبيرة، وهل هناك أوضح من ضرب لاعبي الأهلي بتعليمات إدارة النادي عرض الحائط في قضية تصوير إعلانات لصالح إحدى شركات الهاتف المحمول المنافسة للراعي الرسمي للنادي؟!

فرغم أن النادي لديه عقد رعاية من إحدى الشركات، إلا أن بعض لاعبي الفريق قاموا بالتعاقد مع شركة منافسة ، وقاموا بتصوير حملة إعلانية لصالحها وعندما احتدمت الأزمة طالبت الإدارة لاعبيها بالتراجع عن ذلك ، إلا أنهم عادوا وكرروا الأمر نفسه غير مهتمين بتعليمات الإدارة .

لاشك أن الإدارة الحالية التي تحتمي بنجومية رئيس النادي حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب ارتكبت العديد من الأخطاء، التي كانت وراء كل ما يحدث في القلعة الحمراء، والخوف كل الخوف أن يصبح الأهلي مثله مثل بقية اخواته في الأندية المصرية، ويفقد اتزانه وثباته.

فالإدارة الأهلوية مسؤوله عما يحدث من خلط بين عمل مسؤوليه، فالتعاقدات داخل النادي غير معروف من المسؤول عنها فهل هو عدلي القيعي كما كان، أم هو محمد عبد الوهاب عضو مجلس الإدارة السابق؟ فالأول غاضب من تدخل الثاني في المفاوضات مع عدد من اللاعبين الذي يرغب النادي في ضمهم وأخرهم محمود أبوالسعود حارس مرمى فريق المنصورة السابق قبل انضمامه لفريق الأهلي ، كما أن الإدارة جاءت بهادي خشبة مديرا للكرة قبل رحيله رغم أنه لا يمتلك مواصفات مدير الكرة.

النادي الأهلي في حاجة لإعادة ترتيب البيت من الداخل قبل اللوم على وسائل الإعلام أو منتقديه، وعلى إدارة النادي أن تعلم أن النتائج الطيبة في كرة القدم لا تحمي مجلس الإدارة دائما ، لأن السقوط في كرة القدم قادم ووارد لأي فريق ، فالأهلي ظل متربعا على عرش الكرة المصرية طيلة سنوات ، ولكن عندما إهتز الفريق ظهرت الإنتقادات ، وهو أمر لا يعيب احدا ، ولكن العيب أن نرفض هذه الانتقادات لأنه لم تظهر الإدارة الكاملة على وجه الأرض ، وأي إدارة معرضة للنقد والغضب ولكن عليها أن تحتوي هذا الغضب وهذه الإنتقادات دون مكابرة أو غضب أو تسريب انباء بالتهديد والوعيد بالإصلاح .

إذا كان البعض يحمل وسائل الإعلام – خاصة الفضائي – مسؤولية العديد من الأزمات التي تثار في الوسط الرياضي بشكل عام والكروي شكل خاص، فهذا صحيح بدرجة ما، لأن كثرة البرامج الرياضية مقارنة بالمنتج الرياضي الضعيف يسبب بعض الأزمات، وغير معقول أن يصل عدد ساعات البث للبرامج الرياضية إلى أكثر من 24 ساعة يوميا، وكلها برامج تعيد وتكرر بنفس الأخبار المنقولة من مواقع الإنترنت التي أصبحت تقود الإعلام التليفزيوني، هذا موضوع أخر يحتاج للمناقشة.

ملاحظة أخيرة:

ريال مدريد تعرض لهزيمة قاسية أمام غريمه برشلونة بخماسية نظيفة مع " عرض" مبهر ولم تفكر إدارة الريال في إقالة مدربها جوزيه مورينهو ، فكيف كان الحال فيما لو تعرض فريق مصري كبير لهذه الهزيمة أمام غريمه التقليدي .. هذا هو الفارق بين إدارة واثقة وأخرى مهتزة ؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات