كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 22 ديسمبر 2010 - 17:50

فلوس الجبلاية وغضب الأهلي وعناد المنتخب !!

شهد الإسبوع الماضي العديد من المواقف التي تستحق التوقف أمامها والتعليق عليها سواء فيما يخص منتخب مصر أو النادي الأهلي أو إتحاد الكرة .

فقد كشفت الأزمة التي يواجهها فريق الاهلي في الفترة الأخيرة ، عن كم الغضب الذي شعر به جمهور الأهلي ، بسبب النقد الذي تعرض له الفريق في وسائل الإعلام ، فجماهير الأهلي ومن خلفها إدارة النادي لم تتحمل قسوة نقد الإعلام تجاه ما يحدث في الفريق ، وأبدت تلك الجماهير وإدارة النادي غضبهما الشديد من قسوة الإعلام على الفريق، في الوقت الذي وجهت فيه وسائل الإعلام النقد المستمر لفريق الزمالك لسنوات طويلة ولم تشتك فيه الإدارت المتتالية للنادي من ذلك - مجرد ملاحظة على الهامش - !!

عدد من جماهير الأهلي وكذلك إدارة النادي تعاملت مع نقد الإعلام للفريق الأحمر ، على أنه نوع من تصفية حسابات قديمة ، على إعتبار أن الإعلام المصري لم يجرؤ على نقد الأهلي خلال ست سنوات ماضية كان يحصد خلالها الفريق الألقاب والبطولات ، وأنه عندما تراجع مستوى الفريق وساءت نتائجه هجم الإعلام الرياضي هجمة شرسة على الفريق وإدارته ، لتخليص القديم والجديد وهو أمر غير صحيح في كثير من الأحيان .

إدارة النادي الأهلي على وجه التحديد رافضة توجيه أي إنتقاد لها ولفريقها ، على إعتبار أن هبوط المستوى الذي يعانيه الفريق حاليا أمر وارد وعادي في كرة القدم ، بنظرية أنه لا يوجد فريق في العالم يقوز دائما ، وتناست تلك الأصوات الغاضبة أن سوء النتائج والعروض لابد وأن له أسبابا تتحملها إدارة النادي التي تراخت في إدارة الفريق خلال الشهورالماضية ، وعندما يحدث ذلك لابد وأن يتم النقد ومحاسبة المقصرين ، وكذلك تناست الإدارة الأهلاوية أن الإعلام الذي تشتكي منه هو نفسه الذي سبق له وأشاد بالفريق في فترة الإنتصارات ، وإذا كانت قد إرتضت بالإشادة فعليها الرضى بالنقد .

إدارة الأهلي وجماهيرها غاضبة للغاية من وسائل الإعلام التي إنتقدت الفريق لأيام معدودة وسيتوقف هذا النقد سريعا بمجرد أن يستعيد الفريق جزءا من مستواه السابق ، في الوقت الذي كال فيه الإعلام النقد المستمر في عرض متواصل لفريق الزمالك على مدار سنوات وليس لأيام أو لأسابيع ، ولم يتبرم أحد من مسؤولي البيت الأبيض من هذا النقد اللاذع .

- تعالت أصوات وصراخ مسؤولي إتحاد الكرة من حديث وسائل الإعلام عن الهديا العينية والفلوس التي حصلت عليها بعثة المنتخب المصري في قطر على هامش اللقاء الودي الذي جرى الإسبوع الماضي ، لدرجة أن رئيس الإتحاد سمير زاهر ، خرج في البرامج الفضائية " الملاكي " ليهدد بالشكوى لوزير الإعلام أنس الفقي ضد البرامج التي تنتقد سلوك المسؤولين في الإتحاد ، وطالب عضو مجلس الإدارة مجدي عبد الغني ، وسائل الإعلام بضرورة إحترام الإتحاد وعدم الإساءة له حتى لا نسيء لصورة مصر أمام الأخرين .

تناسى رئيس الإتحاد وعضو مجلس الإدارة ، أن يذكروا أنفسهم بما طالبوا به وسائل الإعلام ، وكان يجب عليهم أن يتذكروا إسم بلادهم قبل أن يذكروا الأخرين به ، وفات عليهما سؤال أنفسهما عن سبب تجدد الحديث عن هذا الأمر المشين في كل سفرية للمنتخب إلى إحدى الدول الخليجية ، بل لماذا قرر المجلس القومي للرياضة سفر المدير المالي لإتحاد الكرة ليتسلم المقابل المادي المتفق عليه والمقدر بـ 175 ألف دولار ؟ ولاشك أن قرار سفر مسؤول من الجهة الإدارية مع بعثة المنتخب إلى قطر يحمل في طياته شكوكا من الدولة في مسؤولي الجبلاية بعد فضيحة " علب دبي " قبل عامين ، ولكن فات على المجلس القومي للرياضة أن تواجد أحد مسؤوليه في قطر لن يمنع شيئا طالما أن النوايا سيئة والضمائر ميتة والحديث عن الشرف مجرد كلام ومجرد " أكليشهات الاعلامية " ، بالمناسبة لماذا لم ترأس مجدي عبد الغني بعثة منتخب مصر في قطر ، رغم أن الدور كان على محمود الشامي عضو مجلس الإدارة ؟!!!

شهوة جمع الأموال لدى مسؤولي الجبلاية متأصلة وقديمة منذ سنوات ، وهناك واقعة لا يعلهما البعض حدثت قبل سنوات مع منتخب الشباب الذي كان يقوده شوقي غريب عندما إستولى رئيس البعثة على هدايا اللاعبين في إحدى الدول الخليجية ، التي منحت كل لاعب 20 ألف دولار على سبيل الهدية ، إستلهما رئيس البعثة ومنح كل لاعب ألفي دولار فقط ، وحصل لنفسه على الباقي .

- أوضحت مباراة مصر وقطر الأخيرة أن هناك سلبيات عديدة في صفوف الفريق المصري ، لابد من علاجها سريعا قبل لقاء جنوب أفريقيا في مارس المقبل ، وقبل فوات الاوان ، خاصة وأن خسارة الفريق - لا قدر الله - ستعني خروج الفريق من سباق التصفيات الأفريقية بنسبة كبيرة ، وقد إعترف الجهاز الفني بتلك السلبيات ، وعليه الإبتعاد عن سياسة العناد التي يتبعها في الفترة الأخيرة وإعلاء مصلحة الفريق عن ما دونها .

قد تكون دورة حوض النيل المزمع إقامتها الشهر المقبل في القاهرة ، فرصة أمام الجهاز الفني للمنتخب لإصلاح الأخطاء التي إرتكبها في الفترة الماضية ، رغم أن مستوى المنافسة لن يكون عاليا ، ورغم التحفظ الكبير على إقامة هذه الدورة في القاهرة ، وإن كانت الأسباب السياسية من ورائها أكبر من أسبابها الكروية ، وعلى الجهاز الفني الذي مازالت الجماهير المصرية تثق فيه حتى الأن ضم اللاعبين الذين يستحقون تمثيل مصر دوليا بعيدا عن المجاملات أو التكريم .

على الهامش :

زف خبر الصلح بين رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر ونظيره الجزائري محمد روراوة في قطر ، على إعتبار أنه فتحا كبيرا ، رغم أن الأمر لم يشغل بال أحدا سواهما سواء في مصر أو في الجزائر ، ولكن لم يلفت نظر البعض أن من وافقوا على الصلح في قطر سبق لهما ورفضاه قبل ما يقرب من شهرين في السعودية بدعوة من الأمير سلطان بن فهد ، ووافقا على طلب بن همام لأن المصالح تحكم !!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات