كتب : هاني حتحوت | الإثنين، 27 يونيو 2011 - 17:47

رحلة في دماغ الحضري

يمتلك عصام الحضري دماغا مثل البشر كافة ربما تميزت بالقدرة على جعله يتألق بشكل مبهر بين أقرانه من حراس المرمى، لكن المؤكد أن بها جزءا مبهما للغاية .. لا تستطيع دماغي ترجمته.

انضم الحضري إلى الأهلي صاحب الشعبية الأكبر في مصر، وبعد وقت طويل صار الحارس الأول في مصر والعالم العربي ونال العديد من الألقاب ورحل لنادي عملاق يدعى سيون السويسري.

هروب الحضري غير المبرر كلفه ما يقرب من المليون دولار، لكن ربما السبب أن سعيه للاحتراف أو مشاكله مع مانويل جوزيه في الأهلي هي السبب، إذن فلماذا ترك سيون؟ ما علينا.

انتقال الحضري للإسماعيلي واحتفاؤه بالمانجو كرمز للدراويش ثم رحيله للزمالك ليثير مشاكل أيضا طلب بعدها الانضمام للمريخ السوداني قبل أن يطل علينا بأنه "مش قادر" يكمل!

غريب أن تكون الدماغ التي تقود الحضري ليكون أفضل حارس مرمى في تاريخ مصر هي نفسها الدماغ التي تقوده لتصرفاته.

الإدراك له جزء خاص في الدماغ، فمن يتحكم به في دماغ الحضري؟ سؤال يحيرني كلما وجدته يترك نادي إلى آخر معلنا أنه يرغب في البقاء فيه للأبد، ثم يطلب الرحيل بعد شهور.

العديد ممن تعاملوا مع الحضري اتهموه بالمادية، ولا أرى في ذلك منطقا لأنه في النهاية طموح حتى لو طموح مادي، لا يبدو الأمر متوقف عند الأموال.

هل المال هو السبب؟ ربما وجد تلك المشكلة في الإسماعيلي والزمالك اللذين يعانيان الفقر عادة مثل الشعب المصري، لكن هل وجدها في الأهلي أو سيون أو المريخ؟

هل غياب طموح البطولات هو السبب؟ قالها أثناء رحيله من الإسماعيلي، وترك الأهلي في أوج قوته والزمالك وهو على قمة الدوري والأمر نفسه مع المريخ.

لا أعتقد أن الحضري ـ ذا الـ38 عاما ـ لايعلم ما يريده بفضل خبرة متراكمة من المؤكد أنها جعلته يدرك ما يدور حوله جيدا، حتى وإن كان هناك مؤثرات خارجية، لكن الأكيد أنه يفكر في شيء ما لا نعلمه جميعا!

حقيقة علمية: تعمل دماغ الإنسان بأقصى طاقتها عندما يكون في سن 39، ثم تبدأ في التراجع بوتيرة سريعة إذ يعجز جسم الإنسان عن إصلاح الطبقة التي تغطي الخلايا العصبية والتي تتيح الانتشار السريع للإشارات حول الجسد والدماغ.

هل فشل الحضري وهو في سن الـ38 من تحقيق ما يريده ولا أعلمه؟

حتحوت على تويتر

حتحوت على فيسبوك

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات