كتب : ضياء الدين محمد | الإثنين، 05 أغسطس 2013 - 00:11

المخطط الـصهيو ميسي

ميسي إسرائيل‎

انضم ليونيل ميسي نجم برشلونة ومنتخب الأرجنتين، إلى قائمة المشاهير المغضوب عليهم من ملايين العرب إن لم يكن قد اندرج في قائمة الأعداء، بسبب صورة التقطت له عند حائط المبكى في القدس.

ليس دفاعا عن ميسي، فالله يعلم أن كاتب المقال قد يكون ضمن عشرة أشخاص على مستوى العالم يتابعون الكلاسيكو دون أدنى شدة أعصاب أو توتر كونه لا يشجع برشلونة ولا يناصر ريال مدريد.

ولكن إيمانا بدور الإعلام في تثقيف المتلقين، كان يجب علينا الحديث عن تلك الواقعة التي سيتم سرد أركانها من وجهتي النظر اليهودية والمسيحية التي يعتنقها ميسي.

وهو الأمر الواجب تفهمه، انطلاقا من وجوب احترامنا للديانات الأخرى واختلاف الأخريين معنا، وحتى نخرج من دائرة نظرية المؤامرة وكره الأخر لنا.

بداية القصة، تتمثل في ارتباط الديانة اليهودية بالمسيحية، كون الأولى أخذت مفاهيمهما من بيئة يهودية صرفة جعل المسيحيين يقدسون التوراة كونها العهد القديم للكتاب المقدس الذي يتمثل عهده الجديد في الإنجيل.

كما أن سفر التكوين في الإنجيل يحتوى على أية تقول "وكان وعد الله أن المسيح يكون من نسل يهوذا" إبن يعقوب (تك 49:10)، وهناك أية أخرى يقول فيها المسيح عليه السلام "لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة" (مت 15:24)، ما يوضح أن المسيحية مرتبطة باليهودية بشكل كبير.

أما عن ارتباط حائط المبكى الذي يعد الأثر الأخير لهيكل سليمان المقدس عند اليهود بالمسيحيين الغربيين، فسببه يعود إلى تأثر المسيحيين بأفكار التوراة، بعد ثورة الراهب الألماني مارتن لوثر رائد عصر الإصلاح في أوروبا ومؤسس المذهب البروتستانتي ضد الكنسية الكاثوليكية وإصراره على الربط بين العهدين القديم والجديد في القرن الـ15.

وهو الربط الذي جعل المسيحيون يؤمنون أن دينهم يعد امتدادا لليهودية، وأنه ينبغي على أصحاب العهد الجديد "الإنجيل" تقديس ما يقدسه أصحاب العهد القديم "التوراة"، وبالتالي أصبحت شروط عودة المسيح الحي للجلوس على العرش حتى يكون هناك سلام حقيقي في العالم مرهونة بإعادة بناء الهيكل.

كما أن هناك عيد يحتفل بيه المسيحيون، هو "عيد دخول المسيح إلى الهيكل" والذي يكشف ارتباطهم بالهيكل الذي تم إحضار الطفل "يسوع" إليه عقب 40 يوما من ولادته، ليتم تقديمه إلى الرب في طقس التطهير، الذي يقدم فيه خروف كقربان إلى الرب، أو زوج يمام أو فرخي حمام لمن لا يستطيع التقرب بخروف.

أما عن ارتداء ميسي للقبعة الصغيرة التي يشتهر بها اليهود حين يقيمون شعائرهم، فهو بسبب أنه ذاهب للصلاة في مكان مقدس وحرصا منه على مزيد من التبرك ينفذ ما جاء في العهد القديم "قم بتغطية رأسك حتى لا يكون غضب السماء فوقك".

إذا، قصة ذهاب ميسي إلى حائط المبكى من الأساس لا علاقة لها بالسياسة أو بمناصرة الصهاينة، خاصة وأنه يجب علينا أن ندرك الفارق الشاسع بين مصطلحي "الصهيونية" والـ"يهودية".

لمناقشة الكاتب عبر تويتر عبر @Diaa_Soliman

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات