حوار في الجول - بسملة عبد المجيد: تعرضت للظلم في كرة القدم.. وحلمي كأس العالم

الأحد، 21 سبتمبر 2025 - 00:31

كتب : مريم سعودي

بسملة عبد المجيد

لم تكتفِ فقط بتسجيل الأهداف كلاعبة كرة قدم؛ فاتخذت مسارًا جديدًا؛ لتُضيء في سماء التحكيم المصري بصافرتها، بل واستطاعت أن تصنع شخصية مميزة داخل الملعب؛ ليصبح اسم الحكمة الشابة بسملة عبد المجيد يتردد بقوة مؤخرًا على الساحة الرياضية.

FilGoal.com حاور الحكمة الحالية واللاعبة السابقة عن تجربتها.. وإليكم نص الحوار.

بداية حدثينا عن نفسك ونشأتك ودراستك وكيف بدأ شغفك بكرة القدم والرياضة بشكل عام في ظل عرف سائد -عند الكثيرين- بأن دخول البنات لحيز كرة القدم يعد شيئًا غريبًا؟

في البداية كنت أدخل في مسابقات ماراثون على البحر وأتوج دائمًا بالمركز الأول وأحصل على شهادة وكأس وهذا ما لفت انتباه جارتنا الحكمة الدولية نعمة رشاد التي أقنعت والدتي بالذهاب إلى نادي للعب كرة القدم.

اعترضت وقتها على اللعبة وعلى الإصابات التي يتعرض لها اللاعبين، بعدها أقنعتني والدتي أن أذهب بغرض المتعة فقط وتفريغ طاقتي؛ فذهبت بالفعل لنادي الترام باقتراح كابتن نعمة وتم قيدي فور وصولي لاحتياج النادي للاعبات في ذلك التوقيت، رغم عدم معرفتي بأي شيء يخص لعب كرة القدم.

استمريت لمدة ثلاث سنوات مع النادي لا أرى الملعب ولا أشارك في اللعب.

حدثينا باستفاضة عن تدرجك كلاعبة وكيف عملتِ على تعزيز مستواكِ ولياقتك وقدراتك الفنية، وما الصعوبات التي واجهتك مع الرياضة وكيف وفقتِ بينها وبين الدراسة؟

قضيتُ ثلاث سنوات مع نادي الترام دون مشاركة في اللعب حتى تعلمت كل شىء في الكرة عن طريق التدريب المكثف في كل الأوقات بشكل يومي وفي أماكن مختلفة مثل فريق المدرسة والنادي والتدريب الخاص حتى أصبحت أهم لاعبة في الفريق وبعدها أُصبت بالرباط الصليبي.

في البداية لم يتمكن الأطباء من تحديد الإصابة هل هي فعلًا صليبي أم إصابة أخرى، حتى ذهبت للطبيب الذي أجرى لي العملية الجراحية وهو من أكد لي الإصابة، بعد العملية حدثت مشاكل مع نادي الترام وذهبت بعدها إلى نادي دلفي الذي صعدت معه للدرجة الأولى وشاركت معهم في جميع المباريات رغم أنه لم يمر وقت طويل على عودتي بعد من الإصابة.

في نفس العام كنت أدرس في الثانوية العامة وكنت أعاني من الصعوبات والضغوطات ولكن نجحت بالفعل في دخول الكلية التي تمنيتها والتحقت بكلية التربية الرياضية، وتخصصت في التحكيم من العام الأول لي بها، وعند انضمامي لنادي دلفي ذهبت لمنتخب تحت 20 عامًا ولكن لم أستمر، وطلبوني مرة أخرى ورفضت؛ للتركيز في النادي وإتمامي سن العشرين عامًا بعد شهور قليلة.

تعرضتِ للظلم مع نادي الترام ومن ثم توالت المشكلات والمعضلات حتى جاءت إصابتك بالرباط الصليبي فحدثينا عن هذه المرحلة ولماذا قررتِ اعتزال اللعب مبكرًا في عمر الـ 19 عامًا والاتجاه للتحكيم؟

تركتُ نادي الترام عندما أُصبت وحدثت المشاكل معهم؛ بسبب عدم تحمل النادي من نفقة العملية سوى 10% التي لم تكفِ أي شيء، وتحاملتُ على قدمي لمدة خمسة شهور.

أول عام لي في التحكيم كان العام التي لعبت فيه في صفوف دلفي وصعدت للدوري الممتاز ومن ثم اعتزلتُ الكرة؛ بسبب المشاكل وتعبي لسنوات كثيرة دون جدوى ولم آخذ حقي فيها؛ فدخلت التحكيم بعد إتمام أول عام ولعبت مع منتخب الجامعة.

تعدين حاليًا واحدة من أبرز الحكام الشابات في مصر فكيف وصلتِ لهذا التقييم المميز، وهل توقعتِ نجاحك في هذا المجال وما الفارق بين التحكيم واللعب من رأيك، وهل يعاني التحكيم النسائي من تهميش وتطاول حول القرارات؟

عندما دخلت التحكيم الجميع تنبأ لي بمستقبل كبير في هذا المجال وبدأوا في تشجيعي لكنني واجهت صعوبات في التحكيم وتمت محاربتي بشكل كبير، بسبب مظهري وبعدها قلت الانتقادات وتقبلوا ظهوري في الساحة بمظهري وشخصيتي خصوصًا مع تركيزي الشديد في التحكيم.

لقد تعبت كثيرًا في كرة القدم وأصبتُ في سن صغير كل ذلك كان بمثابة اختبار من الله لصبري ثم عوضني بالتحكيم فبذلت مجهود كبير لتطوير نفسي في التحكيم من مذاكرة وتدريب واستثمار في نفسي وجعلت التحكيم أولوية في حياتي وكل التقييمات التي وصلت لها كانت بعد معاناة وصعوبات لخمس سنوات وسط زملاءنا الحكام الرجال.

ماذا عن طموحاتك الفترة المقبلة مع التحكيم، وكيف ترين حال التحكيم في مصر حاليًا؟

أتمنى أن أظهر بشكل مميز وأقف على قدميَّ من بداية الموسم الجديد وحتى آخره، فهدفي الذهاب لكأس العالم للرجال والدخول في قائمة التحكيم الدولية، فهذا ما أحلم به وأعمل من أجله.

هل من الممكن أن تعودي للعب كرة القدم مرة أخرى، وما هي رؤيتك للموسم الأول من الدوري النسائي في مصر وتقييمك لأداء الفرق وخاصة الأهلي ومسار؟

بالطبع لا رجوعي للكرة كلاعبة فكرة صعبة جدًا وأنا لن أتقبلها، لقد صنعتُ اسم مميز في التحكيم وسأستمر فيه.

بالنسبة للدوري النسائي فالموسم الماضي كان ممتعًا بالنسبة لنا كحكام وظهور فرق مثل الأهلي والزمالك صنعوا حالة جيدة ومثيرة للكرة النسائية، ووجودهم شكل فارقا كبيرا في الدوري الممتاز ، بجانب تواجد مسار الذي يعج بمجموعة من اللاعبات المميزات، وأعتقد في الموسم الجديد سيكون الوضع مختلف وسيكون الدوري أقوى من سابقه.

أخيرًا كيف تتعاملين مع التعليقات السلبية أو التطاول والتنمر على الحكام النساء على مواقع التواصل الاجتماعي.. وكيف تردين عليها؟

أرى التعليقات السلبية على أنها مجرد شخص جالس خلف شاشة الهاتف ينتقد فقط، وهذا لايمثل فارق معي على الإطلاق ونادرًا ما أجدّ مثل هذه التعليقات، وأنا قوية بما يكفي للرد عليهم بنجاحاتي.

التعليقات
/articles/513834/حوار-في-الجول-بسملة-عبد-المجيد-تعرضت-للظلم-في-كرة-القدم-وحلمي-كأس-العالم