ماروتا.. رجل الظل لتكرار مفاجأة كونتي مع يوفتوس رفقة كيفو
الجمعة، 22 أغسطس 2025 - 19:22
كتب : محمد رؤوف

جيوزيبي ماروتا - أنطونيو كونتي - كريستيان كيفو
يوم 1 يوليو 2011 استيقظت جماهير يوفنتوس على خبر تعيين أنطونيو كونتي كمدير فني للفريق في مفاجأة غير متوقعة من قبل جيوزيبي ماروتا المدير الرياضي للنادي وقتاها، لكنها سعيدة لسبب ليس له علاقة بجودته كمدرب.
سبب السعادة كان يتعلق بأنه أحد أساطير النادي، لكن كجودة كانت مفاجأة تماما لأنه درب مرة واحدة في المستوى الأعلى في الدوري الإيطالي وكانت غير ناجحة على الإطلاق.
والتاريخ يعيد نفسه مرة أخرى بقيادة ماروتا رئيس إنتر الحالي، لكن هل سيكون سينجح الأمر؟ وما مدى التشابه بين كونتي وكيفو؟
"البديل الذي لم يكن البديل"
يبدو أن الوصف غير منطقي، لكنه حقيقي للغاية، كيف؟ لنرى.
بعد رحيل سيموني إنزاجي مدرب إنتر إلى الهلال السعودي، قرر ماروتا وبييرو أوزيليو المدير الرياضي للنيراتزوري التوجه إلى سيسك فابريجاس المدير الفني لكومو لتعيينه مدرب لإنتر.
لكن بعد مفاوضات كثيرة رفضت إدارة كومو بقيادة ميروان سوارسو رحيل فابريجاس إلى إنتر بشدة بعد الموسم الرائع الذي قدمه رفقة الفريق الذي كان صاعدا حديثا للدوري الإيطالي.
اتجهت إدارة إنتر بحسب التقارير الصحفية وقتها إلى خيار كريستيان كيفو المدير الفني لبارما ونجح إنتر في إقناع بارما بالاستغناء عن المدرب الروماني.
ولذلك أصبح منطقيا كيفو البديل والاختيار الثاني لإنتر، لكن لماروتا رأي مختلف.
وقال ماروتا بعد تعيين كيفو: "لم يكن خيارا بديلا أو احتياطيا أبدا، بل تم اختياره لكونه الأنسب والملف الشخصي الأمثل وتجربته ناجحة بإنقاذ بارما من الهبوط، كان القرار شجاع لنا".
لذلك أصبح كيفو البديل غير البديل في نظر ماروتا.
لماذا القرار شجاع؟
أحيانا إنقاذ فريقا من الهبوط يعد أصعب من التتويج ببطولات بسبب قلة الإمكانيات خاصة إذا كان المدرب لم يتواجد منذ بداية الموسم.
وهنا يرى ماروتا أن القرار شجاع لأن ما صنعه كيفو رفقة بارما لم يكن سهلا على الإطلاق.
تولى كيفو تدريب بارما وهي التجربة الأولى له على الإطلاق ليس في الدوري الإيطالي Serie A فقط بل في فريق أول من الأساس.
وكانت تجارب كيفو قبل بارما مع الفئات السنية المختلفة مع إنتر وحصل على بطولة الدوري من قبل.
درب كيفو فريق بارما في الجولة 26 وكان يحتل المركز الـ 18 في جدول ترتيب الدوري أي في مراكز الهبوط وكان يبدو إنقاذه من الهبوط مستحيل.
وخلال تجربة كيفو مع بارما تمكن من إنقاذ الفريق من الهبوط وانتصر في 3 مباريات وخسر مثلهم وتعادل في 7 آخرين.
المثير للإعجاب أن كيفو انتصر على جيانبييرو جاسبريني مدرب أتالانتا والذي أنهى الدوري في المركز الثالث وحتى فاز على فينشينزو إيتاليانو مدرب بولونيا وإيجور تودور مدرب يوفنتوس، وتعادل مع سيموني إنزاجي مدرب إنتر أي لم يخسر من الكبار.
ومن هنا ربط ماروتا بين هذه النتائج بقوله الآتي: "كيفو يجسد القيم الأساسية لتحقيق النجاح، ونحن بلا شك فخورون وسعداء وراضون ووقع على عقد لمدة أكثر من موسمين".
ماذا عن كونتي؟
كونتي كان لاعبا معروفا للغاية في يوفنتوس وأحد الأساطير، لكن إذا غضيت النظر عن ذلك، ورأيت مسيرته التدريبية وقت تعيينه فهي بلا شك مفاجأة.
المدرب الإيطالي وقتها كانت تجاربه كلها في دوري الدرجة الثانية الإيطالية ومر بتجربة واحدة فقط مع أتالانتا في Serie A وكانت لم تكن ناجحة وعاد بعدها إلى الدرجة الثانية رفقة سيينا.
تجربة كونتي مع أتالانتا كانت 14 مباراة وخسر منهم 7 وتعادل 4 وفاز في 3.
وتمت إقالته بعد حوالي 4 أشهر بسبب سوء النتائج ليأخذ خطوة إلى الخلف ويدرب سيينا.
استعاد بريقه مرة أخرى في الدرجة الثانية ونجح في إعادته إلى Serie A ويجد من كان يتابعه في الظل وهو بالتأكيد صاحب القرارات الشجاعة جيوزيبي ماروتا.
بعد نهاية موسم 2010-2011 قرر ماروتا إقالة لويدجي ديلنيري وتعيين كونتي.
وقال ماروتا عقب الإعلان: "كونتي لديه عقلية الفوز وجمع بين النجاح والكرة الجميلة ورأينا ذلك مع سيينا، ومتأكد أنه سيقدم أشياء مهمة كمدرب معنا مثل ما فعل كلاعب".
وما قدمه كونتي في الموسم الأول مع يوفنتوس يعتبر تاريخي وحقق بطولة الدوري وما حققه في مسيرته المهنية ويوفنتوس تاريخ.
تشابهت الظروف في تعيين كونتي وكيفو ويبقى صاحب القرار الشجاع في القرارين هو ماروتا، لكن هل ستتشابه النجاحات أيضا؟ هذا ما سيظهره لنا كيفو وماروتا خلال الموسم الجديد.
والآن نرى أن ماروتا قد مر بموقف مشابه في اختياره لكيفو من قبل ولجأ إلى حل غير متوقع.
نرشح لكم










