على طاولة برشلونة.. هل يكفي جارسيا وراشفورد لإخماد ثورة ألونسو؟

الثلاثاء، 12 أغسطس 2025 - 00:16

كتب : أحمد أباظة

هانز فليك مدرب برشلونة

ريال مدريد تعاقد مع ظهيرين ومدافع ونجم أمريكا اللاتينية الواعد عائدا لعاداته مع فينيسيوس ورودريجو وغيرهم. حل الكثير من مشاكله تحديدا الدفاعية على مستوى الأفراد..

الأهم من كل ذلك أنه غير مدربه القديم للغاية في عرف الكرة الحديثة، وأتى بأحد أبنائه وأساطيره بأفكار جديدة وكرة منظمة تناسب هذا الزمان، والآن يخطو خطواته

الأولى نحو استعادة السيطرة ورد دين الموسم الماضي لبرشلونة.. فماذا فعل الكتالوني للرد؟

تعاقد مع حارس مرمى واستعار مهاجما لفظه ناديه.. هذا كل شيء.

المقدمات بحد ذاتها لا تدعو للتفاؤل، ولكن منذ متى كان هذا يحسم كل شيء؟

في الموسم الماضي لم تكن أقصى التقديرات تفاؤلا تتوقع أن يحقق برشلونة شيئا كبيرا مهما بلغت الثقة في اسم هانزي فليك، ومع رسوخ أفكاره في كتالونيا صار الرهان على الصمود حتى شهر أبريل، ومع نتائج النصف الأول من الموسم كان التساؤل يدور بين المركزين الثاني والثالث.. والنتيجة النهائية؟

3 بطولات ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. دون أدنى خوض في أي تفاصيل نعرفها جميعا.

فليك الآن يخوض موسمه الثاني، بنفس الأفكار ونفس الشراسة البدنية والحدة الهجومية، وبنفس العناصر تقريبا، ولو نجح جوان جارسيا سيمنحه إضافة لم يملكها في الموسم الماضي، فمع كامل الامتنان لما قدمه تشيزني العائد من الاعتزال في وقت حرج، فإنه من الواضح كم مرة خانه هذا الجسد العائد من الاعتزال.

أما الرهان على راشفورد بحد ذاته لا يمثل الكثير من المشاكل، فبينما اتجه برشلونة في البداية صوب نيكو ويليامز، إلا أن خوف الأخير من أزمات تسجيل اللاعبين المستمرة حتى الآن كان فيه شيء واضح من الوجاهة، وبالتالي هذا لم يترك لك الكثير من الخيارات على كل حال.

راشفورد لاعب يملك الموهبة وهذا ليس موضع جدال، ويملك معها تاريخا من المشاكل الذهنية والانضباطية وهذا ليس موضع جدال أيضا، ولكن فليك يملك القدرة على فرض الانضباط وفي الوقت ذاته التعامل بقرب مع فريق يمثل صغار السن غالبيته العظمى، وهذه المعادلة الصعبة التي يجيدها الألماني قد تكون السبيل الوحيد لإنقاذ مسيرة راشفورد، فإن نجح فقد نجح، وإن لم ينجح.. فلم يكن هذا استثمارا كبيرا على كل حال.

ولكن على ذكر أزمات التسجيل، التي من المفترض أن تشهد انفراجة حين تنتهي فوضى تقرير تير شتيجن الطبي، فقد تلقى برشلونة فيها دفعة هامة بخلو راتب إنييجو مارتينيز، وهذا في حد ذاته مشكلة كبيرة.

إنييجو كان قائد خط الدفاع وركيزة فرض مصيدة التسلل، الأمر الذي يعاني معه رونالد أراوخو بوضوح شديد للغاية، ما يعني أن سرعة تعلم أراوخو وخلو أندرياس كريستنسن من الإصابات طويلة الأمد، هما أمران سيكون لهما عاملا كبيرا في ضمان استقرار هذا الموسم، لأن برشلونة وكما هو واضح وجلي للغاية لن يتعاقد مع أي لاعب آخر في الصيف الحالي.

الواقع يقول أن برشلونة فقد واحد من أهم مدافعيه إن لم يكن الأهم، ولا يزال يعاني القصور الواضح على مستوى بدلاء الأظهرة، وأنه سيضطر لاختبار مرونة إريك جارسيا في كل أماكن الملعب تقريبا، ولكنه لم يتضرر في أي موقع آخر، بل أضاف لنفسه عمقا هجوميا بلاعب آخر يجيد اللعب في الهجوم والجناح.

وفي كل موسم تحضيري تخرج لنا لاماسيا عملة لنرى على أي وجه ستسقط.. إما يامال وإما إيزاك كوينكا، فقد أظهر لنا فليك 4 وجوه جديدة، بيدرو فيرنانديز "درو" وتوني فيرنانديز في الخط الهجومي، وجوفري تورينتس كظهير أيسر يملك فرصة ذهبية بوجود جيرارد مارتين كالظهير الثاني، وأخيرا جيلي فيرنانديز لاعب الوسط، الأقل حظا في الخط الأكثر كثافة وقوة لدى النادي الكتالوني.

المحصلة النهائية لما تغير في برشلونة قد لا تعني الكثير.. تراجع هنا ودعم طفيف هناك، في النهاية السيناريو الأقرب أننا سنرى نفس برشلونة الذي رأيناه في الموسم الماضي، وفي ظل هذا الوضع الاقتصادي الخانق للعام الخامس على التوالي، تبقى أغلب أوراق اللعبة بين يدي الطرف الآخر: ريال مدريد.

الأسئلة التي تحيط بالميرينجي أكثر عددا وأكثر خطورة وأكثر تأثيرا على سير الأحداث.. فهو النادي الذي يخوض تجربة جديدة مع مدرب جديد، وهو النادي الذي حصن دفاعه ولكن لا تزال نفس الشكوى على مستوى جودة نقل الكرة في خط الوسط قائمة، إذ فقد فيها آخر ما تبقى من لوكا مودريتش ويحاول البحث عنه في أردا جولر..

لا يزال على طاولة مدريد السؤال الأصعب عن ثنائية مبابي وفينيسيوس، لا يزال السؤال عن مدى نجاح فرض منظومة ألونسو بتعقيداتها، لا يزال ريال مدريد يخوض يومه "الثامن" في التحضيرات التي اضطر لبدئها متأخرا بسبب عودته من ورطة كأس العالم للأندية.

ريال مدريد يملك العديد من الأفضليات وتحديدا الأفضلية المالية، ولكن على عكس الموسم الماضي، هو من يتوجب عليه القتال لإسقاط برشلونة وليس العكس، وذلك يستلزم الإجابة على كل ما سبق من أسئلة، ثم يأتي في النهاية سؤال لن نعرف إجابته قبل 26 أكتوبر: هل ستنجح المنظومة الجديدة في التصدي لمنظومة فليك؟

التعليقات
/articles/511041/على-طاولة-برشلونة-هل-يكفي-جارسيا-وراشفورد-لإخماد-ثورة-ألونسو