شيكو بانزا - الجناح الراقص الذي غنّى لأجل الشباب.. ويرى كرة القدم فنًا
الخميس، 17 يوليه 2025 - 16:44
كتب : محمود عزت

شيكو بانزا بقميص الزمالك
شيكو بانزا، بدأ اللعب في شوارع مدينة هوامبو، ثاني أكبر مدينة أنجولية ليسافر إلى العاصمة لواندا لملاحقة حلمه الكروي، ينضم الآن إلى النادي الأكثر تتويجا بالبطولات الأفريقية في القرن العشرين.

شيكو بانزا
النادي : الزمالك
كعادة اللاعبين الأفارقة سافر بانزا إلى أوروبا، لكن أهم ما يميزه خلال مسيرته بكرة القدم ليس فقط أهدافه وطريقة لعبه، بل شغفه الذي لا ينتهي بالموسيقى والرقص.
لقبه مدرب أنجولا بيدرو جونسالفيس بـ"لياو" أي الأسد بالبرتغالية، لكن مدربه في ناديه السابق وجه له الانتقادات بسبب سلوكه الغذائي وتساؤلات حول انضباطه.
وتعاقد الزمالك مع اللاعب الأنجولي بعد تألقه اللافت مع أنجولا في كأس كوسافا، وتحوله إلى أحد ركائز منتخب "الغزلان السوداء".
أعلن نادي الزمالك تعاقده مع الأنجولي شيكو بانزا قادما من إستريلا دي أمادورا، ووقع اللاعب الأنجولي على عقد لمدة 4 مواسم مع الأبيض حتى عام 2029.
ويعد بانزا واحد من ضمن صفقات الزمالك خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية بعد التعاقد مع المهدي سليمان وأحمد شريف وعمرو ناصر.
ويستعرض FilGoal.com مسيرة الجناح الأنجولي شيكو بانزا قبل انضمامه إلى نادي الزمالك كالتالي
نشأ شيكو بانزا في حي كاكويلو في مدينة هوامبو ثاني أكبر المدن الأنجولية، لم تدعمه العائلة في البداية، وكان عادة يهرب من المدرسة ليلعب كرة القدم، وبعد أن لاحظوا تطوره وبدأ يخطو خطى ثابتة في اللعبة، قررت العائلة دعمه.
"كنت أعرف في داخلي أنني خُلقت لأكون لاعب كرة قدم، هذا شيء كان يسري في دمي" شيكو بانزا.
انتقل بانزا مع عائلته إلى العاصمة الأنجولية، لواندا من أجل مطاردة حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم محترف، وهناك في سن صغيرة، انتقل بين عدة أندية شعبية.
ورغم تشجيعه لـ بترو أتلتيكو، إلا أنه لم يلعب له أبداً للنادي على المستوى الاحترافي، كانت نقطة التحول الكبرى عندما جاءه عرض من إحدى رجال الأعمال لتمثيل نادي ريال سامبيلا، وهناك بدأت رحلته الحقيقية، لينضم إلى منتخب الناشئين.
شيئًا من الحلم
اللافت أن شيكو لم يسبق له أن لعب لأي نادٍ أنجولي محترف، وكان يرى مستقبله الحقيقي في أوروبا.
"لم ألعب مطلقاً في بترو أتلتيكو، رغم أنني من عاشقي النادي، أرى أن الأندية الأوروبية تُقدّر الرياضي بشكل أكبر، وتمنح اللاعب فرصًا حقيقية للتطور، بخلاف ما متاحاً في الفرق المحلية".
رحلة شيكو إلى أوروبا بدأت مع بطولة تولون في فرنسا، إذ تألق مع منتخب أنجولا للناشئين، وكان هدّاف الفريق، ومن هناك جاء أول عرض له في أوروبا، وبالتحديد بورتو البرتغالي.
خاض بانزا اختبارات نادي بورتو لكنه لم ينضم إلى النادي، ولم يرجع إلى أنجولا مرة أخرى لينضم إلى نادي ليتشويس الذي فاز بكأس البرتغال مرة واحدة في تاريخه.
"لم أكن أفكر في الراتب أو العائد المالي، بل كان كل ما يهمني هو اللعب، كنت أتقاضى 200 يورو شهريًا فقط، دون عقد رسمي، كنت أعيش في بيت النادي، لا أملك شيئًا، لكني كان أشعر أنني أملك ما يكفيني".
"كان ذلك الراتب الضئيل كافيًا لي ولأخي ميلسون، وكنت أشعر أن تلك الحياة، رغم بساطتها، كانت تحقق لي شيئًا من الحلم" شيكو بانزا.
ورغم قسوة حياته في أوروبا، إذ لم يكن هناك طعام كافٍ في بعض الأحيان، وكان يعتمد على أبسط الوجبات، إلا أن شيكو كان يرى أن تلك الظروف ما هي إلا مرحلة.
"الراقص شيكو بانزا"
"أنا لاعب كرة قدم، لكنني استمع للموسيقى وأغني وأرقص، الموسيقى جزء مني، كنت أرقص في طفولتي في عروض نهاية السنة الدراسية كنت أصغرهم سنا لكنني كنت أكثرهم حماسا" شيكو بانزا.
لم يجد شيكو بانزا صعوبة في التكيف مع الأجواء الأوروبية بسبب اللغة المشتركة (البرتغالية) التي كانت تسهل عليه الأمور، أما الرقص والاحتفال فكانت جزء من شخصيته ولم يتوقف عنها أبدًا حتى مع ناديه الجديد.
في البداية، كان زملاؤه في الفريق يضحكون لكن بعد فترة بدأوا بالرقص معه، وتقبلوا شخصية اللاعب الأنجولي كما هي.
"أنا على طبيعتي، لم أتصنّع ولم يحاول تقليد أحد، هذا أنا، وصلت إلى البرتغال بهذه الشخصية، وسأكمل طريقي بها" شيكو بانزا.
على مستوى كرة القدم، واجه شيكو صعوبة في عدم وصول الكرة له من زملائه، إذ لم يثقوا به في البداية ورفضوا تمرير الكرة له لأنه كان "اللاعب الجديد القادم من أفريقيا" بحسب تعبيره.
وبمرور الوقت، أثبت بانزا نفسه كواحد من أفضل اللاعبين بتسجيله وصناعة الأهداف، ليصبح أحد الركائز الأساسية في الفريق.
محبوب الجماهير
بعد تألقه انتقل إلى نادي ماريتمو، ليلعب مع الفريق الثاني 16 مباراة ويسجل هدفًا ويقدم تمريرتين حاسمتين قبل أن يرحل عن البرتغال إلى الدوري القبرصي.
انتقل إلى نيا سلاميس فاماجوستا في سبتمبر 2020، ومنه إلى نادي إكسيلوتيمبو على سبيل الإعارة، قبل أن يلعب للأخير بشكل مجاني بعد رحيله عن ناديه الأول.
رحل بانزا مرة أخرى عن إكسيلوتيمبو ليعود إلى سلاميس في صيف 2022، لكنه خرج معارا من جديد لينتقل إلى أنورثوسيس ثم انتقال نهائي.
وخلال فترته في قبرص، لعب مع سلاميس 40 مباراة نجح في تسجيل 3 أهداف وقدم 10 تمريرات حاسمة، ومع نادي أنورثوسيس خاض 24 مباراة وسجل 6 أهداف وصنع 4.
عاد بانزا إلى البرتغال على سبيل الإعارة إلى نادي بورتيمونينسي في صيف 2024، وكانت مباراته الأولى أمام ناديه القديم ماريتيمو، ليسجل هدفين ويصنع آخر.
وبدأت الأنظار تتجه إليه من جديد، وانتشرت احتفالاته ورقصاته المميزة للأهداف على وسائل التواصل الإجتماعي، وعلى الفور أصبح "محبوب الجماهير" بحسب تعبيره.
"خلال احتفالي بإحدى الأهداف، بدأوا يضيفون الموسيقى إلى فيديوهاتي، وكانت الجماهير ترسل لي الفيديوهات من صفحة الدوري البرتغالي، ويخبرونني أن ألعب واستمتع دائما" شيكو بانزا.
بعد البداية القوية مع النادي، انتقل بانزا إلى بورتيمونينسي بشكل نهائي مقابل 250 ألف يورو، وخلال فترة لعبه مع الفريق لعب 17 مباراة وسجل 7 أهداف وقدم تمريرة حاسمة.
ارتبطت جماهير بورتيمونينسي برقصات واحتفالات اللاعب على وسائل التواصل الإجتماعي، لكن الأمر المدهش أن اللاعب تحول إلى مغني فيما بعد.
كرة القدم فن
"أعتقد أن بعض المغنيين لهم تأثير بالغ على ثقافة اللاعبين الشباب في أنجولا، خاصة إذ غنوا عن الواقع وعن الحي، وعن الصعوبات والأمل، أيضًا عن الفرح والغضب وحتى الظلم" شيكو بانزا.
لم يكتف بانزا بالرقص على الأهداف وحبه للموسيقى، بل شارك في الغناء بأنجولا.
@banana_preta6 @chefeobo81xaxifada ♬ som original - banana_preta6
"أنا لست مغنيًا، لكن حين طُلب مني تسجيل صوتي، دخلت الاستوديو وسجلت وخرجت، لتصبح الأغنية ترندًا، بدأ الناس يرقصون على صوتي، ولم أكن أصدق".
"أنا من صنع تلك الأغنية، الناس ترقص عليها وتغنيها، أصبحت علامة مسجلة، سأطرح أغاني جديدة، أنا متفائل كثيرا، تلك الأغاني تحمل شيئًا مختلفًا، فيها روح، فيها لمستي الخاصة".
ودافع بانزا عن الانتقادات التي تُوجّه للاعب حين يظهر كمغني أو راقص، وأكد أنها لا تستند إلى منطق.
"كرة القدم فن، والموسيقى فن، وإذا عبّر اللاعب عن نفسه من خلال موسيقى أو رقصة، فذلك لا يُنقص من قيمته، بل هو تعبير، من يفهمون الفن يدركون ذلك جيدًا".
"حتى في أوروبا، بدأ الناس يحبون الموسيقى الخاصة بي، ليس فقط بسبب الأهداف، بل بسبب الطاقة، بسبب شخصيتي وما أقدّمه" شيكو بانزا.
بالعودة إلى كرة القدم، انتقل بانزا إلى إستريلا أمادورا في يناير 2025 مقابل 800 ألف يورو بعد أن كان سعره 50 ألف يورو فقط في قبرص، وانضم إلى النادي بطلب من مدربه السابق خوسيه فاريا الذي دربه حين وصل البرتغال لأول مرة خلال فترته في نادي ليتشويس، لكنه لم يقدم الأداء المأمول مع أمادورا إذ لعب 13 مباراة وسجل هدفًا.
رغم ذلك لن ينسى بانزا الهدف الذي سجله في مرمى بنفيكا بعد مراوغة مميزة للحارس الأوكراني أناتولي تروبن.
ويتميّز شيكو بانزا بمهارات فردية عالية في المواجهات الفردية (1 ضد 1)، إلى جانب قدرته الكبيرة على إنهاء الهجمات، وخاصة بتسديداته الدقيقة على طريقة "Chip Shot" التي يرفع فيها الكرة بمهارة فوق الحارس لتسكن الشباك.
لياو
على الصعيد الدولي، ساهم شيكو بانزا في فوز أنجولا بكأس كوسافا 2025 على حساب جنوب أفريقيا 3-0، ليحقق الغزلان البطولة للمرة الثانية على التوالي.
وشارك بانزا في 4 مباريات من أصل 5، وقدّم 3 تمريرات حاسمة، ضد ليسوتو وملاوي ومدغشقر.
وأوضح مدرب المنتخب الأنجولي بيدرو جونسالفيس: "إنه لاعب واعد للمستقبل، اكتسب مساحة أكبر وأصبح أحد اللاعبين الأساسيين في خط الوسط".
"تغير مركز شيكو ليلعب على الجناحين بدلا من كمهاجم صريح، لأنه لاعب مبدع أكثر منه مهاجما".
"شيكو يجسّد الحيوية في أبهى صورها، ففرحته تصل لمن حوله وتنتقل بعدواها إلى الجميع، وهو من أكثر اللاعبين قربًا إلى قلوب زملائه، يتميز بقدرة فائقة على الارتجال، وبروح إبداعية عالية، إلى جانب تفانٍ لا حدود له، وفي كل مرة تطأ قدماه أرض الملعب، يتحول إلى أسد(لياو)".
وفي اللغة البرتغالية، تعني كلمة "لياو" الأسد، ولهذا السبب شبّهه المدرب البرتغالي شيكو بانزا بالأسد، نظرًا لقوته وحماسه وإمكانياته بحسب ما يرى جونسالفيس.
والطريف أن شيكو بانزا أو "لياو" يشبه نجم رفائيل لياو نجم ميلان مع الفارق في الإمكانات بالطبع.
وشارك بانزا في 22 مباراة دولية مع منتخب أنجولا، ليصبح أحد أفضل اللاعبين في الفريق.
ومن المتوقع أن يشارك بانزا في كأس الأمم الأفريقية المغرب 2025 رفقة أنجولا، بعد نهضة رائعة للمنتخب السنوات الأخيرة تحت قيادة بيدرو جونسالفيس، الذي سبق له قيادة منتخبي أنجولا تحت 17 وتحت 20 عامًا، ليحقق نتائج مذهلة.
وتصدرت أنجولا المجموعة السادسة في التصفيات التي كانت تضم غانا، منتخب السودان والنيجر، دون أي خسارة، محققة 4 انتصارات وتعادلين، بما في ذلك فوزها الرائع على "النجوم السوداء".
ويستهدف شيكو بانزا السير على درب أبرز اللاعبين الأنجوليين الذين نجحوا في مصر على سبيل المثال جلبرتو وأمادو فلافيو لاعبا الأهلي السابقين، وأوجستين مابولولو مهاجم الاتحاد السكندري.
ويعوض بانزا رحيل زيزو إلى الأهلي، ويبقى أن نرى هل يستطيع الجناح الأنجولي تقديم إضافة حقيقية للزمالك ويصبح أحد أهم اللاعبين في المواسم المقبلة؟ أم يرحل سريعا عن الدوري المصري؟ هذا ما سجيب عنه "لياو" بنفسه.
نرشح لكم








