"أتحمل مسؤولية الهزيمة ضد سيراميكا كليوباترا بالكامل، أنا مدرب بورسعيدي وكنت أتمنى أن أنهي مسيرتي الكروية ببطولة".

هكذا تحدث ميمي عبد الرازق عقب خسارة المصري أمام سيراميكا كليوباترا في نهائي كأس الرابطة 4-1 في 2023.

ميمي عبد الرازق كان يحلم باعتلاء منصات التتويج خاصة مع المصري بعدما كان قريبا أيضا من فعل ذلك مع سموحة في نهائي كأس مصر 2018.

لكن "أبو قلب أبيض" كما يطلق عليه بين جمهور المصري، فارق الحياة عن عمر يناهز 65 عاما.

المدرب شديد التعصب لنادي مدينته كان يشعر بجمهور فريقه لأنه كان مشجعا قبل أن يصبح مدربا يمتهن كرة القدم ووصل تأثره لدرجة البكاء في بعض الأحيان.

ميمي عبد الرازق قال أيضا بعد خسارة المصري من سيراميكا: "حتى الآن لم أعد إلى بورسعيد، أتواجد في الإسكندرية ولا أعرف كيف سأعود وأظهر نفسي للمشجعين عقب الهزيمة. أعتذر لجماهير المصري وأقول لهم حقكم عليا".

وأكمل باكيا: "لم أتوقع الخسارة بذلك السيناريو ولا أريد أي شيء لقد توليت المسؤولية فقط حبا في المصري وهناك نوعية غيري للمدرب يكون فاشل ويأتي ليحصل على ملايين ثم يرحل".

بعيدا عن موسم الوصول لنهائي كأس الرابطة، دائما لعب ميمي عبد الرازق دور المنقذ للنادي المصري.

وتولى عبد الرازق تدريب المصري كرجل أول في 2003-2004 ومرتين في 2006-2007 ومرة في 2018-2019 و2022-2023، وأخيرا 2025-2026.

الجزء الأكبر من مسيرة ميمي عبد الرازق ارتبط بالنادي المصري لكن هذا الرجل كانت له بصمات واضحة في عدة تجارب تدريبية، إضافة إلى دوره الأكاديمي.

وبدأ ميمي عبد الرازق مسيرته كلاعب في المريخ واعتزل مبكرا بسبب الإصابة، وتولى من قبل تدريب بورفؤاد والمريخ والمصري وسموحة ومالية كفر الزيات وناشئين المصري والداخلية.

وحمل شهادة الدكتوراة في التربية البدنية، وأشرف على 55 رسالة دكتوراة من قبل.

عمل مساعدا لفترة طويلة تحت قيادة الراحل مدحت فقوسة أسطورة بورسعيد والمصري ويدين له بالكثير من الفضل، وبسبب بعض المواقف الطريفة من المدرب الراحل تعرض للإيقاف مرتين لمدة 3 و6 أشهر على التوالي.

خسر كمدرب مساعد مع مدحت فقوسة نهائي كأس مصر 1984 ونهائي كأس الاتحاد 1989 وكلاهما ضد الأهلي.

وكمدرب قاد سموحة لنهائي كأس مصر 2018 والمصري لنهائي كأس الرابطة 2023 وخسر كلاهما لصالح الزمالك وسيراميكا كليوباترا على الترتيب.

تدريب نادي الزرقا أحد أندية القسم الثاني كان تجربة مهمة في مسيرة الراحل ميمي عبد الرازق.

سمير موسى رئيس نادي الزرقا قال عبر FilGoal.com : "الخبر نزل علي كالصاعقة نظرا لصداقتنا الطويلة فهو الأخ المحترم الأكاديمي".

وأضاف "في موسم 2005 قام الراحل فاروق العراقي مدير منطقة دمياط لكرة القدم بترشيح ميمي عبد الرازق لقيادة الفريق وقاد الفريق لثلاث فترات متقطعة شهدت نجاحات كبيرة في دوري الدرجة الثانية وقاد بعدها العديد من الأندية في بحري قبل رحيله لسموحة".

وتابع "أتذكر دائما مواقفه الطريفة مع الفريق ،لم يحدث أي مشاكل طوال فترته معنا فكان دائما على تواصل بيني وبينه وأيضا على تواصل مع كل الأعضاء والمسؤولين بالنادي، كان يستحق مكانة أكثر من مكانته نظرا لعلمه الغزير ، وكانت عينه مميزة في انتقاء اللاعبين وصنع تاريخا مع سموحة والمصري وايضا قطاع الناشئين".

فيما قال إيهاب المصري نجم المقاولون والمصري وسموحة السابق عبر FilGoal.com: "تدربت تحت قيادة الراحل ميمي عبد الرازق في المصري وسموحة ، فهو كمدرب شخصية قيادية ومحترمة".

وأضاف "ميمي عبد الرازق كان يتحدث جماعيا وفرديا بالعلم والتدريب، ولم يبخل علينا بعلمه".

وأتم "عندما تولى منصبه الأخير كانت رؤيته قوية للمصري كان يرغب بالاستعانة باللاعبين السابقين لمنحهم الفرصة في التدريب وتخريج جيل جديد من اللاعبين للمصري".

صرح ميمي سابقا أنه قبل أيام من نهائي كأس مصر 2018 أمام الزمالك شاهد فيلم "يا عزيزي كلنا لصوص" لتفادي الضغوط قبل المباراة.

ميمي عبد الرازق كان قريبا من اعتلاء منصات التتويج ورفع كأس مصر ولكن رأسية المهاجم الكونغولي كابونجو كاسونجو منحت الزمالك هدف التعادل في الوقت القاتل.

وأدار الحظ ظهره لميمي عبد الرازق بعدما وصلت المباراة إلى ركلات الترجيح التي حسمها الزمالك.

نهائي كأس الرابطة في 2023 كانت فرصة عظيمة لميمي عبد الرازق ليحقق حلمه ويعتلي منصات التتويج، خاصة وهو يقود المصري لكن سيناريو المباراة النهائية أمام سيراميكا كليوباترا كان صادما.

خسر المصري أمام سيراميكا كليوباترا 4-1 في مفاجأة كبرى، إذ كان جمهور الفريق يحلم بالتتويج بلقب كأس الرابطة.

الظهور الأخير لميمي عبد الرازق مع المصري لم يكن مختلفا عن المرات السابقة، فدائما عندما يتعثر النادي البورسعيدي يجد ابنه البار في الموعد.

وقاد ميمي عبد الرازق المصري فنيا في آخر جولتين من الدوري المصري 2024-25 خلفا للتونسي أنيس بوجلبان في ولاية سادسة، لينجح في خطف بطاقة التأهل إلى الكونفدرالية الإفريقية بعد تحقيق فوزين متتاليين.