مدرب الأهلي - لم يلهمه جوارديولا بل معلمه ولا يساوم على مركز الظهير.. كيف يلعب خوسيه ريفيرو
الخميس، 15 مايو 2025 - 21:40
كتب : FilGoal

خوسيه ريفيرو
يقترب الأهلي من الإعلان عن الإسباني خوسيه ريفيرو مدربا له خلفا للسويسري مارسيل كولر، لتصبح ثالث تجربة في حياة البالغ من العمر 47 عاما كرجل أول، بعد إف سي إنتر الفنلندي وأورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي.
3 أعوام هنا و3 أعوام هناك، لا يوجد الكثير للحديث عنه في سيرة ريفيرو الذاتية، فهو حاصل على الرخصة التدريبية من يويفا، وتدرج قبلها كمدرب لناشئي سيلتا فيجو لـ 3 سنوات، ثم عمل كمدرب مساعد لـ 4 سنوات في فنلندا قبل أن ينطلق كمدير فني.. وبالتالي لنتطرق مباشرة إلى ما يصنع الفارق حقا: كيف يلعب ريفيرو؟
بحسب تحليل قناة Fixing South African Football، فإن ريفيرو لا يستمد إلهامه من بيب جوارديولا، بل من المصدر الرئيسي يوهان كرويف مباشرة.
هكذا بدأ بالاعتماد على 3-4-3 الماسية، قبل التحول إلى 4-2-3-1 ولكن على الرسم الورقي فقط، ففي الواقع هو لا يزال يحتفظ بمبادئ 3-4-3 الأساسية.
على أرض الملعب يحافظ ريفيرو على شكل مكون من ثلاثي دفاعي وظهيري طرف ووسط ماسي وثلاثي هجومي، مع مرونة هائلة في التحركات، حيث يفضل التحركات المباغتة وغير الاعتيادية لتشكيل الخطورة.
في الوقت ذاته يحافظ الفريق على تماسكه ووحدته في مختلف أشكال الضغط، سواء بالضغط العالي من الأمام أو الحائط المتوسط أو الدفاع المنخفض في نفس المباراة.
أورلاندو تحت قيادة ريفيرو متخصص في خلق المساحات وضربها، حتى وإن لم تخدمه النجاعة التهديفية أحيانًا وهو أمر شائع لدى العديد من الفرق الهجومية.
4-2-3-1 على الورق تتحول إلى 4-2-4 في وقت الاستحواذ الذي هو أبعد ما يكون عن الاستحواذ السلبي، فالفريق مهووس بخلق المثلثات وتوفير الرجل الثالث في جميع أرجاء الملعب، ناهيك عن قدرة لاعبي الوسط على ضرب أنصاف المساحات وإيصال الكرات بدقة إلى الثلث الأخير حيث يتحول الرسم إلى 3-2-5 ويجد الدفاع نفسه محاصرًا بزيادة عددية قاتلة.
لاعب الارتكاز يتراجع بين قلبي الدفاع.. يندفع الظهيران إلى أقصى نقطة ممكنة على الطرفين، يتقدم لاعب الوسط للربط معهما تحت صانع الألعاب، بينما يندفع جناحي الهجوم إلى داخل المنطقة.
"أنا لا أعرف ماذا حدث.. حقًا لا أعرف كيف حدث ذلك.. كرة القدم يمكنها أن تصبح قاسية للغاية".
هذه كانت كلمات رولاني موكوينا مدرب ماميلودي صنداونز بعد نهائي كأس جنوب إفريقيا 2024، بعد موسم خرافي في الدوري بخسارة وحيدة لأشرس منظومة هجومية في جنوب إفريقيا، كان الموعد مع ريفيرو وأورلاندو في نهائي الكأس.
في 2024 كان أورلاندو بايرتس ثاني أكثر الفرق في متوسط الاستحواذ بقرابة 60%، ولكن حين واجه الأول صنداونز (70%) في نهائي الكأس، تغلب عليه بنسبة استحواذ 29% فقط.
في الشوط الأول كان أورلاندو بلا كرة وبلا محاولات تقريبًا، ولكنه تمكن من انتزاع كل أنياب صنداونز وترك له الكرة بلا خطورة، وليس بالدفاع المتأخر، بل بمختلف أشكال الضغط مجددًا.
وحين نجح صنداونز في انتزاع الهدف الأول لم تكُن هذه نهاية المباراة، حيث اندفع أورلاندو ووضع خط دفاع صندوانز تحت ضغط كبير وشراسة كبرى في التحولات.
حتى بنسبة الاستحواذ القليلة، كان امتلاك أورلاندو للكرة فعالًا بفضل اختراقات ظهيري الطرف وتحركاتهما الشرسة لضرب المساحة وفتح عمق الملعب قدر الإمكان، وبالتالي توافرت المساحات للثلاثي الهجومي ليتمكن من صعق صنداونز في اللحظات الأخيرة.
وكما يشرحها الفيديو التالي من قناة Thee Numbers، فإن الهدف الأساسي دائمًا من تحركات الأظهرة للأمام وضرب مساحات الأضراف هو انضمام الثلاثي الهجومي بالكامل إلى العمق، وهو ما يسفر عن خلق هذه الزيادة.
"كنا نركض بلا ذكاء.. كانوا هم أفضل في العمق بفضل جودة الوسط وتطلب منا الأمر بعض الوقت لتصحيح مسار الزيادة العددية. حاولنا تعديل شكل الفريق بالتدريج واستعادة التمركز بشكل صحيح، وهكذا حصلنا على المزيد من السيطرة في الشوط الثاني حين لم نعُد مرهقين من مطاردة 20 أو 25 متتالية".
هذا كان حديث ريفيرو بعد الفوز على كايزر تشيفس 2-1 في 4 مايو الماضي، لا شيء لافت في الأمر بحد ذاته.. مدرب لاحظ المشكلة وأقر بها وتحدث عن كيفية حلها ذاكرا نقاط قوة الفريق المنافس بأسماء مألوفة مثل جاستون سيرينو، في مؤتمر صحفي طبيعي للغاية، ولكن لسبب ما هذا أحد المشاهد العادية التي نفتقدها في الكرة المصرية بصورة عامة ونتمنى ألا ينساق هو لنسق مؤتمراتنا مع الوقت، راجع مؤتمرات كولر الأخيرة للمزيد من التوضيح.
والآن.. كيف يمكن تطبيق فكرة ريفيرو الرئيسية مع الأهلي؟
إذا أتى ريفيرو متمسكا بفكرته، فلا مكان لظهير تغلب خصائصه الدفاعية على هجومية، لا حلول مثل أكرم توفيق على اليمين مع موسيماني أو مصطفى العش على اليسار.
بالتالي مع رحيل علي معلول وفي حالة الاتجاه لعدم تفعيل بند شراء يحيى عطية الله، لا يبدو في القائمة الحالية من يصلح لهذه الأدوار سوى محمد هاني وعمر كمال وكريم الدبيس حتى إشعار آخر أو تعاقدات أخرى، إضافة إلى كريم فؤاد بعد عودته من الإصابة.
في الوسط يبدو مروان عطية مناسبا للغاية لهذه الفكرة، حيث يمكنه التراجع بين قلبي الدفاع وإدارة عملية تدوير الكرة في المنطقة الخلفية، ومع الوصول المنتظر لمحمد علي بن رمضان لم تعد هناك حاجة للتفكير في اللاعب رقم 8، وكذلك 10 في وجود إمام عاشور ومحمد مجدي أفشة.. لتبقى بعض الأسئلة الإضافية بعد عودة أليو ديانج أيضا.
ولكل الأجنحة سواء المتواجدين بالفعل مثل أشرف بنشرقي وحسين الشحات وطاهر محمد طاهر أو الوافدين المنتظرين مثل زيزو وتريزيجيه، هل هناك بينهم من يمانع اختراق المنطقة وتسلم الكرة في مساحات ملائمة للتسجيل؟ الأزمة الوحيدة هنا هي وجود 5 لاعبين على مقعدين في الملعب لا أكثر ولا أقل، وفرة سيتمتع بها الأهلي وستخدمه في مختلف المنافسات، ولكن حتما سيكون لها ضحايا على مستوى عدد الدقائق.
نرشح لكم










