محمد علي بن رمضان "اللاعب متعدد المواهب في عدة مراكز في خط الوسط".. هكذا وصف نادي فرينفاروتشي المجري لاعبه عند تقديمه للجماهير عبر موقعه الرسمي في صيف 2023.

تأخر انضمام بن رمضان للأهلي لمدة عام، والآن أصبح الإعلان الرسمي فقط هو ما يفصله عن الانتقال لصفوف الأهلي وارتداء قميصه في الموسم الجديد.

فكيف يستفيد الأهلي من بن رمضان؟ هذا ما يكشفه FilGoal.com لكم في السطور التالية.

الترجي

لم يعرف بن رمضان في تونس سوى الترجي الذي تدرج في صفوفه حتى أصبح لاعبًا في الفريق الأول عام 2018.

بدأ مع الترجي كصانع ألعاب، لكن معين الشعباني، المدير الفني السابق للفريق، رأى أن إمكانيات بن رمضان البدنية تؤهله للعب دور لاعب الوسط المدافع أو رقم 8.

وشارك في إجمالي 143 مباراة مع الترجي في 5 مواسم، وتوج بلقب الدوري التونسي 5 مرات، وكأس السوبر مرة واحدة، كما فاز بدوري أبطال إفريقيا في موسم 2018/2019.

وبالفعل، خاض بن رمضان 87 مباراة بقميص الترجي كلاعب وسط، و12 كلاعب وسط مدافع، و11 كصانع ألعاب، و3 كلاعب وسط أيسر، و1 كلاعب وسط أيمن.

كان موسم 2022-23 الأفضل له مع الترجي، حيث ظهر في 38 مباراة في جميع المسابقات وسجل 14 هدفًا من أصل 34 سجلها خلال مواسمه الخمسة بقميص الدم والذهب.

انتهت رحلته في الترجي بالانتقال إلى فرينفاروتشي في أول تجربة أوروبية له، بعد مشاركته في كأس العالم 2022.

فرينفاروتشي

في أول مباراة كاملة خاضها بن رمضان مع فريقه المجري، كان الأكثر ركضًا بـ13 كيلومترًا، وفقًا لموقع النادي الرسمي.

أشاد المدير الفني آنذاك بأداء اللاعبين البدني، خاصة أن المباراة جاءت في وقت مبكر من الموسم، في الثالث من أغسطس 2023، وانتهت بالفوز 2-0 على شامروك روفرز الأيرلندي.

بدأ بن رمضان مشواره مع الفريق المجري بمعدلات بدنية رائعة، لكنه اضطر للتأقلم مع تغييرات فنية عديدة، إذ تناوب 5 مدربين مختلفين على تدريب الفريق خلال موسمين، ولعب بن رمضان تحت قيادتهم في 5 مراكز مختلفة.

انضم في البداية تحت إمرة الروسي ستانيسلاف تشيرتشيسوف وخاض معه مباراة واحدة، ثم كسابا ماتي خلال 8 مباريات.

ثم خاض أطول فترة له مع المدرب ديان ستانكوفيتش نجم إنتر السابق، حيث لعب معه 30 مباراة.

رحل الصربي في الصيف، وخلفه الهولندي باسكال يانسن حتى ديسمبر الماضي، ثم تولى الأيرلندي روبي كين، نجم توتنهام السابق، القيادة الفنية.

خلال 74 مباراة خاضها بن رمضان مع الفريق، بمتوسط نحو 15 مباراة لكل مدرب، ورغم ذلك حقق لقب الدوري المجري الموسم الماضي، وهو على أعتاب تحقيق ثنائية محلية ستُحسم بنهاية الشهر الجاري مع تبقي 5 مباريات.

ما يميز بن رمضان أنه تأقلم سريعًا، ففي أول مباراة أساسية له في الدوري، صنع 3 أهداف في الفوز على باكس، وبعد أسبوع صنع هدفين جديدين.

وربما تأخر هدفه الأول حتى ديسمبر 2023 عندما سجل بتسديدة رائعة من داخل منطقة الجزاء أمام زي تي إي.

وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت"، فقد خاض بن رمضان 22 مباراة كلاعب وسط، و5 كصانع ألعاب، و5 كلاعب وسط أيسر، و2 كلاعب وسط أيمن، و4 كجناح أيسر.

بدأ كصانع ألعاب، ثم أصبح لاعب وسط متعدد المهام، وأخيرًا جناح أيسر، سجل هدفين في واحدة من أهم مباريات الموسم ضد ألكمار الهولندي في دور المجموعات بالدوري الأوروبي في الفوز بنتيجة 4-3.

وصف التونسي مباراته ضد ألكمار: "كانت هذه أفضل مباراة لي في فرينفاروتشي"، وفي نفس الشهر فاز بجائزة أفضل لاعب في يناير 2025.

ولأنه قدّم مباراة رائعة، كتب النادي في أول فقرات خبر رحيله: "سيرحل أفضل لاعب في مباراة ألكمار بنهاية الموسم الجاري".

بحسب موقع "سوفا سكور"، فإن بن رمضان، البالغ من العمر 25 عامًا، يمتاز بالتمريرات الطولية والقصيرة وكذلك الضغط العالي.

الخريطة الحرارية للاعب تُظهر تواجده أكثر في المناطق الهجومية من الدفاعية، ويميل إلى الجهة اليسرى.

خاض بن رمضان 20 مباراة من أصل 30 في الدوري المجري هذا الموسم، وأرسل 14 تمريرة طولية بدقة 66%، وتصل دقة تمريراته إلى 86%، بإجمالي 338 تمريرة منها 145 في الثلث الهجومي، كما أرسل 12 تمريرة مفتاحية (انتهت بتسديدة).

إلى الأهلي

في وقت سابق، قال خالد جوادي، مترجم مارسيل كولر، المدير الفني السابق للأهلي:

"كولر افتقد رحيل حمدي فتحي، ولذلك يريد ضم محمد علي بن رمضان، فهو القطعة المفقودة التي ستحل له كل المشاكل الفنية في الوسط".

خلال 20 مباراة هذا الموسم في الدوري المجري، سجل بن رمضان 3 أهداف وصنع 2، بمعدل هدف كل 318 دقيقة، و1.2 تسديدة لكل مباراة، حيث يحول 13% من تسديداته إلى أهداف، وأهدر 4 فرص محققة.

جميع أهدافه جاءت من داخل منطقة الجزاء، وهو ما كان يريده كولر، إذ سجل هدفًا بقدمه اليسرى وهدفين باليمنى المفضلة.

كما يلمس الكرة 32 مرة في المباراة، ويرسل 17 تمريرة منها 13 في نصف ملعب الخصم، ويستخلص الكرة 2.9 مرة في المباراة من لاعبي الخصم.

يفوز بـ3.5 صراع هوائي في المباراة، ويكمل 1.1 مراوغة كل 90 دقيقة، ويتحصل على 1.2 خطأ، ويرتكب 1.6 خطأ في المقابل.

اعتمد كولر سابقًا على حمدي فتحي في الزيادة الهجومية، بجانب الثنائي أليو ديانج ومروان عطية من خلفه.

والنتيجة أن حمدي ساهم بـ8 أهداف، مسجلاً 4 وممررًا 4 تمريرات حاسمة، وهو أفضل مواسمه هجوميًا مع الأهلي.

جميع أهدافه الـ4 جاءت من داخل منطقة الجزاء، منها رأسيّتان ضد الاتحاد المنستيري، وهدف بمتابعة أمام الداخلية، وآخر بتسديدة ضد الرجاء المغربي.

كما صنع جميع أهدافه من داخل منطقة جزاء الخصم، أبرزها تمريرتان ضد الزمالك في الدور الأول.

بمقارنة أرقام بن رمضان مع حمدي فتحي في آخر مواسمه مع الأهلي 2022-23 قبل انتقاله للوكرة، سنجد بعض التشابه:

سدد حمدي فتحي بمعدل 1 لكل مباراة، منها 0.2 بين القائمين والعارضة، ومن أصل 17 تسديدة سجل هدفًا واحدًا بنسبة 6%.

ومرر 20.3 تمريرة في المباراة بدقة تمرير 82%.

رحل حمدي فتحي وعوّضه إمام عاشور بأفضل شكل في المساندة الهجومية، مقدمًا أفضل أرقامه التهديفية، وهو ما استفاد منه الأهلي حتى الآن.

سينضم بن رمضان بدءًا من الموسم المقبل، وسيشكّل ثنائية مع إمام عاشور في وسط الأهلي، ما سيفتح مسارات هجومية عديدة للفريق، في ظل صفقات تمهد لإحكام نسر الأهلي قبضته على الألقاب بشكل أكبر.