ألفريدو دي ستيفانو وباكو خينتو أو لويس سواريز، أسماء قد تتذكرها من الخمسينيات ساهمت في سيطرة ريال مدريد على أوروبا بنسخها الأولى وساهمت في تتويج إسبانيا باليورو للمرة الأولى، ولكن هل تعرف من هو المدرب الذي بدأ تلك الإنجازات؟

خوسيه فيلالونجا رجل عسكري ومدرس تربية بدنية ومدرب إسباني سطر التاريخ في كل مكان ذهب إليه، قاد ريال مدريد للتتويج بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه كما قاد إسبانيا للتتويج باليورو لأول مرة بتاريخها قبل سنوات وسنوات من جيلها التاريخي.

لفيلالونجا قصة مثيرة يستعرضها FilGoal.com كونه أحد الأسماء التي أسهمت في المجد لإسبانيا في كرة القدم الأوروبية.

ولد فيلالونجا عام 1919 بمدينة قرطبة الإسبانية.

في شبابه اتجه فيلالونجا للعسكرية وعمل بالجيش الإسباني لفترة وبنفس التوقيت مارس كرة القدم ولكن على مستوى الهواة.

ترك فيلالونجا العمل العسكري بعد اكتساب صفاته واتجه للعمل كمدرب تربية بدنية وبدأ في دراسة التدريب الرياضي وحصل على الرخصة في عام 1949.

بعد ثلاث سنوات من حصوله على الرخصة وبعام 1952 تولى خوان أنطونيو إبينا تدريب ريال مدريد والشيء الأول الذي طلبه كان اصطحاب فيلالونجا للعمل معه كمدرب أحمال ومساعد.

سلم المجد

بعد موسم واحد فقط رحل إبينا عن ريال مدريد وتولى إنريكي فيرنانديز بدلا منه ولكن فيلالونجا استمر في الجهاز الفني ليقودا ريال مدريد للتتويج بالدوري الإسباني للمرة الأولى بعد غياب 21 عاما.

فيرنانديز هو الآخر لم يستمر في تدريب ريال مدريد أكثر من موسم ورحل ولكن تلك المرة كانت المفاجأة السعيدة لفيلالونجا والذي وثقت فيه الإدارة لتولي منصب الرجل الأول في الجهاز الفني للفريق.

تمكن المدرب الإسباني من البناء على مكتسبات الموسم الذي سبقه وتمكن من تحقيق الدوري الإسباني للمرة الثانية بالإضافة إلى الكأس اللاتيني.

في الموسم التالي وعام 1955 قرر الاتحاد الأوروبي إنشاء بطولة جديدة للأندية الأوروبية ليقابل بعضهم البعض وهي بطولة دوري أبطال أوروبا.

وقاد فيلالونجا ريال مدريد للتتويج باللقب الأوروبي المستحدث وقتها والتي أصبحت البطولة المفضلة للفريق الملكي حتى يومنا هذا.

في الموسم الثالث فرض فيلالونجا سيطرته بشكل أكبر ولكن تلك المرة على جميع البطولات ليتوج من جديد بدوري أبطال أوروبا ويحقق الدوري الإسباني والكأس اللاتيني.

صدام مع سانتياجو بيرنابيو شخصيا

توقع الكثيرون أن ريال مدريد لن يتوقف أبدا برفقة فلالونجا الذي وجد الملكي ضالته به وقرر تمديد تعاقده ولكن القصص الجميلة كانت دائما ما تتوقف.

قرر سانتياجو برنابيو رئيس النادي وقتها تعيين مندوب كرة القدم ليكون حلقة الوصل المباشرة بين مجلس الإدارة والجهاز الفني للنادي.

فيلالونجا رفض ذلك القرار وقرر تقديم استقالته وترك رسالة وداع لسانتياجو برنابيو.

وكتب فيلالونجا في رسالة وداعه: " لم يكن لدي اي سبب لقبول الضغط او التعليمات من اي شخص. كما أنني لن أتشارك معه في خطة العمل التي وضعتها ودرستها بدقة".

بعد ترك ريال مدريد اتجه للعمل كمدرب أحمال لمنتخب إسبانيا للشباب بالإضافة إلى تدريب تدريب كرة القدم ولمدة عامين ابتعد عن التدريب.

في أحضان الغريم

في 1959 قرر أتليتكو مدريد تعيين فيلالونجا كمستشار للجهاز الفني بقيادة فرناندو دوسيتش.

بعد 6 جولات فقط من بداية الدوري قرر دوسيتش تقديم استقالته وتم تعيين فيلالونجا مدربا لأتليتكو مدريد ليتولى تدريب غريم فريقه الذي صنعا المجد سويا.

في موسمه الأول أنهى أتليتكو مدريد الدوري في المركز الخامس ولكنه توج بلقب الكأس وعلى حساب ريال مدريد نفسه بالمباراة النهائية في لحظة وصفها فيلالونجا "بالأكثر تعقيدا في مسيرتي".

في الموسم التالي توج أتليتكو مدريد بقيادته بالكأس ومن جديد على حساب ريال مدريد وفي ملعب سانتياجو برنابيو.

إلى يورو إسبانيا الأول

بعد التألق مع أتليتكو مدريد كان قد حان وقت تحقيق فيلالونجا لحلمه الكبير وتم تعيينه مدربا لمنتخب إسبانيا عام 1962.

استمر تفوق فيلالونجا كمدرب وبالفعل قاد إسبانيا للمشاركة في يورو 1964 والتي أقيمت في بلاده وشق طريقه بسهولة إلى نصف النهائي بعد الفوز على جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية ورومانيا.

في نصف النهائي واجهت إسبانيا خصم صعب وهو منتخب المجر ولكن كتيبة فيلالونجا تمكن من الفوز بعد اللجوء للوقت الإضافي.

في النهائي واجه منتخب إسبانيا الاتحاد السوفييتي على ملعب سانتياجو برنابيو وتمكن من تحقيق الفوز ليثبت من جديد ليتوج منتخب إسبانيا ببطولة اليورو لأول مرة في تاريخه والتي احتاج بعدها منتخب لاروخا 44 سنة ليتوج بها من جديد.

بالنظر إلى إنجازات فيلالونجا كمدرب سنرى أنها دائما ما كانت مرتبطة بملعب سانتياجو برنابيو سواء مع ريال مدريد أو منتخب إسبانيا أو حتى مع أتليتكو مدريد الغريم الذي تمكن من التتويج بلقب الكأس برفقته ولكن على نفس الملعب.

استمر فيلالونجا كمدرب لإسبانيا وشارك مع الفريق في كأس العالم 1966 التي أقيمت في إنجلترا ولكن تلك المرة لم يحقق أي نجاح يذكر وخرج من الدور الأول ليرحل عن تدريب الفريق ويتم تعيينه كمدير لمدرسة المدربين الإسبان.

عمل في منصبه كمدير لمدرسة لمدربين لمدة 7 سنوات قبل أن يتوفي بشكل مفاجئ عام 1973 أثر أزمة قلبية ليرحل عن عمر 54 عاما تاركا خلفه إرثا كبيرا للكرة الإسبانيا كان حجر الأساس لجميع الإنجازات التي تم تحقيقها فيما بعد.