كتب : محمد أسامة | السبت، 31 ديسمبر 2022 - 14:32

رونالدو يحقق حلم نواف!

رونالدو في النصر

عاد نواف للمنزل بعد نهاية الدوام، فتح مبرد الطعام وأخرج منه البعض ثم بدأ في الأكل مع تصفح التلفاز، بعد ساعة شعر بالملل فذهب إلى غرفته وأحضر جهاز الـ بلايستيشن وبدأ لعبة FIFA 2021، اختار قسم (المهنة) ثم لاعب حالي ثم اختار كريستيانو رونالدو لاعب "بيمونتي كالتشيو"

بدأت اللعبة برونالدو وهو يلعب في يوفنتوس لكن نواف لا يحب يوفنتوس ولا الدوري الإيطالي فطلب أن يرحل عن الفريق على أمل أن يأتيه عرضا من ريال مدريد وبعد محاولات وافق النادي وتم عرضه للبيع مر أسبوعين ولم يتلق نواف أي عروض من أي نادي.

وإذ فجأة تلقى نواف عرضا من مانشستر سيتي ولكنه فضل أن ينتظر العروض الأخرى على أمل وصول أحد العروض من ريال مدريد، مر أسبوع آخر ولم يصل نواف أي عروض فقرر أن ينتظر يومين وبعد ذلك يوافق على العرض المقدم من مانشستر سيتي.

بعد يومين تلقى نواف رسالة أنه لديه عرضا جديدا، دخل نواف إلى العروض فوجد عرضا من مانشستر يونايتد، قرر نواف عدم الانتظار وقال إنه يستطيع أن يصنع المجد مع يونايتد وأنه تحدي أصعب من سيتي فقرر الذهاب إلى مانشستر يونايتد والعودة إلى المكان الذي قدمه للعالم.

مر موسم وأنهى مانشستر يونايتد الدوري في المركز الـ 6 وتأهل للدوري الأوروبي، لم يستمتع نواف باللعب برونالدو رفقة مانشستر يونايتد وتخطى الكثير من المباريات وبدأت فترة الانتقالات.

قرر نواف تقديم طلبا للرحيل عن النادي بسبب عدم المشاركة في دوري أبطال أوروبا وعلى أمل أن يلعب لموسم أخير مع ريال مدريد أو أن ينتقل لفريق يلعب بدوري الأبطال، انتظر نواف كثيرا ولم يأتيه أي عروض وانتهت فترة الانتقالات واضطر للبقاء مع مانشستر يونايتد الذي تعاقد مع بعض الصفقات القوية واستعاد بعض اللاعبين من الإعارة مع وجود بعض الشباب ووجد نفسه على دكة البدلاء ولا يلعب كثيرا.

نواف تلقى إشعار أنه تم استدعاء رونالدو للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس العالم فعاد إليه الحماس وزاد تركيزه وبدأ في لعب كأس العالم رفقة البرتغال، صعد لدور الـ 16 ليواجه سويسرا وتخطاهم بفضل الشاب جونزالو راموس، ثم واجه المغرب لكن انتهت رحلته هما وخرج من كأس العالم رفقة البرتغال.

قرر نواف إغلاق اللعبة لكن بعد ثوان فكر أنه يمكن أنه يمكن أن يأتي برونالدو ليلعب في السعودية بلده، كمشجع للنصر لم يتخيل ذلك ولكن مجرد التفكير في الأمر جعله يتراجع عن إغلاق اللعبة وتخطى الأيام حتى فترة التوقف وقرر طلب الرحيل مرة ثانية عن مانشستر يونايتد فلم يتلقى إلى عرضا واحدا من الفريق الذي أراد نواف أن يرى رونالدو بقميصه وهو النصر السعودي.

في المباراة الأولى ظهر رونالدو أخيرا بقميص النصر وابتسامة نواف أصبحت من الأذن للأذن لكن سمع نواف الجماهير في الملعب تهتف "نواف اصحى يا نواف، نواف اصحى يا نواف"، استيقظ نواف وأدرك أن كل ذلك لم يكن حقيقا وأنه مجرد حلم.

لم يتخيل أي مشجع في سيناريو نهاية مسيرة رونالدو أن يكون بهذا الشكل حتى في فيفا لم أر أي شخص فكر في أن يلعب حتى كارير مود بوجود رونالدو في نادي النصر!!

عندما قرر رونالدو الرحيل عن ريال مدريد لـ يوفنتوس كان الجميع يقول إنه يسعى لخوض تحد جديد وأن رونالدو سيجلب دوري أبطال أوروبا للسيدة العجوز، لكن ذلك لم يتحقق لأسباب أخرى غير رونالدو تتعلق بالنادي وبجودة بعض اللاعبين.

وبعد 3 مواسم يمكننا أن نصفهم بأنهم ليسوا بالسيئين قرر رونالدو الرحيل مرة أخرى، وتلقى عرضا من فريق آخر يحلم بدوري الأبطال وهو مانشستر سيتي وقرر بالفعل الانضمام إليهم لكن مكالمة من السير أليكس فيرجسون غيرت كل شيء، حرفيا لولا هذه المكالمة كانت الكثير من الأمور ستظل مجرد حلم أو كلام ليس له قيمة.

رونالدو اختار مانشستر يونايتد والأغلبية وقتها كانت مع هذا القرار، الموضوع كان يتعلق بالمشاعر والاحترام الذي يكنه رونالدو لجماهير مانشستر يونايتد، كمشجع لمانشستر يونايتد، ما اللحظة التي شعرت بها في السعادة في السنين العجاف للنادي؟ الغالبية سيجيب أنها لحظة عودة رونالدو للفريق.

كل شيء كان يسير في الطريق الصحيح لكن اصطدم رونالدو وجماهير مانشستر يونايتد بالواقع وأن الأمور لن تسير برومانسية فوجد رونالدو نفسه يلعب مع أشباح في الملعب، الخسارة بخماسية أمام الغريم ليفربول لم تغير شيء وعاد مانشستر يونايتد للخسارة في الإياب برباعية أخرى من الغريم، مباراتان لخصا موسم مانشستر يونايتد وأثبتا لرونالدو أنه ارتكب الخطأ الأكبر في مسيرته بالعودة لمانشستر يونايتد.

من وجهة نظري، رونالدو كان عليه التنازل قليلا من أجل ريال مدريد في البداية، كان عليه إصلاح الأمور مبكرا وإدراك أنه في المكان الذي يجب عليه أن يتواجد به وأن أي مكان آخر لن يجعله سعيدا، لكن مع ذلك إن كان لابد من الرحيل وقتها فكان الخيار الصحيح وقتها لرونالدو هو الذهاب ليوفنتوس لكن القرارات بعد ذلك أصبحت من السيئ للأسوأ ولم يتخذ رونالدو أي قرار ينصف به تاريخه.

رونالدو حصل على فرصة أخرى للحصول على نهاية جيدة لمسيرته لكنها أهدرها بقرار مصحوب بالمشاعر والرومانسية دون النظر لأرض الواقع والتعلم من الدروس السابقة، عندما حصل على عرض من مانشستر سيتي ورفضه لعيون مانشستر يونايتد والسير أليكس فيرجسون.

يمكنك الآن التفكير في الأمر بروية وتكوين فكرة عن أكثر قرار أضر بمسيرة رونالدو، قرارات كثيرة غير صحيحة، الرحيل عن مدريد ثم الرحيل عن يوفنتوس وإهدار فرصة اللعب في فريق جاهز يساعد رونالدو على استكمال مسيرته بقوة مثل مانشستر سيتي ثم عدم الذهاب للفترة التحضيرية مع مانشستر يونايتد وبعد ذلك الظهور في حوار ومهاجمة النادي وأخيرا الانضمام للنصر السعودي والبعد عن المنافسات الكبرى في أوروبا.

كان على رونالدو بعد الرحيل من يوفنتوس أن يختار بين خيارين إما السعي وراء المنافسة القوية في دوريات أقوى أو فعل ما فعله ميسي بالانضمام لفريق يلعب في دوري ليس بالقوي ولديه إمكانيات كبيرة قد تساعده في تحقيق دوري الأبطال، رونالدو كان لديه هنا خيار مثالي وهو الانضمام لمانشستر سيتي والحصول على المكسبين، أقوى دوري في العالم مع مدرب من الأفضل في العالم وفريق لديه إمكانيات كبيرة ستساعده بالتأكيد في تحقيق الكثير من البطولات ولما لا قد يحقق دوري الأبطال مرة أخرى.

الرقصة الأخيرة لرونالدو كان بالإمكان أن تكن أفضل لكن اختياراته الأخيرة لن تقلل أبدا من قيمته الفنية ولن تمحي تاريخه الذي لا يشاركه به أي لاعب آخر، كل أساطير كرة القدم لم تنه مسيرتها في مستوى عالى، رونالدو الظاهرة أنهى مسيرته في كورينثيانز بالبرازيل، بيليه لم يلعب في فرق كبرى بأوروبا، مارادونا أنهى مسيرته في الأرجنتين، يوهان كرويف أنهى مسيرته في فينورد الغريم التقليدي لأياكس، دي ستيفانو أسطورة ريال مدريد أنهى مسيرته أيضا في إسبانيول.

عندما تسمع أسماء هذه الأساطير، هل تتذكر أين أنهى كل منهم مسيرته، هل تقييمهم على أساس ذلك؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات