كأس العالم - منتخب إسبانيا.. الروليت الروسي هو الحل

السبت، 05 نوفمبر 2022 - 13:18

كتب : زكي السعيد

منتخب إسبانيا

هل تثيرك اختيارات المنتخبات لقوائمها الدولية؟ تنتظرها بشغف لتبدي إعجباك باختيار هذا، وغضب لاستبعاد ذاك؟

هل تدرك تلك اللحظات وأنت تطالع القائمة بدايةً بحراسة المرمى مرورًا بالدفاع وصولًا إلى خط الوسط وانتهاءً بالهجوم، وتبحث عن اسم بعينه، ثم تُفاجأ بغياب آخر؟

حسنًا، منتخب إسبانيا غيّر كل ذلك، لأن الخبر لم يعد من وإنما كيف.

سلسلة فيديوهات عجيبة أنتجها الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم مع إعلان القوائم الماضية منذ بداية حقبة لويس إنريكي.

بدأ الأمر بالمدرب يتناقش مع معاونيه، ويهب واقفًا ليكتب أسماء القائمة المنضمة على لوحة التكتيك داخل غرفة خلع الملابس.

بعدها تطورت طريقة الإعلان وتمت باستعراض أقمصة كل اللاعبين المنضمين.

ثم جاء الدور على بطاقات بانيني الكلاسيكية في تذكير بنوستالجيا الطفولة.

بعدها هبط لويس إنريكي إلى ملعب التدريب مستعملًا المُجسمات التي تُستخدَم في التدرب على الجمل الخططية.

توقفت كرة القدم لأشهر طويلة بسبب الوباء، وعندما عادت، ظهر لويس إنريكي في فيديو القائمة مرتديًا الكمامة الطبية، ولم يكتف بذلك، بل تم الإعلان عن طريق طباعة أسماء اللاعبين على مجموعة من الكمامات في مواكبة لفترة التباعد الاجتماعي.

الجانب الدعائي لم يكن غائبًا، فظهر لويس إنريكي في سيارة "سيات" للإعلان عن قائمة أكتوبر 2020، ثم دخل CASA SEAT أو "منزل سيات" في مدينة برشلونة وأعلن عن قائمته وإلى جواره مجموعة من إطارات السيارات.

الإعلان عن قائمة يورو 2020 العام الماضي كان يجب أن يصير مميزًا، فتم في فيديو مدته تجاوت 8 دقائق، حيث ظهر لويس إنريكي ومن خلفه شاشة عملاقة.

تولى المدرب الإعلان عن كل اسم في القائمة، ليخرج ملخص مكتوب ومسموع سريع عن مسيرة ذلك اللاعب على الشاشة العملاقة.

انتهى الصيف وجاء موسم عودة المدارس، فأعلن لويس إنريكي قائمته عن طريق استعراض حقائب مدرسية للأطفال مطبوع عليها أسماء لاعبيه.

بطاقات لعبة "فيفا" لم تغب عن بال صناع المحتوى الإسبان، فجاء الإعلان عن قائمة أكتوبر 2021 بتلك الطريقة.

لويس إنريكي واصل التجول وانتقل إلى صالة تقنية الفيديو في مقر الاتحاد الإسباني لكرة القدم للإعلان عن قائمته لشهر نوفمبر 2021.

لم يتوقف لويس إنريكي وتحوّل إلى ملعب مونتجويك الذي كان شاهدًا على آخر مباراة لإسبانيا في مدينة برشلونة عام 2004.

ولأن بناء المستقبل يتوقف على دراسة تاريخك جيدًا، فقد دخل لويس إنريكي إلى متحف منتخب إسبانيا وأعلن من هناك قائمته لشهر يونيو الماضي.

وأخيرًا رفع صناع المحتوى في الاتحاد الإسباني مستوى التحدي في قائمة سبتمبر الماضي، واحتفلوا بطريقتهم الخاصة بطواف إسبانيا للدراجات الهوائية.

فظهر لويس إنريكي في زي متسابق بالكامل على دراجة، ورافقه وسط جبال مدريد محلل الأداء أيتور أونزوي.

وجاء اختيار أيتور أونزوي -نجل خوان كارلوس أونزوي مساعد لويس إنريكي السابق في برشلونة-، لأنه ينحدر من عائلة تمارس رياضة الدراجات النارية بكثافة، وعلى رأسهم عمه أوسيبيو أونزوي مدير فريق Movistar Team، وكذلك ابن خالته إنريكي سانز هو محترف سابق في سباقات الدراجات.

لحظة الحقيقة

الآن وبعد أن استعرضنا كل تلك الأفكار الخلّاقة، كل تلك القوائم التي ظهرت للنور من أماكن مختلفة في أنحاء إسبانيا، بأفكار رياضية واجتماعية وثقافية، ستكون لحظة إعلان قائمة كأس العالم حاسمة.

فالذهاب بعيدًا في الأفكار رائع، لكنه يضعك أمام تحدٍ أكبر مع موعد إخراج الفكرة الثانية.

ونحن فكّرنا بدورنا كيف يمكن لـ لويس إنريكي أن يعلن عن قائمته لمونديال قطر، وحاولنا أخذ الجانب الكروي في الاعتبار.

وما توصلنا إليه، أن أي قائمة يعلنها لويس إنريكي منذ توليه المهمة لا تخل أبدًا من الجدل والانتقادات، تتباين النتائج والضوضاء واحدة مع كل قائمة جديدة.

ولكي يكون لويس إنريكي قادرًا على تحقيق العدالة في اختياراته، فعليه أن يلجأ هذه المرة إلى لعبة الروليت الروسي.

فليحضر كل اللاعبين الـ 55 في قائمته المبدئية، ويمارس عليهم لعبة الروليت الروسي القاتلة، والناجون الـ 26 الأخارى سيلعبون على أرض قطر بكل جدارة، فقد اجتازوا أهم اختبار، وهو البقاء على قيد الحياة، وشاركوا في صناعة المحتوى الخلّاق الأكثر إثارة للجدل في تاريخ كل قوائم منتخبات كرة القدم.

تتويج وحيد

تشارك إسبانيا في كأس العالم للمرة الـ 16 في تاريخها والـ 12 على التوالي، إذ لم تغب عن المشهد من نسخة 1974 في ألمانيا الغربية.

ورغم كونها من المرشحين الدائمين، لكن إسبانيا لم تنجح في الظفر باللقب إلا مرة وحيدة تحت قيادة فيسنتي دل بوسكي عام 2010.

وبخلاف ذلك، لا تمتلك إسبانيا تاريخًا موندياليًا حافلًا، إذ كان إنجازها الأفضل هو المركز الرابع في نسخة 1950 التي أقيم دورها النهائي بنظام المجموعة، أي أن إسبانيا لم تلعب نصف نهائي خروج مغلوب أبدًا باستثناء 2010.

ويعد الثنائي إيكر كاسياس وسيرخيو راموس الأكثر ظهورًا بقميص إسبانيا في النهائيات بواقع 17 مباراة.

أمّا أكثر لاعبي الجيل الحالي ظهورًا فهو سيرخيو بوسكيتس بخوضه 13 مباراة، وحتى يحطم رقم سلفيه، عليه أن يقود بلاده إلى ربع النهائي على الأقل ويشارك في كل المباريات وصولًا إلى هذا الدور.

أمّا الهداف التاريخي لـ إسبانيا في المونديال فهو الجواخي فيّا برصيد 9 أهداف، رقم سيظل صامدًا على الأرجح لنسخة جديدة على الأقل لأن الجيل الحالي بأكمله لم يعرف أي من لاعبيه طعم التسجيل في المونديال سابقًا.

وسجلت إسبانيا تاريخيًا 99 هدفًا، وتحتاج إلى هدف واحد لإكمال المئوية واستكمال ما بدأه خوسيه إيراراجوري في الدقيقة 16 من مباراة البرازيل بالدور الأول لمونديال 1934.

أزمة دبلوماسية

تأهلت إسبانيا إلى كأس العالم عن طريق تصدُر المجموعة الثانية في التصفيات الأوروبية برصيد 19 نقطة من 6 انتصارات وتعادل وهزيمة، وبفارق 4 نقاط عن السويد صاحبة المركز الثاني.

أول أزمة واجهت إسبانيا في التصفيات كانت وجود منتخب شبح بالنسبة لها: كوسوفو.

فمملكة إسبانيا لا تعترف بـ كوسوفو وتدعم صربيا ضد استقلال تلك الدولة التي انشقت عن صربيا في 2008 دون موافقة الأخيرة.

الأزمة الدبلوماسية زادت حدة بسبب كرة القدم عندما وصّف الحساب الرسمي لمنتخب إسبانيا كوسوفو بـ "الإقليم"، مما أثار غضبًا عارمًا لدى الدولة البلقانية.

الأزمة تواصلت خلال المباراة نفسها عندما كُتب اختصار كوسوفو بأحرف صغيرة في البث الصادر من إسبانيا.

بالعودة لكرة القدم، فقد بدأت إسبانيا التصفيات بشكل ضعيف وتعادل في غرناطة أمام اليونان بهدف لكل طرف.

استفاقت إسبانيا مؤقتًا بفوز قاتل في أرض جورجيا بالجولة الثانية، ثم بانتصار في مباراة سياسية أمام كوسوفو في إشبيلية.

المتاعب حلت في الجولة الرابعة عندما خسرت إسبانيا في أرض السويد منافستها المباشرة، مما جعل مصيرها ليس في يدها.

لكن 3 انتصارات متتالية تزامنًا مع خسارة مفاجئة للسويد أمام اليونان، وضعت إسبانيا على المسار الصحيح مجددًا.

في النهاية كانت إسبانيا بحاجة للتعادل أمام السويد في الجولة الأخيرة، وهدف موراتا بالدقيقة 86 كان الوحيد في اللقاء وأعلن عن صعود غير معقّد إلى النهائيات.

خيانة بعد الفاجعة

ليس إنريكي، بل لويس إنريكي، فهو اسم مركب لا يمكن تجزئته، اسمه بالكامل لويس إنريكي مارتينيز، أو لوتشو لو كنت مقربًا جدًا منه أو تشجع برشلونة.

تولى لويس إنريكي (52 عامًا) لأول مرة في صيف 2018 مباشرةً بعد كأس العالم، ورغم بدايته القوية في دوري الأمم الأوروبية، إلا أن الفاجعة طالته بعد 6 مباريات فقط.

في التوقف الدولي لشهر مارس 2019، تخلّف لويس إنريكي عن معسكر إسبانيا بشكل مفاجئ، وتولى مساعده روبيرت مورينو المهمة مؤقتًا.

اتضح لاحقًا أن غياب لويس إنريكي سببه إصابة ابنته تشانا بسرطان العظام، ولاحقًا قرر المدرب الإسباني الاستقالة وقضاء الوقت مع ابنته، ليتولى مورينو المهمة بشكلٍ كامل.

توفيت الطفلة تشانا في 29 أغسطس 2019 وكسرت قلوب كل مشجعي كرة القدم حول العالم.

بحلول نوفمبر 2019 وبعد حسم التأهل إلى نهائيات يورو 2020، شعر لويس إنريكي أنه قادر على العودة للعمل، وتحدّث مع مساعده السابق مورينو، لكنه فوجئ برد الأخير الذي أخبره برغبته في الاستمرار حتى يورو 2020 على الأقل.

ظهر لويس إنريكي بعدها في مؤتمر صحفي عاصف بوجه عابث واتهم مورينو بالخيانة، وأعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم إقالة مورينو وعودة لويس إنريكي مرة أخرى.

الخطوة كانت موفقة، ورغم عدم اصطحاب لويس إنريكي لأي لاعب من ريال مدريد لأول مرة طوال تاريخ لاروخا في البطولات المجموعة، لكن إسبانيا ظهرت بشكل قوي في النهائيات -التي أقيمت العام الماضي- ووصلت إلى نصف النهائي حيث خسرت بركلات الجزاء الترجيحية أمام إيطاليا.

لاحقًا حققت إسبانيا المركز الثاني في دوري الأمم الأوروبية بالهزيمة بصعوبة أمام فرنسا، وذلك بعد أن ثأرت من إيطاليا في نصف النهائي.

امتازت فترة لويس إنريكي مع إسبانيا بقرارات ثورية، فاعتمد على لاعبين شبان لم يتجاوزوا 18 عامًا مثل بيدري وجافي، كما أطاح بـ دافيد دي خيا من المشهد تمامًا، ثم اتبع السياسة نفسها مع المخضرم سيرخيو راموس الذي استبعده من يورو 2020 وطوال الأشهر التالية.

ويمتلك لويس إنريكي محطات تدريبية سابقة رفقة برشلونة (ب)، وروما، وسيلتا فيجو، وبرشلونة الذي فاز معه بخماسية تاريخية في 2015 وكوّن ثلاثية MSN الخارقة.

كلاعب كان لويس إنريكي أحد أبرز جيل التسعينيات في إسبانيا، فبدأ مع سبورتنج خيخون ثم انتقل إلى ريال مدريد، ومنه تحوّل في صفقة مدوية إلى برشلونة بصيف 1996 ليصير رمزًا للبلاوجرانا وعدوًا للميرنجي.

وشارك لويس إنريكي في كأس العالم كلاعب 3 مرات، الأولى في 1994 وخلّدته صورته الشهيرة ينزف دمًا غزيرًا من أنفه بعد مرفق عنيف من ماورو تاسوتي مدافع إيطاليا في ربع النهائي.

وفي 1998 كان لويس إنريكي في أفضل فتراته، وسجل وصنع وتسبب في ركلة جزاء أمام بلغاريا، لكن إسبانيا ودعت من الدور الأول بسبب انطلاقتها الضعيفة.

المونديال الأخير لـ لويس إنريكي كان 2002 وعرف ظهوره الدولي الأخير أمام كوريا الجنوبية في ربع النهائي عندما دخل بديلًا وشهد توديع بلاده للبطولة.

لحظة سيئة

يعيش منتخب إسبانيا لحظة سيئة، فأغلب نجومه إما مصابين، أو غير مكتملي اللياقة، أو لا يشاركون بانتظام مع فرقهم.

ألفارو موراتا

هدّاف الجيل الحالي للمنتخب يستعد للظهور في كأس العالم لأول مرة بعمر الثلاثين.

مهاجم أتليتكو مدريد تعرض لكدمة قوية في القدم لن تمنعه من الظهور في المونديال، ويعد أحد اللاعبين الذين يحظون بثقة غير محدودة من المدرب لويس إنريكي.

لاعب ريال مدريد ويوفنتوس وتشيلسي السابق تلقى انتقادات شرسة مع بدايات يورو 2020 ليخرج لويس إنريكي ويقول: "سنلعب بـ موراتا و10 لاعبين". لاحقًا سجّل موراتا هدف التعادل أمام إيطاليا في نصف النهائي بعد دخوله بديلًا.

يمتلك موراتا 27 هدفًا في 69 مباراة دولية مع منتخب إسبانيا، بمعدل 0,47 هدفًا في المباراة الواحدة، ويحتاج موراتا 11 هدفًا لمعادلة فيرناندو توريس الهدّاف التاريخي الثالث لـ لاروخا خلف دافيد فيا (50 هدفًا) وراؤول جونزاليس (44 هدفًا).

سيرخيو بوسكيتس

قائد إسبانيا منذ استبعاد سيرخيو راموس، نال انتقادات شرسة في السنوات الأخيرة لانخفاض مستواه مع برشلونة، لكنه يظهر بمستوى أفضل في مشاركاته مع إسبانيا.

ثالث أكثر اللاعبين ارتداءً لقميص لاروخا عبر التاريخي بواقع 139 مباراة خلف راموس (180)، وإيكر كاسياس (167)، ومع انتقاله الوشيك إلى الولايات المتحدة بنهاية الموسم، من غير المحتمل أن يحطم أي من الرقمين.

في غياب راموس، يعد بوسكيتس هو اللاعب الوحيد المتبقي من جيل 2010 الذهبي الذي حصد لقب كأس العالم.

داني كارباخال

العنصر الأساسي الوحيد في صفوف إسبانيا من ريال مدريد، غيّبته الإصابة عن كأس العالم 2014 ويورو 2016 و2020، وكاد يغيب بسب الإصابة عن كأس العالم 2018 لكنه لحق به في آخر لحظة.

في أفضل مستوياته يعد الظهير الأيمن الأكثر تكاملًا على مستوى العالم، لكنه ابتعد عن الملاعب لفترات طويلة في المواسم الأخيرة.

في الثلاثين من عمره، يطمح كارباخال لتحقيق إنجاز أول مع منتخب إسبانيا بعد مسيرة حافلة رفقة ريال مدريد.

بيدري

دوري أبطال أوروبا، يورو، أولمبياد، دوري أمم أوروبية، والآن سيشارك بيدري في كأس العالم وعمره 19 عامًا فقط، ليكون قد ظهر في كل المحافل الكبرى التي عجز لاعبين كبار عن إتمامها جميعًا طوال مسيرتهم.

سيكمل بيدري عامه العشرين يوم 25 نوفمبر مباشرةً قبل مباراة ألمانيا في دور المجموعات، وسيطمح بالطبع في أن يكون احتفاله هذا العام مميزًا عن أعوامه السابقة.

لاعب الوسط دخل التشكيل الأساسي لـ إسبانيا بشكل مفاجئ في يورو 2020 بعد موسم واحد في برشلونة، ولم يغادره من حينها.

أوناي سيمون

تمتلك إسبانيا عادة تاريخية بامتلاك حراس مرمى يلعبون في غير ريال مدريد وبرشلونة، حتى كسر إيكر كاسياس تلك القاعدة.

خوسيه آنخل إريبار قائد أتليتك بلباو في الستينيات والسبعينيات، ثم لويس ميجيل أركونادا أسطورة ريال سوسيداد في الثمانينات، ومن بعدهما أندوني زوبيزاريتا وقتما كان في أتليتك بلباو قبل انتقاله إلى برشلونة، ومن بعدهم سانتياجو كانيزاريس رفقة فالنسيا، مجرد أمثلة على الديمقراطية التي يتمتع بها مركز حراسة المرمى في لاروخا.

سيمون ليس استثناءً، رهان كان مفاجئًا عندما تم تفضيله على دافيد دي خيا وكيبا أريزابالاجا، لكنه ثبّت أقدامه.

يمتلك أخطاءً قاتلة أغلبها بسبب تهوره في الخروج من مرماه، لكنه يمتلك أيضًا تصديات غير عادية وقدرة كبيرة على الصمود في الأوقات الصعبة، شيء افتقدته إسبانيا خلال ولاية دي خيا القصيرة بين خشبات المرمى.

أنسو فاتي

ربما سيكون فاتي نجم إسبانيا في كأس العالم، وربما لن ينضم من الأساس.

لويس إنريكي فاجأ الجميع واستبعد فاتي من معسكر سبتمبر الماضي -التجمع الدولي الأخير قبل معسكر المونديال- بحجة عدم مشاركته بشكل كافٍ مع برشلونة.

الجناح الذي ينحدر من غينيا بيساو انضم مبكرًا جدًا لمنتخب إسبانيا الأول في أغسطس 2020، وسجّل في شباك أوكرانيا بعمر 17 عامًا و311 يومًا ليكون أصغر هدّاف في تاريخ المنتخب الإسباني على الإطلاق.

لكن بعدها ضربته سلسلة إصابات عنيفة في الركبة والعضلة الخلفية تركته بعيدًا عن إسبانيا في يورو 2020 ودوري الأمم الأوروبية 2021.

ورغم استبعاده مؤخرًا رغم تعافيه الكامل، لكن حضوره في مونديال قطر يعد مرجحًا للغاية، وقتها قد يكون قادرًا على صناعة الفارق حتى لو من مقاعد البدلاء.

تمتلك إسبانيا أيضًا عدة شكوك أبرزها ميكيل أويارزابال لاعب ريال سوسيداد، وجيرارد مورينو لاعب فياريال، وماركوس يورينتي لاعب أتليتكو مدريد.

كلهم تعرضوا لإصابات مختلفة وتتراوح مدد غيابها، لكن حسابيًا يمكن أن يلحقوا بالمونديال أو بجزء منه. التساؤل: هل يغامر لويس إنريكي ويصطحبهم، أم يركن إلى اللاعبين الجاهزين بالكامل؟

الغضب الأحمر

اللقب الأشهر لـ إسبانيا هو "لاروخا" أو "La Roja"، وتعني "الأحمر" في إشارة إلى لون قميص المنتخب.

لقب آخر سائد هو "لا فوريا روخا" أو "La Furia Roja" بمعنى "الغضب الأحمر".

قمة تكسير عظام

رغم تواجدها في المستوى الأول بقُرعة المونديال، لم تتجنب إسبانيا الوقوع مع أحد المنتخبات المرشحة في نفس المجموعة.

ألمانيا، كوستاريكا، اليابان ستكون المنتخبات الثلاثة التي ترافق إسبانيا في المجموعة الخامسة بمونديال قطر.

تبدأ إسبانيا أمام مستعمرتها السابقة كوستاريكا في الثالثة عصر الأربعاء 23 نوفمبر في ملعب الثمامة.

ثم تلعب قمة المجموعة أمام ألمانيا في التاسعة مساء الأحد 27 نوفمبر في استاد البيت بمدينة الخور.

وأخيرًا تختتم دور المجموعات بلقاء اليابان يوم الخميس 1 ديسمبر في استاد خليفة الدولي.

ولن تكون إسبانيا غريبة عن منافسيها، وخصوصًا ألمانيا التي واجهتها في 4 مناسبات سابقة.

البداية كانت انتصار الماكينات في مونديال 1966 والإطاحة بإسبانيا من الدور الأول. ثم استمر التفوق الألماني في نسخة 1982 عندما هزمت لاروخا مجددًا في قلب سانتياجو برنابيو هذه المرة وأطاحت بها أيضًا من البطولة.

العقدة استمرت في دور المجموعات 1994، يومها اكتفت إسبانيا بالتعادل 1-1.

لكن، عندما كانت المباراة أهم من غيرها، عندما كان الموعد من أجل تأهل تاريخي أول لـ إسبانيا إلى النهائي، قفز الأسد كارليس بويول أعلى من كل الألمان وأسكن عرضية تشافي هيرنانديز في شباك الشاب مانويل نوير في طريق التتويج بنسخة 2010.

وبخلاف ألمانيا، تصطدم إسبانيا بـ كوستاريكا واليابان للمرة الأولى في مباراة رسمية، إذ كانت المواجهات معهما ودية فقط في السابق.

طريق إسبانيا في الدور الثاني يضعها أمام منتخبات المجموعة السادسة التي تضم بلجيكا وكرواتيا وكندا والمغرب، ولذا فمن المرجح جدًا أن نشاهد قمة واحدة على الأقل نتاج مواجهتي المجموعتين الخامسة والسادسة في دور الـ 16.

التعليقات