بيب وليلو.. قصة الأستاذ والتلميذ التي أنقذت جوارديولا

الجمعة، 30 سبتمبر 2022 - 14:57

كتب : عمر الصاوي

بيب جوارديولا وخوانما ليلو في مانشستر سيتي

"إنه يرى أشياء لا أستطيع رؤيتها، وله إحساس خاص وبالتحديد في اللحظات السيئة، يجعلني أشعر بالهدوء ويجعلني أرى الوضع الحقيقي للفريق بصرف النظر عن النتيجة".

التصريح السابق كان لبيب جوارديولا المدير الفنى لمانشستر سيتى فى أحد المؤتمرات الصحفية لمباراة من الموسم الماضي مشيدا بمساعده السابق خوانما ليلو الذي رحل مطلع الموسم الحالى لتولى منصب الرجل الأول في نادى السد القطري.

قصة بيب جوارديولا مع خوانما ليلو بالمكسيك تعود بدايتها إلى عام 2006 عندما بدأ بيب رحلة الألف ميل للبحث عن هويته وفلسفته الخاصة فى عالم التدريب عندما ذهب لتتبع مسيرة العديد من المدربين للتعلم منهم مثل مارسيلو بيلسا وخوانما ليلو وريكاردو لافولبى والأهم هو معلمه الكبير فى برشلونة الأسطورة الهولندية يوهان كرويف.

لعب جوارديولا تحت قيادة ليلو في دورادوس المكسيكي في عام 2006 وذلك لمدة 6 أشهر.

وفى إحدى مقابلات ليلو 2012 ذكر أنه يعتبر بيب بمثابة ابنه وخلال فترة تواجد جوارديولا فى المكسيك حمل كثيرا كراسة المدونات خلف أستاذه ليلو ودون الكثير من الملاحظات.

وعاون جوارديولا أستاذه ليلو فى بعض الأمور التدريبية والتحليلية ومساعدته للاعبى الفريق بصفته معاون إضافي للمدرب الإسباني المخضرم رغم كونه لاعبا.

جوارديولا "سارق الأفكار"

ربما يستحوذ بيب جوارديولا الأن على الهوس الأكبر من مدربى ومحللى الكرة ووصف تأثيره أنه الأكثر فعالية فى لعبة كرة القدم خلال أخر عشرين عاما.

ولكن بيب وصف نفسه فى كتاب " Herr PEP " أنه سارق للأفكار وأنه أخذ قدرا كبيرا من الأفكار من جميع المدربين بداية من كرويف مرورا بليلو وبيلسا ومينوتي وساكى ولافولبى ليضع في النهاية فلسفته الخاصة التي تعتبر التحديث الأخيرة من نسخة وأسلوب التيكى تاكا.

وفي المقابل تجاهل الكثيرون تأثير العبقري المنسي خوانما ليلو ربما يعد ظلما لهذا الرجل أحد رواد اسلوب " positional play" أو اللعب التمركزي وأحد مطوري الاسلوب الذي يعتبر الاستراتيجية الأساسية التى تنتهجها التيكى تاكا.

بداية علاقة جوارديولا وليلو

بدأ خوانما ليلو التدريب من سن مبكر للغاية بعد اعتزاله المبكر وتصريحه الأشهر بعد الاعتزال وقبل ممارسته لمهنة التدريب عندما قال: " أشعر أن قدمي لا تطاوع عقلي".

وبدأ ليلو التدريب ولمع اسمه سريعا من خلال الأندية الصغيرة من خلال أسلوبه الفريد فى عالم كرة القدم ونجح فى الترقي بشكل سريع.

في البداية درب فريقا للهواة يدعى أمارزو ثم ديبورتيفو ميرانديس ثم نادى كولتروال ليونيسا ثم سالامنكا الذي نجح فى الصعود به من الدرجة الثالثة إلى الأولى خلال عامين فقط.

وخلال موسمه الاول بالليجا الإسبانية احتل المركز الاخير وهبط للدرجة الثانية ولكن حقق معدل تهديفي كبير إذ وصل ترتيب الفريق تهديفيا للمركز العاشر من بين 22 فريق بالبطولة آنذاك، وانتقل بعدها للعديد من الأندية الإسبانية ريال أوفيدو وتينيريفي وريال سرقسطة.

ورحل ليلو للمكسيك لقيادة فريق دورادوس حيث قابل بيب " اللاعب" هناك وتوالت المشاكل مع ليلو فى المكسيك حيث اتهم الاتحاد المكسيكى بالتحيز للأندية الكبرى هناك ليرحل سريعا ويعود إلى إسبانيا.

لم تكن مسيرة ليلو موفقة كمدير فني وتولى تدريب العديد من الأندية التى لا تمتلك القدرة أو اللاعبين لتطبيق أسلوبه، وكانت تجربته مع ألميريا سيئة بعدما تمت إقالته فى عام 2010 وواجه بيب "المدرب" اثناء بداية مسيرته الأسطورية فى برشلونة واكتسحه جوارديولا 8-0.

وخلد ليلو للراحة عامين ثم تولى تدريب نادى كولومبى يدعى ميلوناريوس ثم عاون الأرجنتيني خورخى سامبولى لتدريب تشيلى ثم مع نفس المدرب والمنصب بنادي إشبيلية.

عند إقالة ليلو من ألميريا في 2010 سخر بشدة وقال: "لا أعلم لماذا يتم إقالة المدرب كما أنني لا أعلم لماذا يتم تعيينه؟".

ليلو حصل على لقب أصغر مدرب في تاريخ الدوري الإسباني حينما تولى تدريب سالامنكا بعمر الـ27 عاما، وكان بمثابة أحد مطورى طريقة 4-2-3-1 وينسب له البعض أنه صاحب الفضل فى انتشارها بشكل واضح بفضل أفكاره الثورية الجريئة والكرة الاستباقية الهجومية الجنونية التى كان يلعب بها منذ أن بدأ التدريب فى ثمانينيات القرن العشرين.

ليلو لم يكن يؤمن كثيرا بالنتائج التى تكون فى الغالب المعيار الأساسي للحكم على المدرب وكان له التصريح الأبرز بهذا الصدد حينما قال: "هل تشتري جريدة لا يوجد بها إلا نتائج المباريات؟ هل تذهب إلى الملعب في آخر دقيقة لتنظر إلى النتيجة وتذهب؟ لا أنت تتابع المباراة بأكملها أنا أستطيع الفوز حتى ولو كنت سيئاً بغض النظر عن الأفكار والأسلوب وهذا ما يريده الكثير من الناس وما يروج له الإعلام لكن عدم مواجهة المخاطر هو أخطر شيء على الإطلاق ومن أجل تجنب المخاطر سأواجه المخاطر".

علاقة بيب مع ليلو قديمة للغايه تعود إلى عام 1996 حينما كان يلعب جوارديولا كلاعب وسط مع برشلونة تحت إمرة الإنجليزي بوبى روبسون ضد ريال أوفيدو، وأعجب جوارديولا بطريقة وأسلوب لعب مدرب منافسه، ليلو.

وعقب المباراة ذهب جوارديولا إلى ليلو للتعرف عليه أكثر وبدأت العلاقة بينهما والتي شهدت لعبه تحت إمرة ليلو في دورادوس المكسيكي لـ10 مباريات فقط بسبب تعرضه للإصابة فيما بعد.

يقول بيب عن إعجابه الأول بأفكار خوانما ليلو بمباراة ريال أوفيد: "أنا أحب هذا، لقد أعجبت بالطريقة التي لعب بها فريق أوفيدو لذلك كان علي أن أقدم نفسي وأهنئه على الأداء".

وأردف "لطالما أعجبت بفرقه، لقد كانت أندية لم تكن تقاتل من أجل أن تكون بطلة أو تفادي الهبوط أو أن تكون في وسط الجدول بدلاً من ذلك لكنها تلعب بشجاعة للهجوم واللعب بالأفكار التي كانت لديهم ".

وفى أحد تصريحات خوانما ليلو عن جوارديولا قال: "بيب يمتص المعلومات كالإسفنج، يتعلم من الجميع وبالنسبة له أي مكان هو مكان جيد للحديث عن كرة القدم ومناقشة الأفكاروالشغف باللعبة".

بعد عام واحد فقط من تواجده بالمكسيك بدأت مسيرة بيب جوارديولا لتدريب رديف برشلونة وحينذاك ذكر بيب "كنا في منزل ليلو في بداية عامي الأول كمدير وقمنا بإعداد بعض الأفكار معًا خلال العام كنا نتحدث عبر الهاتف لأنه يعيش بعيدًا عن برشلونة".

وأكمل "لقد شاهد بعض المباريات واقترح أنه يمكننا القيام بذلك أو يمكننا القيام بذلك وهذه كانت محادثاتنا عن كيفية تحسين الفريق".

وأضاف بيب "لم نفقد الاتصال أبدًا، "كانت هناك فترة من الوقت تحدثنا فيها أقل إذ أنه كان يعمل في أمريكا الجنوبية وكنت في بعض الأحيان منخرطًا للغاية ولكن كان هناك دائمًا احترام متبادل لا يصدق، أولاً كشخص لأنه رجل لطيف بشكل لا يصدق وثانيًا لأنه ساعدني في التحليل ومعرفة ما كان يحدث للفريق وما أحتاج إلى القيام به دوما كان معي".

دور ليلو في مانشستر سيتي

وحينما رحل ميكيل أرتيتا عن مانشستر سيتي فى عام 2020 أثيرت التكهنات عن بديله وهل سيكون أسطورة الفريق السابق فينسنت كومباني أم تشابي ألونسو قادما من رديف ريال سوسيداد وفكر البعض فى إمكانية عودة مساعد بيب السابق دومينك تورنت ولكن كانت المفاجأة أن معلم بيب السابق هو مساعده الجديد في الفريق.

التركيبة ربما تبدو غريبة وغير منطقية وكيف يقبل الأستاذ الذى كان مدربا للاعبه السابق أن يتحول هو لمساعده

حتى وإن كان بات جوارديولا هو المدرب الافضل في اللعبة ولكن ليلو لأنه يتشارك نفس الأفكار والرؤية مع تلميذه قبل بالمهمه فى توقيت صعب لبيب جوارديولا بعد رحيل أرتيتا المفاجىء فى مهمة إعادة الارسنال لمجده القديم وليبدأ ليلو مرحلة تحديث أفكار تلميذه بيب جوارديولا للتيكى تاكا بعدما أصابها بعض الصدأ في نهاية 2020.

Pep Guardiola close to losing assistant Juanma Lillo to Qatari outfit  Al-Sadd - Football España

يقول بيب عن اختياره معلمه السابق كمساعد فى تصريحه لشبكة "سكاى سبورتس" الإنجليزية فى عام 2020 : المنصب الوحيد الذي يتعين على المدير الفنى اختياره هو مساعده المباشر ربما تكون هناك مناقشات حول اللاعبين الذين يحتاج النادي إلى شرائهم ويتخذ النادي قرارًا أمامك وعليك قبوله".

واستدرك "لكن الرجل الذي تعمل معه؟ يجب أن يكون قريبًا جدًا عليك أن تختاره لا يمكن فرضه من أي شخص آخر ".

شبه ليلو علاقته بجوارديولا ذات مرة بعلاقة الأب وابنه على الرغم من أن جوارديولا نفسه يرفض الآن هذه الفكرة بابتسامة.

وقال بيب: "لم أشعر أبدًا بأنني ابنه، لدي أب واحد جيد وهذا يكفي لي، لكنه مرشد أو مصدر إلهام".

وعن سبب لجوئه إلى ليلو قال: "معرفته. ذكائه. إنسانيته. الطريقة التي يحضر بها جلساته. نحن متشابهان تمامًا في رؤيتنا لكرة القدم وفهمنا لها. إنه صديق".

لماذا ليلو في ذلك التوقيت؟

يقول جويلم بالاجي مؤلف الكتاب الاشهر للفيلسوف بيب جوارديولا "طريقة أخرى للفوز" عن الأمر: "يقلق بيب في بعض الأحيان من أنه قد يكون مزعجاً لأصدقائه بحديثه المتواصل عن كرة القدم، قلق لم يكن لديه عندما يتعلق الأمر بعلاقته مع خوانما ليلو الذي كان له التأثير الكبير عليه إلى جانب الأسطورة الهولندية يوهان كرويف".

وأضاف بالاجي "عندما كان يحتاج إلى إجابات، كان يلجأ إلى خوانما ليلو في أي وقت من اليوم".

ما قاله بالاجى يوضح مدى الارتباط الذهنى الكبير بين الثنائى بيب وليلو خاصة أن مانشستر سيتى خسر الدورى لصالح ليفربول موسم 2019-2020 وجاء رحيل أرتيتا فى نهاية هذا الموسم بعد عودة النشاط الرياضي في أوروبا عقب تفشي فيروس كورنا، وقتها كان يبحث بيب من جديد حول استعادة التوازن المفقود وحل سريع.

لذلك لجأ لأستاذه وعرابه القديم خوانما ليلو ليكمل موسم 2020، وبدأ موسم 2020 -2021 ببداية ضعيفة واحتلال السيتي المركز التاسع بعد 13 جولة وفقدانه 16 نقطة.

بيب وقتها كان يبحث عن البديل بحلول جديدة من إطار نفس فلسفته الكروية التي تشربها لذا لم يجد أفضل من أستاذه السابق خوانما ليلو ليفتش فى ثنايا عقله عن الحل وكيفية تصحيح النظام من داخل النظام نفسه.

Pep Guardiola reveals Juanma Lillo influence at Man City this season -  Manchester Evening News

البدايه كانت فى مباراة مانشستر يونايتد نوفمبر 2020 التى انتهت بالتعادل السلبى على ملعب أولد ترافورد، وقتها لعب السيتي بثنائى ارتكاز رودرى وفيرناندينيو وهى من المرات النادرة التى يلجأ فيها بيب للعب بثنائى ارتكاز والاعتماد بشكل أكبر على طريقة 4-2-3-1 وفتح الملعب بالظهيرين وليس الجناحين عن طريق كانسيلو وكايل ووكر.

ولكن عقب نهاية تلك المباراة خرج بيب بعدها وقال: "لم تعجبني الطريقة التي كنا نلعب بها، في المواسم السابقة كانت الأجنحة أوسع وأعلى، شعرت أن وجود الجناحين على نطاق واسع وعالي ساعدنا على أن نكون أكثر استقرارًا وجودة اللاعبين تقوم بالباقي".

وأكمل "عندما تكون لدينا الكرة نركض أقل وعندما لا تكون لدينا الكرة عليك الركض من أجل حياتك، وأعتقد أننا أكثر هدوءًا".

تلك التصريحات كانت بمثابة التمرد من جديد على 4-2-3-1 التى لم تعجب بيب وهى من أفكار مساعده خوانما ليلو الذى حاول إيجاد التوازن من جديد بسبب كارثية نتائج السيتى وخط دفاعه فى بداية الموسم وتلقيه هزيمة تاريخية على ملعبه 5-2 من ليستر سيتى قبل أن ينقذ السيتى موسمه بالتعاقد مع مدافع بنفيكا الصخرة البرتغالية روبن دياش فى صفقة أعادت التوازن بشكل كبير لدفاع الفريق.

4-2-3-1 لم تنته مع بيب بشكل قاطع ولكنه غير هيكل اللعب بشكل واضح بعدما مزج ما بين 4-3-3 التقليدية مع 4-2-3-1 وتحول السيتى لطريقة 2-3-5 فى حال لعب المنافس برباعى دفاعى ليتم إيجاد مساحه للاعب الحر وهو اللاعب الخامس بهجوم السيتي.

هذا بالإضافة لطريقة 3-6-1 حال لعب المنافس بخماسي دفاعي لإيجاد مساحة للاعب الحر الإضافي أو ما يسمى بالـ"اللاعب الثالث" الذى يهاجم المساحة في مساحات الخصم وهو المبدأ الأساسي لرواد اللعب التموضعي.

منذ ذلك الوقت، تغيرت الصورة بشكل مختلف تمامًا جلس السيتى على قمة ترتيب البريميرليج بفارق 10 نقاط عن مانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني وليستر سيتي صاحب المركز الثالث، و16 نقطة كاملة عن ليفربول صاحب المركز السادس بعد أن سحقه في أنفيلد برباعية جاءت بأداء مذهل.

الانتصارات عادت بقوى واكتسح السيتي الجميع وأنهى الدوري بفارق كبير فى موسم 2020-2021 ووصل لنهائي دورى أبطال أوروبا ضد تشيلسي ثم الموسم الماضي 2021-2022 حقق الدوري ووصل إلى نصف نهائي دوري الابطال ضد ريال مدريد بوجود ليلو.

ما هو تأثير ليلو على جوارديولا؟

Latihan Keras Juanma Lillo, Bikin Bobot Pemain Manchester City Susut

هذا التأثير تلخصه تصريحات بيب عن ليلو حينما قال فى أحد مؤتمرات الموسم الماضى: " لقد ساعدنا كثيرًا، بدون تأثيره لكان من المستحيل أن نكون في مكاننا في الترتيب حاليًا".

وأكمل "إنه يعرفني تمامًا ويعرف ما أحتاجه في الوقت المناسب، لدى ليلو إحساس خاص برؤية الأشياء التي لا أراها انا في المباراة، هو يقرأ المواقف بطريقة مختلفة عني وهذا ما يساعد، في الأوقات الصعبة يجعلني أشعر بالهدوء ويجعلني أرى الوضع الحقيقي للفريق أنا أتميز أحيانا بكثير من العاطفة ولكنه هادىء تماما يفكر فى أصعب الأوقات وبغض النظر عن النتيجة سواء كانت جيدة أو سيئة، لديه رؤية لا أملكها. ليلو مميز، لقد كان مهمًا جدًا في هذه الفترة".

يقول بيب ايضا فى مؤتمر آخر عن تأثير ليلو: "في بعض الأمور الدفاعية ساعدنا في البداية، يتحدث بشكل خاص مع اللاعبين اللاتينيين بسبب إجادته للإسبانية، إنه مهم بالنسبة لي..

تصريح آخر لبيب: "كان حلمًا بالنسبة لنا أن نعمل معًا يومًا ما والآن أصبح الحلم حقيقة، إن معرفته باللعبة غامرة. إنه يرى أشياء لا يستطيع فعلها سوى قلة من الناس في العالم بمن فيهم أنا. لقد ساعدني على أن أكون أكثر هدوءًا. أنا رجل يعبر أحيانًا عن شعوري كثيرًا لكنه يجعلني أقرأ المواقف بشكل أفضل".

وأردف "في إحدى المرات بعد هزيمة كنت حزينا جلس بجوارى وقال لى بيب هذه سنة مختلفة، عليك أن تتحلى بالصبر أكثر قال لي عدة مرات سيتغير الجميع سيخسرون المباريات".

بيب لم يكن محبا لدور المساعد المطيع وكان يبحث دوما عن المساعد الذي لا يخشى ذكر رأيه ومعارضته.

وقال بيب عن ليلو عقب إحدى المباريات: "هناك خلافات ولكن هذا لطيف، لا أريد شخص يوافق فقط على كل شيء، أحتاج إلى رجل يدفعني ويتحداني فكريا".

وأضاف "هذا هو السبب في أنه من المهم اختيار هذا النوع من الأشخاص ليكونوا مساعدين لك، لا أعرف كل شيء في كرة القدم. أنا مازلت أتعلم وسأظل أتعلم، أحتاج إلى رجال مقربين مني يمكنهم مساعدتي في أن أكون مديرًا أفضل للاعبين والفريق ويجعلوني أرى الأشياء التي لا أستطيع رؤيتها".

الجانب السلبي الوحيد لمساهمة ليلو حتى الآن هو حاجز اللغة الذي لاحظه بيب المعروف بالمثالي إذ قال: "أود أن يكون قادرًا على التحدث باللغة الإنجليزية بشكل أفضل مما يتحدث للتواصل بشكل أكبر على أرض الملعب مع اللاعبين، ولكن ربما يحتاج إلى وقت".

ما هو تأثير ليلو على السيتى؟

المقاطع السابقة من تصريحات بيب جوارديولا توضح بعمق دور خوانما ليلو فى تهيئة ذهن بيب وأفكاره وتوضح بعمق أن ليلو كما ذكر أحد صحفيين السيتى المقربين من الفريق حينما قال جمله بليغة: "خوانما ليلو لم يكن سوى مدربا للمدرب بيب جوارديولا".

وهذه الجملة ذات المدلول العميق توضح مدى تأثير ليلو على جوارديولا وقدرته على مبارزته وتحديه فكريا لتلميذه السابق ليخرج أفضل ما عنده مع الحفاظ على نفس فلسفة اللعب التموضعى التي ينتمي إليها الثنائي مع كيفية تحديث الطريقة مع الحفاظ على أساسياتها دون تغيير.

السيتى غير أسلوبه خاصه بعد رحيل ديفيد سيلفا عن خط الوسط وتقدم فيرناندينيو فى العمر وتعاقد الفريق في 2019-2020 مع رودري وكانسيلو ولكن الموسم الأول لم يكن جيدا للثنائي وبدأت علامات الاستفهام خاصة تدور حول رودري وهل سيكون لائقا للفريق مثل فيرناندينيو.

Pep Guardiola y la

لكن جوارديولا نجح فى تغيير أسلوبه واشتق اكثر من طريقه من قلب 4-3-3 بعدما رفض بيب اللعب بطريقة 4-2-3-1 كما ذكرنا مسبقا وعدم راحته مع تلك الطريقه وتم اشتقاق طرق مختلفه ما بين 2-3-5 و طريقة 3-6-1.

رودرى اللاعب الإسباني الذي لم يكن موفقا فى موسمه الأول مع السيتى عاد وتألق بشدة مع الفريق في الموسمين الأخيرين.

وفي إحدى التصريحات أبرز رودري دور ليلو وقال: "خط الوسط هو أكثر مركز في كرة القدم تحتاج إلى إتقانه، كنت ألعب دائماً مع لاعب خط وسط آخر بجانبي لكنني الآن بمفردي، خوانما ليلو قال لي أنني مثل كلب الحراسة أحتاج إلى النباح من أجل حماية الجميع وليس العض".

مثال أخر للتطور كانسيلو الذي بات الظهير الأيسر الأساسي للسيتى آخر موسمين وبات من أفضل لاعبى الفريق وأبرز الأظهرة في أوروبا بأدواره الشاملة المتعددة داخل الملعب بانضمامه لوسط الملعب وإجادته للعب كظهير بأدوار معقدة للغاية.

ربما لن يتذكر الكثير مسيرة ليلو مع تلميذه السابق بيب جوارديولا وتظل صورة بيب هي العالقة دوما بعدما رحل ليلو لتدريب السد القطري.

ولكن ستظل فترة الشك التى مر بها بيب جوارديولا بعد 4 أعوام فى العمل في إنجلترا واهتزازه بموسمه الخامس وتفكيره جديا بالرحيل حسب تصريحات سابقة له قبل مكالمته الهاتفية مع الأسطورة الإيطالية أريجو ساكي ومطالبته له بالهدوء ونصحه ببعض الأمور التكتيكية قبل قدوم ليلو هما العاملان الحاسمان في استمرار بيب مع سيتي حتى الآن.

فقد لعب ليلو دور مفجر ثورة التحديث التي أجبرت جوارديولا على تعديل بعض أفكاره بنفس الاستراتجية التى تعلمها مسبقا منه في المكسيك، والتي أضافت عمرا إضافيا لجوارديولا داخل الملاعب الإنجليزية وجعلته يقضى تماما على ثورة الشك بداخله وحول مدى قدرة أسلوبه على الاستمرار فتره أطول في البريميرليج.

خوانما ليلو لقبه أحد المحللين العرب وهو أحمد العتوم بلقب "العبقري المنسي" فى إحدى مقالاته في عام 2019 رغم إرثه الكبير الذي تركه في كرة القدم مع أولئك الذين اختاروا لعب أدوار الظل مثل مارسيلو بيلسا وغيرهم.

ولكن يبدو أن ليلو سيظل منسيا رغم أنه كان في يوم من الأيام مدربا للمدرب الأفضل ربما في تاريخ اللعبة بيب جوارديولا.

التعليقات