مؤسس World Football Summit لـ في الجول: نسعى لتنظيم الحدث في مصر

الثلاثاء، 05 أبريل 2022 - 14:12

كتب : زكي السعيد

World Football Summit

كثيرة هي مؤتمرات كرة القدم التي تنال شهرة عالمية وتُنظَم بشكل دوري، لكن قليل منها ما يحقق فائدة حقيقية على أرض الواقع ويتجاوز دوره مجرد الكلمات الرنانة.

FilGoal.com استضاف جان أليسيه، مؤسس ومدير World Football Summit، وهو حدث عالمي انطلق لأول مرة في العاصمة الإسبانية مدريد عام 2016 لجمع أبرز صُناع كرة القدم في مكان واحد وتعزيز العلاقات بينهم للنهوض بالرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم.

واستغل FilGoal.com مشاركة أليسيه في مؤتمر نظمته وزارة الرياضة المصرية للنهوض بكرة القدم، لاستقباله في مقرنا في القاهرة رغم راؤول أوستالي مندوب رابطة الدوري الإسباني "لاليجا" في مصر والسودان وليبيا.

الحوار مع جان أليسيه تطرق للعديد من القضايا الهامة في عالم كرة القدم مثل أزمة برشلونة المالية، فكرة "السوبرليج"، خوض مباراة من الدوري الإسباني في الولايات المتحدة، وغيرها من القضايا الساخنة.

في البداية، حدّثنا عن نفسك وكيفية دخولك عالم كرة القدم.

أنا رجل أعمال نصف إيطالي ونصف هولندي، لكني عشت أغلب حياتي في مدريد. كنت أمتلك شركة لتنظيم الأحداث الكبرى، لم يكن لها أي علاقة بصناعة كرة القدم.

لكن في عام 2015 رأيت فراغًا في سوق كرة القدم الإسبانية، لم يكن هناك نقطة التقاء بين كافة العاملين في المجال، وأخص بالذكر هنا صانعي القرار الحقيقيين. ولهذا أطلقنا World Football Summit مستندين على 3 نقاط أساسية تؤهلنا لإنجاحه:

  • كان لدينا خبرة سابقة في تنظيم الأحداث الكبرى.
  • إسبانيا دولة رائعة لتنظيم واستقبال أي حدث كبير.
  • الأكثر أهمية أن إسبانية دولة عاشقة لكرة القدم، وهو قطاع بدأ في تحقيق الكثير من الأرباح المادية وخلق فرص العمل هنا.

نظمنا النسخة الأولى في 2016 في مدريد وسارت الأمور بشكل جيد، وهذا سمح لنا بالتطور تدريجيًا لنصير واحدًا من أهم الأحداث السنوية التي تناقش كرة القدم على مستوى العالم.

في آخر نسخة أقمناها في مدريد قبل كورونا، شهدنا حضور أفراد من 103 دولة مختلفة، وكذلك توسّعنا لننتقل إلى قارات ومناطق أخرى.

وكيف جاءت فرصة القدوم إلى مصر؟

بسبب علاقتنا القوية مع "لاليجا" تمت دعوتنا للمشاركة في هذا المؤتمر. لدينا ممثل هنا في مصر ويرغب في استقدام World Football Summit إلى العالم العربي والشرق الأوسط.

ولذا الفرصة كانت مثالية للقدوم والاستقبال كان رائعًا، أجلسوني على يمين وزير الرياضة المصري وافتتحت المؤتمر وشرحت للوزير فكرة تنظيم الحدث هنا في مصر.

كما أنها فرصة للتعرف أكثر على الأندية المصرية. الأهلي كان موجودًا في النسخة التي نظمناها في مدريد، وسعينا لتعزيز شبكة علاقاتنا في مصر أملًا في جلب هذا الحدث إلى القاهرة يومًا ما.

وهل يمكن تنظيم الحدث في مصر فعلًا؟

الشغف بكرة القدم في مصر والمنطقة هائل، وتنظيم هذا الحدث هنا هي فرصة للتوسع وجمع كل صناع القرار للحديث عن الفرص والتحديات لتطوير صناعة كرة القدم.

فكرتنا أن نقيم حدثًا سنويًا تحت اسم World Football Summit Middle East.

وكيف ترى كرة القدم في مصر كصناعة؟

مصر لديها قدرات كروية هائلة وقد أثبتت ذلك بالفعل. تلقيت دعوة من صامويل إيتو لحضور نهائي كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون، كنت في الملعب ورأيت كيف كانت مصر خصمًا قويًا. مصر تملك 7 ألقاب، بينما السنغال لم تكن قد فازت بأي لقب، وبالطبع الكل كان يساند المنتخب الأصغر للفوز.

مصر مرجعية في كرة القدم على مستوى قارة إفريقيا والوطن العربي، لكن ما ينقصها هو تعزيز الجانب التنظيمي وجعل القطاع أكثر احترافية. فالنجاحات لا يجب أن تكون رياضية فحسب؛ وإنما يجب استغلال شغف الجمهور لتوريد مزيدٍ من الأموال وفرص العمل، هذه فرصة اقتصادية جبارة، ويجب أن يُخلَق اقتصاد حول كرة القدم.

فتلك اللعبة هي أكبر صانع محتوى على مستوى العالم، في الصحف والإذاعات والقنوات يتم تخصيص قسم لكرة القدم، هذا اقتصاد حقيقي.

وكيف هو التعاون بين World Football Summit والليجا؟

الليجا هو شريكنا العالمي، هو راعٍ لنا ولكنه شريك أيضًا.

رابطة الدوري الإسباني حضورها ليس مقتصرًا على النسخة الأوروبية فقط، بل في 2019 نظّمنا نسخة آسيوية والليجا كان لديها حضور قوي لأنها مهتمة بتطوير كرة القدم الآسويية.

كان مقررًا أن ننظم نسخة إفريقية في 2020 في جنوب إفريقيا، لكننا اضطررنا إلى إلغائها قبل إقامتها بـ 5 أيام بعد الإعلان عن كورونا كجائحة عالمية.

لكننا سنعود لتنظيمها في نوفمبر المقبل وستكون مخصصة لكرة القدم الإفريقية وسنوجّه الدعوة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف".

كيف يمكن تحقيق التوازن بين الجانبين الاقتصادي والجماهيري في كرة القدم؟ على سبيل المثال كيف رأيت فكرة تنظيم مباراة للدوري الإسباني في الولايات المتحدة الأمريكية مع كل الجدل الذي أثارته؟

أعتقد أنها خلقت جدلًا كبيرًا لأن كل ما يحدث في عالم كرة القدم يخلق الجدل. وهذا يفيدنا كذلك، لأن كل ما تلمسه الكرة يتحوّل إلى مال، وكل شخص لديه رأيه بالطبع.

أعتقد أن كرة القدم صناعة عالمية، والغالبية العظمى من جماهير الفرق الكبيرة هم أجانب يقيمون في دول أخرى، والليجا أدركت ذلك من اللحظة الأولى، لو لم يقدموا هم على تلك الخطوة فسيسبقهم آخرون.

أعتقد أن ذلك التطور الطبيعي ومن المنطقي أن يخلّف جدلًا، سيكون هناك أشخاص لا يعجبهم ذلك دائمًا، لكنه سيحدث عاجلًا أم آجلًا.

في NFL (دوري كرة القدم الأمريكية) وNBA (دوري كرة السلة الأمريكية) يلعبون المباريات في أوروبا والأمر طبيعي، هذا هو التطور الطبيعي لسوق الرياضة ويجب أن ينطبق على رياضة عالمية مثل كرة القدم.

مشروع آخر أحدث زلزالًا في عالم كرة القدم بمجرد طرحه وهو "السوبرليج"، هل تعتقد أنها فكرة خبيثة كما وصفها الكثيرون؟

أعتقد أنها صراع سلطة وقوة بين الأندية الكبيرة للحصول على مزيد من الأموال، هم يحاولون السيطرة على ما يرونه ملكهم وهي حقوق البث التلفزيوني.

في النهاية هو صراع سياسي بحثًا عن مزيدٍ من السطوة والسيطرة على أكبر بطولة للمسابقات الأوروبية التي تُسمى الآن دوري أبطال أوروبا والتي يريدون تغييرها لتصير "السوبر ليج".

عاجلًا أم آجلًا سيحدث توافق بينن الطرفين، لأن ما يقترحونه هو إقصاء كامل للاتحاد الأوروبي وتنظيم البطولة بمعرفتهم.

وماذا تعتقد أنت؟ هل ستنطلق البطولة بالفعل؟

لا أعتقد ذلك، أظن أن الاتحاد الأوروبي سيظل حاضرًا ومسيطرًا لدرجة معينة، لكنه سيكون ملزمًا على تقديم تنازلات لصالح تلك الأندية وهذا أمر حدث في السنوات الأخيرة ولن يكون جديدًا.

رابطة الأندية الأوروبية تحديدًا أُسِسَت بواسطة 6 أندية أوروبية للضغط على الاتحاد الأوروبي ورفع مداخيل البث التلفزيوني.

دعنا ننتقل للحديث عن أحد عمالة كرة القدم الإسبانية: برشلونة. هل تظن أن الضائقة المالية الكبيرة التي يمر بها وانخفاض سقف رواتبه إلى السالب هي مسؤولية جوسيب ماريا بارتوميو وحده؟

نعررف برشلونة جيدًا، وأود القول إن بارتوميو امتلك فريقًا إداريًا مميزًا للغاية، بل إنه أحد أكثر الأندية حداثة.

لكنهم على النقيض اتبعوا سياسة رياضية سيئة جدًا تسببت في وصولهم للوضع الحالي. بينما أندية أخرى -مثل ريال مدريد- لم ترتكب نفس الأخطاء.

وبعدها جاءت جائحة كورونا وهو شيء لم يكن متوقعًا أو منتظرًا، وبسببه برشلونة يعيش في الوضع الحالي. لكنه قبل الجائحة كان أول نادٍ في العالم يحقق صافي ربح أكثر من 100 مليون يورو.

المشكلة في سياستهم الرياضية والرواتب العالية جدًا التي قدموها للاعبين لم يقدّموا الكثير في أرض الملعب، ومع قدوم الجائحة ظهرت نقاط ضعف تلك السياسة.

الجائحة أثرت بالسلب على الأندية الكبيرة أكثر من الصغيرة، لأن الأندية الصغيرة تعتمد على البث التلفيزيوني فقط، بينما نظيرتها الكبيرة تعتمد على بيع التذاكر والرعاة والعديد من الأنشطة الأخرى التي اختفت مع الجائحة، وذلك كان دافع محاولة إطلاق "السوبرليج".

لكن رغم ذلك فـ برشلونة لديه القدرة على التعافي، ليس لدي شك أنه سيعود مع بعض التقشف.

وما رأيك في الأندية المملوكة لدول؟ هل ذلك صحي لكرة القدم؟

بات أمرًا عاديًا، أنا لست على وفاق، لكنها سياسات دول، هم يرون أن كرة القدم وسيلة مهمة للترويج لحكوماتهم، روسيا فعلت ذلك عبر شركة جازبروم، وقطر بواسطة المونديال وباريس سان جيرمان، والإمارات عن طريقة مجموعة سيتي لكرة القدم.

لكن في الوقت نفسه يجب السيطرة على مبالغ الصرف أو تكون متوافقة مع الدخل والتأكد من أن كل الأندية تتبع اللوائح حتى يحظى الجميع بمستوى منافسة متكافئ.

فكرة تنظيم World Football Summit في مدينة سان بطرسبرج الروسية لم تعد قائمة، أليس كذلك؟

لم تعد موجودة. كنا نخطط لإقامة حدث فرعي في سان بطرسبرج قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 2022 مثلما فعلنا في مدريد عام 2019.

أيضًا كنا سننظم نفس الحدث في إسطنبول التركية قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 2020 لكنه أُلغي بسبب الجائحة ونقل النهائي من هناك، وهذا العام خططنا لإقامته في سان بطرسبرج، لكن عندما رأينا الوضع الحسّاس في روسيا قبل حتى شن الحرب، قررنا نقله ليقام في إشبيلية صباح نهائي الدوري الأوروبي في مايو المقبل.

دعني في نهاية حديثنا أسألك عن غياب الجمهور عن الملاعب المصرية منذ 10 سنوات تقريبًا، هل ترى أن الكرة المصرية قادرة على النهوض في ظل ذلك؟

أعتقد أن ذلك صعب جدا. في مصر ليس هناك جمهور لأسباب أخرى، لكن في أوروبا والعالم أجمع رأينا أن الرياضة تأثرت في غياب الجمهور، خسرت الأجواء والشغف. أعتقد أنه من الصعب جدا. من المهم أن يكون هناك جمهور في المدرجات، كرة القدم للجمهور، ووجودهم هو ما يجعل الرياضة فريدة من نوعها.

التعليقات