قائد غينيا بيساو يوجه رسالة قوية لـ مصر ونيجيريا: احذروا ولا تستهينوا بنا.. سنفاجئ الجميع

الجمعة، 31 ديسمبر 2021 - 17:11

كتب : زكي السعيد

جوناس مينديش - غينيا بيساو

قبل 4 سنوات فقط، لم تكن غينيا بيساو قد شاركت مطلقًا في كأس الأمم الإفريقية، لكنها الآن تستعد للظهور الثالث على التوالي في تحوُل مذهل لكرة القدم في تلك الدولة الناطقة بالبرتغالية.

وفوق ذلك، تستعد غينيا بيساو لمواجهة مصر لأول مرة على الإطلاق، إذ تجمعهما المجموعة الرابعة في نسخة 2021 على أرض الكاميرون، رفقة نيجيريا والسودان.

وبهذه المناسبة، حل جوناس مينديش حارس مرمى غينيا بيساو وقائدها ضيفًا على FilGoal.com عبر زووم، للحديث عن مشاركة بلاده الثالثة على التوالي، وقد قال مجموعة من الكلمات الشجاعة بحق وشمّر عن ثقة كبيرة يمتلكها تجاه زملائه.

شاهد المقابلة كاملة بالفيديو في نهاية الخبر

جوناس المولود في غينيا بيساو، انتقل في عمر صغيرة إلى البرتغال رفقة أسرته، ومارس كرة القدم هناك في أندية غير شهيرة، لكنه وافق على تمثيل غينيا بيساو وكان أحد أبطالها في مشاركتين قاريتين ثمينتين عامي 2017 و2019.

يقول جوناس في بداية حديثه لـ FilGoal.com: "لحسن الحظ لم أعانِ في غينيا بيساو، غادرتها مبكرًا إلى البرتغال رفقة والدي. تركنا والدتي في غينيا وذهبت للدراسة، ومنذ انتقالي إلى البرتغال بدأت في ممارسة لعب كرة القدم كأي طفل وصرت اللاعب الذي أنا عليه الآن".

وأضاف: "أقول إن ذلك من حسن حظي لأني غادرت غينيا في ظروف جيدة. أبي غادر إلى البرتغال مبكرًا وبدأ العمل وإرسال الأموال لعائلتنا، وبذل مجهودًا لإحضارنا في طفولتنا إلى البرتغال وهناك بدأنا نعيش حياة أفضل. واليوم نحن أفضل حالًا من الكثيرين في غينيا وإفريقيا".

"البرتغال مختلفة عن غينيا، بالنسبة للأشخاص الذين وُلدوا في غينيا من الأسهل التأقلم مع البرتغال أكثر من بلدان أخرى. رغم ذلك فهناك فارق. الآن في البرتغال لدينا العديد من الغينيين، وهذا يجعلنا نشعر أفضل. أو الذين يحضرون للبرتغال أول مرة يشعرون أنهم في منزلهم الثاني".

"هذا هو أهم شيء للشعب الغيني. لأنه تم استعمارنا بواسطة البرتغال وقد ساعدونا على التأقلم".

رغم ذلك، وتحديدًا عام 2019، اتخذ جوناس قرارًا مفاجئًا ووافق على عرض بلاك ليوباردز الجنوب إفريقي، ليخوض في عُمر الثلاثين أولى تجاربه مع أحد الأندية الإفريقية بعد مسيرة طويلة في البرتغال، فما سبب هذه الخطوة؟

يقول جوناس: "غادرت إفريقيا في طفولتي، ولم أكن أعرف كيف هم الأفارقة، لأني ترعرعت في أوروبا، ثقافتي برتغالية، أردت أن أخوض تجربة حياتية مختلفة، وهذا دفعني لذلك القرار بالذهاب إلى جنوب إفريقيا لأرى كيف نلعب ونعيش حياتنا والمصاعب التي نواجهها في إفريقيا|.

"وهذا ساعدني على النضوج إنسانيًا بمواجهة الكثير من المواقف التي رأيتها هناك. إفريقيا هي إفريقيا. بعض البلدان أفضل من غيرها، لكننا نتشارك نفس الثقافة ونفس التقاليد، وهذا كان مفيدًا لي".

ويحمل جوناس شارة قيادة بلاده، لكنه لا يرى صعوبة في ممارسة دوره القيادية من مركز حراسة المرمى الذي لا يسمح له بالتحرك كثيرًا: "لا يهم أين تلعب حتى تكون قائدًا. لو كنت حارس مرمى فهذا لا يهم. الأمر متوقف عليك كشخص. لو امتلكت شخصية قيادة الفريق أو أن تكون قدوة لزملائك، فإنهم سيتبعونك بغض النظر عن مركزك".

ورغم إنجاز التأهُل للنسخة الثالثة على التوالي، فـ جوناس لا يرى أن الأمر بات روتينيًا ويفتقد للصعوبة: "لا أستطيع القول إنه عادي، لأن كل مباريات تصفيات أمم إفريقيا صعبة".

وتابع: "ندرك أنه ليس من السهل التأهل، لكن كلما خضنا مباراة فإننا نلعب لأنفسنا ولبلادنا، لأننا نعطيهم السعادة عندما نحقق نتائج إيجابية. كقائد أحاول فقط إخبار زملائي أننا هنا ونلعب لأجل الشعب الذي يعاني في بلادنا ويجب أن نبذل أقصى ما لدينا لمساعدتهم على الابتسام، حتى لو كانوا سيبتسمون لمدة يوم فقط. وأعتقد أن كل شيء سيكون أفضل معهم".

"نحاول تقديم أفضل ما لدينا، وفي العام الأخير أسعدناهم كثيرًا وأشعر بالرضا عن ذلك".

وصعقت غينيا بيساو القارة في مشاركتها الأولى عام 2017 عندما خطفت تعادلًا قاتلًا في الوقت بدل الضائع أمام الجابون صاحبة الأرض بمباراة الافتتاح، قبل أن يسجل بيكيتي سيلفا هدفًا تاريخيًا في شباك الكاميرون بالمباراة الثانية، لكن ذلك لم يمنع الغينيين من الخسارة في آخر مباراتين وتوديع البطولة.

يتذكر جوناس مشاركاته السابقة في أمم إفريقيا: "المشاركة الأولى كانت تجربة جديدة لنا جميعًا. لم نتوقع الكثير من الأمور. ذهبنا لتقديم أفضل ما لدينا وهذا ما فعلناه بالفعل. عندما تكون في مجموعة واحدة مع الكاميرون وبوركينا فاسو والجابون فذلك ليس سهلًا. ليس هناك مباريات سهلة، لكن هذا الموقف كان أكثر صعوبة لنا".

وواصل جوناس: "وفي النسخة التالية لعبنا أمام الكاميرون وغانا، كان ذلك صعبًا أيضًا لدولة صغيرة مثلنا أن تواجه هذه المنتخبات، لكن الآن أعتقد أنه لدينا خبرة أكبر ويمكن أن نلعب بشكل أفضل وأن نفوز لأول مرة وأن نعبر للدور المقبل".

ويتولى تدريب مصر مدرب برتغالي، هو كارلوس كيروش الذي يعرفه جيدًا جوناس بحكم جنسيته.

يقول جوناس عن مواطنه: "إنه مدرب مميز، الكل يعرفه، ولديه لاعبين مميزين، ويدرّب منتخبًا قويًا مثل مصر".

واستدرك: "لكني أؤمن أننا قادرين على فعل شيء للخروج من المباراة بنقطة أو ربما النقاط الثلاث أمام مصر. أعرف أنهم أقوياء ولديهم إمكانيات كبيرة، لكني أؤمن ببلادي وزملائي وجهازنا الفني، سنواجههم بندية وشجاعة ونقدّم أفضل ما لدينا لنقاتل لأجل نقطة أو 3 نقاط".

وتابع: "يجب أن نركز على أنفسنا وعلى توجيهات المدرب التكتيكية للمباراة. لو جلسنا وفكرنا في جودة لاعبي مصر، فذلك سيصعّب الأمور علينا، نريد فقط التركيز على أنفسنا والذهاب إلى الملعب للقيام بأفضل ما لدينا".

وأشار: "إنها مرتي الأولى أمام مصر. الذكرى التي أمتلكها هي أمم إفريقيا السابقة التي أقيمت في مصر وقد استمتعنا بالبلد، للأسف لم نبق لفترة طويلة، لكنها كانت تجربة رائعة، نظّموا البطولة بشكل مميز، وأبارك لهم على ذلك، وأساندهم لتنظيم مزيد من البطولات لأنه كان تنظيمًا مميزًا".

وتوجّهنا لـ جوناس بالسؤال عن الطريقة التي يُفضِّل بها مواجهة مصر: اللعب بحرية والاستمتاع بمباراة قد لا تتكرر، أم اللجوء إلى الدفاع المتماسك والظهور بشكلٍ حذر؟

وأجاب جوناس: "أعتقد أن هذا السؤال ليس لي، لأني لست مدربًا، سنستمع لما يقوله مدربنا، وبعدها سنتبع تعليماته. لكن في فريقي لا نتكدس أبدًا في الخلف وننتظر المنافس، بل اعتدنا على المواجهة وتقديم أفضل ما لدينا. لا يهم إن كنا سنخسر أم لا، نفكر فقط في تقديم أفضل ما لدينا طوال المباراة".

وعن مواجهة محمد صلاح نجم ليفربول وعما إذا كانت فرصة أم كابوس، أجاب جوناس في ثقة: "أعتقد أنها فرصة للجميع، خصوصًا أننا لن نلعب وحدنا، بل 11 ضد 11. وبالتالي لست الوحيد الذي سيواجهه، بل لدي فريقي الذي يساندني، كما أنني سأساندهم، سنلعب كوحدة واحدة لنحاول تقديم أفضل ما لدينا".

وبسؤاله عن نظيره محمد الشناوي وعما إذا كان الحارس الأفضل في إفريقيا، أوضح جوناس: "إنه حارس جيد، لا أستطيع قول غير ذلك. لكن في رأيي أفضل حارس في إفريقيا حاليًا هو السنغالي إدوارد مينيدي. نحن الأفارقة نمتلك حراس مميزين، لكن بالنسبة إدوارد ميندي هو الأفضل في إفريقيا حاليًا".

هنا تحيّنا الفرصة لنسأله عن اللاعبين الذين صوّت لهم في جائزة ذا بيست المقدمة من فيفا بصفته قائدًا لـ غينيا بيساو، فأوضح ضاحكًا: "التصويت سري".

وعندما ضغطنا عليه لنحصل على تلميح، أجاب: "أعطيت صوتي للاعبين أفارقة وأوروبيين".

في النهاية طلبنا من جوناس توجيه رسالة لجماهير مصر ونيجيريا، فأطلب تصريحًا قويًا: "احذروا من مواجهتنا، لأن الجميع يظن غينيا بيساو منتخبًا صغيرًا. سنفاجئ الكثيرين، نحن قادرون على ذلك، ولذا عليكم أن تأخذونا على محمل الجد".

التعليقات