السحر والشعوذة.. على كل شكل ولون في إفريقيا

الخميس، 30 ديسمبر 2021 - 14:02

كتب : FilGoal

السحر والشعوذة

اشتهرت القارة الإفريقية منذ قديم الأزل بالسحر الأسود، فكيف كان دوره الكبير في كرة القدم الإفريقية.

ستجد بعض مسؤولي الأندية الإفريقية ذهبوا لسحرة من أجل مساعدتهم في تحقيق البطولات والإنجازات ولم يتوقف دورهم عند ذلك بل حصلوا على بعض المناصب الرسمية داخل الأجهزة الفنية للأندية والمنتخبات، كذلك تجد بعض اللاعبين يذهبون لبلادهم لـ تلقي العلاج بالسحر للعودة سريعا من الإصابات.

اتخذ السحر اشكالا كثيره في إفريقيا عن طريق استخدام بعض الحيوانات في السحر قبل بداية المباريات او إلقاء بعض الأوراق التي تحمل طلاسم في الملاعب او حتى بتواجد بعض المشعوذين في المدرجات.

وها هي أبرز القصص والمواقف المتعلقة بالسحر والشعوذة في كرة القدم الإفريقية:

زائير تمنح ساحرا منصبا رسميا في كأس العالم 1974

تأهل زائير كان تاريخيا حيث كانت أول دولة تشارك في كأس العالم من دول جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا.

بعد انتهاء مشاركة المنتخب في كأس العالم بالخروج من دور المجموعات خرجت بعض التقارير تفيد بأن بعثة زائير اصطحبت فريقا من الأطباء الروحانية والسحرة لمساعدة لاعبي المنتخب وتحقيق نتائج جيدة في كأس العالم لكن هذه الحيلة لم تنجح إذ استقبل منتخب زائير 14 هدفا خلال 3 مباريات في المجموعات حيث خسر بنتيجة 9-0 من يوغسلافيا و 3-0 من البرازيل وهدفين مقابل هدف من اسكتلندا وانتهت رحلة زائير في ألمانيا سريعا.

‏لغز السحر في أمم إفريقيا 2002

‏خلال كأس أمم إفريقيا 2002 التي اقيمت بـ مالي خرجت بعض الاتهامات بوجود سحر خلال مباراتين بالبطولة.

الواقعة الأولى كانت لمنتخب مصر.

قبل بداية مباراة المنتخب الوطني ضد السنغال في دور المجموعات لاحظ الجهاز الفني لمنتخب مصر وجود كيس به عظام حيوانات مكتوب عليه بعض الطلاسم تحت مقاعد البدلاء في المباراة التي انتهت بفوز السنغال بهدف.

‏ولكن الواقعة الأبرز كانت قبل بداية مباراة نصف النهائي بين المنتخب المضيف مالي ومنتخب الكاميرون بعد ان لاحظ توماس نكونو مدرب الحراس بالمنتخب الكاميروني أحد افراد الشرطة في الملعب يقوم بإلقاء بعض الأشياء على أرضية الملعب ليحاول نكونو منعه ويتشاجر مع رجال الأمن في الملعب وتم تقييد نكونو ولكن تم الافراج عنه بعد دقائق وبعد تلك الواقعة رفض المنتخب الكاميروني لعب المباراة لكن تدخل مسؤولو الإتحاد الإفريقي وبدأت المباراة التي انتهت بفوز الكاميرون بنتيجة 3-0 والتأهل للنهائي التي فازت فيه الكاميرون على السنغال بركلات الترجيح.

‏توتر العلاقات بين الأشخاص قد يجعل أحدهم يقوم بعمل سحر للآخر بغرض الأذى لكن هل صادفت أن يحدث ذلك في فريق واحد؟ نعم، هذا ما حدث داخل معسكر المنتخب الغاني الذي خرج من نصف نهائي أمم إفريقيا 2012.

‏"الانقسام الذي حدث في معسكر المنتخب سببه السحر، نحتاج جميعا إلى التكاتف للمساعدة في تغيير عقلية اللاعبين حول كيفية استخدام قوة السحر الأسود في أمور أخرى غير تدمير بعضهم البعض ".

‏هكذا صرح المدرب الصربي جورفان ستيفانوفيتش المدير الفني السابق لمنتخب غانا تعليقا على خروج المنتخب من دور نصف النهائي لكأس أمم إفريقيا 2012 على يد زامبيا.

‏تصريحات جورفان حول وجود انقسام داخل المنتخب خلال البطولة أكد عليها كويسي نيانتاكي رئيس الإتحاد الغاني حينها حيث علق قائلا : "تلقينا بعض الشكاوى من بعض اللاعبين خاصة الكبار بأن هناك أمور غير طبيعية تحدث خلال المعسكر ولا يوجد احترام من بعض اللاعبين الصغار لهم بالإضافة إلى أن هناك بعض اللاعبين لعبوا من أجل تحقيق بعض الأرقام والشهرة الشخصية على حساب مصلحة المنتخب".

‏سيمبا- يانج افريكانز .. التبول لإبطال المسحوق

‏شهد التنافس الكروي التاريخي في تنزانيا بين سيمبا ويانج افريكانز محاولات مختلفة من الفريقين للسيطرة على البطولات المحلية، فبعيدا عن أشكال التنافس الطبيعية وحرمان المنافس من بعض الصفقات كان للسحر دورا كبيرا في الصراع بينهما.

قصتنا تعود لـ موسم 2003-2004 في مباراة جمعت بين الفريقين في دربي دار السلام بالدوري التنزاني وقبل بداية المباراة نزل بعض لاعبي سيمبا إلى أرضية الملعب وقاموا بـ رش مسحوق على العشب لـ يرد يانج أفريكانز بدخول اثنين من لاعبي الفريق للتبول على أرضية الملعب.

‏بدأت المباراة وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق واثناء المباراة رفض جون بول مانيسا قائد يانج افريكانز مصافحة لاعب سيمبا سالمون ماتولا.

بعد نهاية المباراة فتح الإتحاد التنزاني تحقيقا فيما حدث في المباراة وتم تغريم كل نادي غرامة مالية قدرها 500 دولار كذلك إيقاف جميع اللاعبين الذين شاركوا في تلك الواقعة بينما فسر قائد يانج افريكانز انه رفض مصافحة سالمون ماتولا بأنه تم أمره بذلك من النادي.

‏لا تجعلوا كرة أديداس تدخل الملعب والسحر في شعر المدرب

‏في نهائي كأس غانا موسم 1989-1990 بناء على نصائح وجهت لـ سارفو جيامفي قائد فريق أشانتي كوتوكو من أحد السحرة قبل المباراة النهائية للكأس والتي ستجمع بين فريقه وغريمه هارتس أوف أوك، بأنه سيتم لعب المباراة بنوعين من الكرات الأول هي الكرة التابعة لشركة أديداس ولونها أبيض وأزرق والكرة الأخرى لونها أبيض وأسود.

أخبر الساحر جيامفي بأن الكرة التي تحمل اللونين الأبيض والأسود سوف تجلب الحظ والفوز لفريقه أما الكرة الأخرى ستكون لصالح المنافس.

اتفق سارفو جيامفي مع حارس الفريق محمد أودوم أن يضع في جواربه إبرة لتفريغ الهواء، وكلما يجد أودوم كرة باللون الأبيض والأزرق يقوم بتفريغ الهواء منها.

وبالفعل حدث ذلك ونجح أشانتي كوتوكو في تسجيل هدفين بالكرة ذات اللون الأبيض والأسود لكنه استقبل هدفين بالكرة الأخرى، حيلة قائد أشانتي نجحت حين احتكم الفريقان لركلات الجزاء والتي كانت جميعها بـ كرة تحمل اللون الأبيض والأزرق بعد تفريغ محمد أودوم كافة الكرات التي تحمل اللون الأخر ليفوز أشانتي كوتوكو بركلات الجزاء بنتيجة 7-6 ويتوج باللقب.

‏تم كشف واقعة السحر بعد المباراة بعد ان رفض سارفو جيامفي قبل بداية المباراة مصافحة رئيس غانا آنذاك جيري جون رولينج وفي التحقيق معه قال ان هناك ساحر أخبره أن في حالة مصافحة جميع لاعبي أشانتي كوتوكو للرئيس الغاني سوف يخسر المباراة.

‏وقائع السحر بين الغريمين لم تنتهي حيث بعد تتويج هارتس أوف أوك بلقب الكونفدرالية الإفريقية عام 2004 على حساب غريمه أشانتي كوتوكو خرجت بعض جماهير هارتس أوف أوك في الإعلام الغاني لتكشف عن سحر قاموا به قبل مباراة إياب النهائي من أجل مساعدة فريقها في الفوز باللقب بعد أن قاموا بأخذ بعض من شعر رأس المدير الفني لأشانتي كوتوكو ديتار سكميدت أثناء قيامه بقص شعره في أحدى صالونات الشعر وقاموا بعمل سحر يمنعه من التفكير اثناء مباراة الإياب خاصة وأن مباراة الذهاب انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 في ملعب هارتس أوف أوك وهو ما يقرب أشانتي كوتوكو من اللقب على ملعبه في مباراة العودة.

‏الغريب أن في مباراة العودة واثناء تقدم أشانتي بهدف نظيف قام المدرب ديتار سكميدت بتغيير تشارلز تايلور بالرغم من أنه نجم فريق أشانتي ومسجل هدف المباراة الوحيد لينجح هارتس أوف أوك بعد هذا التغيير في معادلة النتيجة ويلجأ الفريقان لركلات الجزاء التي حسمها هارتس أوف أوك بنتيجة 8-7 ليتوج باللقب.

‏اتهام أديبايور

‏في عام 2014 خرج المهاجم التوجولي إيمانويل أديبايور بتصريحات يتهم فيها والدته بأنها قامت بعمل سحر أسود ضده لكي يتوقف عن ممارسة كرة القدم ويعود للعيش في توجو.

تصريحات أديبايور كانت ردا على تصريحات شقيقته التي اتهمته بأنه طرد والدته من منزله مما اضطرها للعمل في بيع الحقائب.

Emmanuel Adebayor claims mother Alice was practising black magic ...

‏اتهام أديبايور لوالدته لم يكن جديدا على لاعبي كرة القدم الإفريقية حيث سبق وأن اتهم المهاجم النيجيري السابق رشيدي يكيني اخوته قبل وفاته بأنهم يقومون بأعمال السحر له حتى يستمر في المرض ويموت من أجل الحصول على أمواله.

‏كيف كسر مهاجم الإسماعيلي السابق السحر في رواندا؟

في إحدى مباريات الدوري الرواندي لموسم 2015-2016 والتي جمعت بين رايون سبورت وموكورا شوهد مهاجم رايون سبورت موسى كامارا - والذي لعب بعد ذلك للإسماعيلي - يقوم بإزالة غرض تم وضعه بجانب قائم المرمى لحارس موكارا وكانت النتيجة تشير لتقدم موكورا بهدف وإضاعة لاعبي رايون سبورت لأكثر من فرصة وبعض دقائق على واقعة ازالة الشيء الغريب من المرمى نجح موسى كامارا في تسجيل هدف التعادل لفريقه.

‏"70% من اللاعبين الأفارقة يؤمنون بالعلاج من السحر"

هكذا علق لاعب منتخب نيجيريا ووست بروميتش الإنجليزي السابق بيتر أوديموينجي عن استخدام السحر للعلاج. بيتر كذلك حكى عن تجربته في العلاج من السحر عندما كان لاعبا شابا

‏وقال: "عندما كنت لاعبا شابا في نادي بيندل بنين بنيجيريا سقطت خلال إحدى التدريبات ولم أستطع تحريك ذراعي لذا قاموا بنقلي إلى أحد السحرة في المنطقة ليقوم بسكب مياه ساخن على يدي ثم يقوم ببعض الطقوس باستخدام الدجاج بعد ذلك نجحت في تحريك ذراعي وعندما عدت للمنزل أخذتني أمي إلى المستشفى وتم وضع ذراعي في الجبس ولكن لم يستمر ذلك طويلا وعدت سريعا".

معزة النيجر

يوم 10-10-2010، تعرض المنتخب المصري لهزيمة كارثية على أرض النيجر، مواجهة اشتهرت بالمعزة التي طافت أرض الملعب قبل نزول الفريقين إليه، وقبل أن يُمنى مرمى عصام الحضري بهدف المباراة الوحيد بالطبع، المباراة كانت ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2010

قال محمود فتح الله "أثناء دخولنا إلى أرض الملعب، وجدنا شخصا ممسكا بالمعزة ويرتدي ملابس غريبة، والجمهور تفاعل معها، كنا ندرك أن الأفارقة يستعملون تلك الأساليب، وعلى الرغم من عدم إيماننا بالسحر، إلا أن الأمر أثر علينا ذهنيا".

فيما أوضح شريف عبد الفضيل "الأجواء كانت غريبة، فبمجرد الوصول إلى المطار الذي كان أشبه بحجرة، فوجئنا بشخص لا يرتدي ملابس (يخضنا)، وآخر يسير بمعزة ترتدي ملابس غريبة ولها ريشتين وعلى وجهها رسومات غريبة، ويقوم بحركات شعوذة، كان من الواضح أنه ساحر".

وأكمل "لجأنا إلى قراءة القرآن لمواجهة هذه الأمور".

أما المعتصم سالم فقال "كان فى استقبالنا رجلا يرتدي جلبابا بألوان غريبة وكان يتبادل الشارات مع معزة بعدها تتجه بالنظر للاعبين الذين يشير لهم هذا الرجل، هذا الرجل كان يشير للمعزة على محمد أبو تريكة وعماد متعب وبعض نجوم الفريق، عصام الحضري رفض الخروج من المطار في ظل تواجد هذا الرجل، ركض".

وعلى هامش لقاء الأهلي وسونيديب من النيجر في ملعب الأخير سيني كونتشي في 2020 والذي شهد لقاء منتخب مصر والنيجر وجدنا المشجع ذاته صاحب "المعزة" الشهيرة والذي يدعى يحيى هاميسو.

وبسؤاله عن سبب التفكير في الدخول لأرضية الملعب والتواجد في المطار في استقبال اللاعبين بتلك العادة الغريبة أجاب لـFilGoal.com قائلا: "منتخب مصر كان فريقا مرعبا لإفريقيا في ذلك الوقت".

وأضاف "كنت أفكر في أي شيء أقوم به لأمنع منتخب مصر من الفوز، وقررنا أن نركز على الشق النفسي".

وشدد ضاحكا "الأمر ليس له علاقة بالسحر أو الدجل أنا مجرد مشجع عادي وليس لي علاقة بتلك الأمور".

وبسؤاله عن المعزة أتم حديثه ضاحكا "مازالت متواجدة، لو لديكم الوقت لكنت اصطحبتكم لمزرعتي لرؤيتها".

وفي ذلك الوقت خسر منتخب مصر بهدف دون رد قبل أن يفشل في النهاية في التأهل للبطولة القارية ويدافع عن لقبه الذي حققه ثلاث مرات على التوالي.

ونجح منتخب النيجر في ذلك الوقت في حجز بطاقة التأهل التاريخية للمرة الأولى وعلى حساب جنوب إفريقيا وسيراليون كذلك.

وقال حسن شحاتة مدرب الفراعنة "وجود هذه المعزة صدر التوتر إلى اللاعبين فهم يخشون السحر، السحر مذكور في القرآن ولا يمكن تجاهله، عندما بدات المباراة وحتى نهايتها لم يشعر أحد أن هؤلاء اللاعبين هم أبطال إفريقيا فقد تغيروا تماما للنقيض".

التعليقات