كرنفالات ماما أفريكا (2) – نهائي كلاسيكي ودربي مغاربي وإثارة في الإسكندرية

الأربعاء، 29 ديسمبر 2021 - 18:20

كتب : أحمد العريان

كرنفالات ماما أفريكا (2)

في قارة إفريقيا فقر، وحروب، وقليل من السعادة. بكرة القدم، تٌصنع تلك السعادة.

منذ 1957 وعلى مدار 64 عاما، أقيمت 32 نسخة سابقة من بطولة أمم إفريقيا، ودائما ما كانت الإثارة حاضرة.

الآن وقبل أيام قليلة من بدء كرنفال إفريقي جديد، مجرد إقامته انتصار لإرادة القارة، سنستذكر تلك المتعة.

FilGoal.com يقدم لكم سلسلة (كرنفالات ماما أفريكا) بأفضل 12 مباراة في تاريخ بطولة أمم إفريقيا.

وصلنا إلى الحلقة الثانية من السلسلة، وفيها مباريات بفترة التسعينيات، والألفينيات.

طالع الحلقة الأولى - كرنفالات ماما أفريكا (1) – خسارة محبطة لـ مصر وعودات تاريخية

_ _ _

جنوب إفريقيا VS تونس (1996)

بسبب الفصل العنصري والحروب، كانت أول مشاركة لبلد قوي جدا اقتصاديا مثل جنوب إفريقيا في أمم إفريقيا بعام 1996.

استضافوا البطولة، وارتفع عدد المشاركين إلى 16 منتخبا لأول مرة.

وجنوب إفريقيا أثبتت قوتها منذ المشاركة الأولى، فوصلوا سريعا إلى النهائي، وكان الخصم هو تونس.

تونس الكبيرة إفريقيا لم تفز باللقب أبدا. وفي 1965 على أرضهم اكتفوا بالوصافة، لكنهم الآن عادوا للنهائي لأول مرة منذ 31 عاما.

جنوب إفريقيا حشدت جماهيرها على ملعب البنك الوطني، وفي حضور نيلسون مانديلا الرئيس التاريخي للبلاد.

المباراة كانت أكثر من متكافئة على مدار 73 دقيقة وصل فيها الجنوب إفريقيين لمرمى شكري الواعر، والتونسيين لمرمى أندريه أريندسيه.

وفي دقيقتين فقط انتهت الأحلام التونسية. الخبير مارك ويليامز سجل هدفين لأصحاب الأرض، فاستسلم الواعر وزملائه، وذهب اللقب إلى جنوب القارة.

_ _ _

نيجيريا VS الكاميرون (2000)

مع بداية الألفية الجديدة، أصبح لكرة القدم في إفريقيا طعم آخر، والكاميرون كانوا الأسياد في تلك الفترة.

في نسخة عام 2000، أقيمت البطولة في غانا ونيجيريا بتنظيم مشترك لأول مرة في تاريخ البطولة.

مصر تدخل البطولة حاملة للقب، لكنها ودعت مبكرا أمام تونس بركلة جزاء خالد بدرة في ربع النهائي.

وفي النهائي، وصلت نيجيريا لمواجهة الكاميرون، والمباراة في لاجوس عاصمة نيجيريا تحديدا، فكنا على موعد مع أحد أجمل نهائيات البطولة تاريخيا.

الصاعد الواعد حينها، وسيد هدافي البطولة بعدها صامويل إيتو تقدم للضيوف في الدقيقة الـ26. كرة ثابتة استلمها داخل منطقة الجزاء، ثم استدار وسدد في المرمى.

الكاميرون لم تكتف بالأول، فكان الثاني محبطا من باتريك مبوما في الدقيقة الـ31 وتصويبة فشل إكي شورونمو في إيقافها.

لا تظنوا بأن اللقب سيكون سهلا لـ الكاميرون أبدا، فليست نيجيريا من تستسلم بسهولة.

رافاييل شوكوو سجل هدف التقليص في الدقيقة الـ45، لينتهي الشوط الأول بتقدم الكاميرون بهدفين مقابل هدف.

إثارة إحساس عودة الأمل مع نهاية الشوط كان أكبر دافع للنيجيريين مع بداية الشوط الثاني، فبدأوا من حيث انتهوا.

الساحر جاي جاي أوكوشا أدرك التعادل سريعا في الدقيقة الـ47 بعد تصويبة صاااروخية في مرمى أليوم بوكار.

صامويل إيتو كاد يخطف الفوز للأسود في الدقيقة الـ81 بعد انفراد وتصويبة قوية في القائم الأيسر، والنسور كادوا يحسمونها بالوقت الإضافي لولا تألق بوكار تارة، ورأسية جانبت القائم بتارة أخرى، لنلجأ إلى ركلات الترجيح، حيث الطريقة المثلى لفض الاشتباط.

وركلات الترجيح أيضا لم تكن سهلة. أهدر نوانكو كانو لـ نيجيريا، فأهدر مارك فوي لـ الكاميرون.

فيكتور إيكيبا أهدر هو الآخر لـ نيجيريا، فاستغلت الكاميرون الفرصة وسجل ريجوبير سونج، لتفوز الكاميرون باللقب الثالث تاريخيا.

_ _ _

تونس VS المغرب (2004)

نهائي كأس أمم إفريقيا لابد أن يكون تاريخيا، لكن بأن يكون عربيا خالصا، فهذا يزيده جمالا وإثارة.

في 2004 عادت تونس لاستضافة أمم إفريقيا للمرة الثالثة تاريخيا، وهي الباحثة عن المجد الإفريقي وإحراز اللقب الأول.

في 1965 وصلت تونس للنهائي وخسرت أمام غانا بركلات الترجيح، والآن يعود نسور قرطاج لبلوغ النهائي على أرضهم، والمغرب سيكون الخصم.

الفرصة هذه المرة لن تضيع..

تقدم دوس سانتوس -هداف البطولة- لـ تونس مبكرا جدا في الدقيقة الخامسة، وأسود أطلس أيضا لن يستسلموا.

يوسف مختاري أدرك التعادل لـ المغرب في الدقيقة الـ38، لينتهي الشوط الأول بتعادل مغاربي مثير.

في الشوط الثاني، تواصلت الإثارة. تصويبة تصدى لها خالد فوهامي، وتابعها زياد الجزيري في المرمى، لينفجر ملعب رادس بالفرحة.

الجزيري كان سيسجل الثالث بشكل محقق في الدقيقة الـ60، لكن حكم الراية أوقف الانفراد التام بتسلل أثبتت الإعادات خطأه في زمن غابت فيه تقنية الفيديو.

واستمرت الإثارة حتى أطلق فالا ندوي صافرته معلنا نهاية اللقاء، وتتويج أول لـ تونس.

_ _ _

غينيا VS السنغال (2006)

في أمم إفريقيا 2006 كانت مصر هي الجاذبة للأضواء كمستضيفة للبطولة وبطلا لها، لكن ثمة مباريات أخرى استحقت تسليط الضوء.

على ملعب المكس في الإسكندرية، لعبت غينيا بقيادة باتريس نوفو أمام العملاق السنغالي في ربع النهائي.

كابا ديارا سجل في الدقيقة الـ19 وألغي الهدف للتسلل، فعاد وتقدم لـ غينيا بهدف في الدقيقة الـ24 بعدما قطع الكرة من توني سيلفا وسجلها في الشباك، لينتهي الشوط الأول بتقدم مفاجئ للغينيين.

السنغال عادت في الشوط الثاني. بابا ديوب سجل التعادل برأسية رائعة في الدقيقة الـ61.

وفي الدقائق العشر الأخيرة وصلت الإثارة قمتها. السنغال سددت في القائم الأيمن أولا عن طريق أمادي فاي.

السنغال أصرت على التقدم وسجلت الثاني في الدقيقة الـ83 عن طريق مامادو نيانج بعد مرتدة انتهت بتصويبة صاروخية ارتطمت بالعارضة وسكنت الشباك.

ولم تكتف السنغال بذلك، فأضاف هنري كامارا الثالث في الدقيقة الـ93 بعد مرتدة انتهت بتصويبة أنقذها المدافع من على الخط، وتابعها كمارا في المرمى الخالي.

غينيا لم تفقد الأمل، واستطاع باسكال فيندونو التقليص في الدقيقة الـ95 بكرة ثابتة، لكن الوقت لم يسعفهم للتعادل.

السنغال تأهلت، لكنها اصطدمت بمصر ورأسية عمرو زكي التي قادت الفراعنة للنهائي، ثم للتتويج الخامس تاريخيا.

التعليقات