حوار في الجول - إيفان هاشيك عن الوقوع في حب لبنان.. صوته المنتظر لـ صلاح ومفاوضات الزمالك

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021 - 21:07

كتب : زكي السعيد

إيفان هاشيك - لبنان

بانينكا، كأس العالم 1990، توماس روزيسكي، بافيتيمبي جوميس، خوسيه تشيلافيرت، حسني عبد ربه، الزمالك، لبنان. ما الرابط بين كل ما سبق؟ إيفان هاشيك.

المدير الفني لمنتخب لبنان، حل ضيفًا على FilGoal.com عبر زووم على هامش مواجهة رجال الأرز أمام منتخب مصر في الجولة الأولى لكأس العرب 2021 الثلاثاء.

يمكنك كذلك مشاهدة المقابلة كاملة بالفيديو

في البداية أردنا السفر بـ هاشيك إلى الماضي وإسباغ بعضًا من النوستالجيا على الحوار، بسؤاله عن ذكرياته مع يورو 1976 يوم أن سجّل أنتونين بانينكا ركلة الجزاء التاريخية في شباك ألمانيا الغربية.

يقول هاشيك، الذي بلغ 13 عامًا وقتها: "شاهدت تلك المباراة على التلفاز وكنت سعيدًا للغاية. أنا فخور بـ بانينكا، هو صديق مُقرَب لي وشخص رائع. لم يكن لاعبًا عظيمًا فحسب، وإنما على المستوى الشخصي أيضًا".

وعما إذا كانت تلك ذكراه الجميلة الأولى مع كرة القدم، أوضح هاشيك: "لا، لا، شاهدت كرة القدم عبر التلفاز منذ السابعة في عمري، لكن بانينكا كان قدوتي وقدوة الجميع في التشيك، كان أفضل لاعب وقتها، لقد فعل شيئًا لم يسبقه إليه أحد، ركلة الجزاء تلك كانت جديدة، والقرار لم يكن سهلًا في النهائي، وقام بذلك! كان رائعًا".

بعد 14 عامًا ستعود تشيكوسلوفاكيا لمواجهة ألمانيا الغربية لمرة أخيرة، ولكن تلك المرة سيكون هاشيك في الملعب، قائدًا لمنتخب بلاده.

تلك المواجهة حدثت في ربع نهائي كأس العالم 1990، بطولة سجل خلالها هاشيك هدفًا في دور المجموعات أمام الولايات المتحدة، قبل أن تخسر بلاده بصعوبة أمام ألمانيا الغربية بركلة جزاء وجدل تحكيمي.

يتذكر هاشيك تلك البطولة: "أنت لا تلعب كأس العالم مرات عديدة في حياتك، أنا شاركت به مرة وحيدة في 1990، وكانت بالطبع أفضل ذكرى في مسيرتي واللحظة الأجمل، ليس فقط في مسيرتي، ولكن في مسيرة بقية اللاعبين".

-هل تعتقد أن الحكم كان قاسيًا معكم في مباراة ألمانيا؟

"لا أحب الحديث عن الحكام".

-حتى بعد مرور 30 عامًا؟

"حدث ذلك منذ 30 عامًا، لكن الأمر تكرر منذ أسبوع أمام الإمارات، لا أحب الحديث عن الحكام".

تجاوزنا سؤال التحكيم، وحذفنا سؤالًا من مستقبل المقابلة عن التحكيم في مباراة لبنان والإمارات بتصفيات كأس العالم، وانتقلنا إلى مسيرة هاشيك التدريبية التي بدأها مع سبارتا براج الذي حقق نجاحه معه كلاعب.

وقتها حظي هاشيك بفرصة العمل مع شاب في السابعة عشر من عمره يُدعى توماس روزيسكي: "لقد اخترته بعد أن رأيته يلعب مع فريق تحت 17 عامًا وصعّدته للفريق الأول معنا وأشركته أساسيًا وظهر في دوري أبطال أوروبا بعمر الثامنة عشر، حظي بمسيرة رائعة رغم تعرضه لكثير من الإصابات، لكنه كان لاعبًا ممتعًا".

لاعب آخر شهير عرفته مسيرة هاشيك التدريبية خلال قيادته ستراسبورج الفرنسي، هو خوسيه لويس تشيلافيرت الحارس الهدّاف الذي لم يكن هدّافًا خلال ولاية هاشيك، فما السبب؟

يبرر هاشيك: "لقد سجل من ركلات الجزاء، علاقتي كانت جيدة معه وقلت له عندما تهدر أول ركلة جزاء فلن تسدد مجددًا. ركلات الجزاء لم تكن مشكلة، لكن فيما يخص الركلات الحرة لم يكن مسموحًا له بتسديدها حتى نتجنب الهجمات المرتدة السريعة، لكنه كان لاعبًا عظيمًا وتدريبه كان شرفًا لي".

وفي سانت إيتيان، انفجر مهاجم فرنسي شاب تحت قيادة هاشيك، هو بافيتيمبي جوميس لاعب الهلال الحالي الذي كان قد توج بدوري أبطال آسيا قبل ساعتين من حوارنا مع المدرب التشيكي.

أجاب هاشيك مبتسمًا عند ذكر اسم جوميس: "لقد شاهدت المباراة، صنع هدفًا، وتواصلت معه بعدها لتهنئته. إنه لاعب عظيم وقد بدأ معي في سانت إيتيان، وكذلك باسكال فيندونو. لكن جوميس كان شابًا للغاية وحظي بمسيرة عظيمة".

"كان يتدرب بقوة، وحتى بعد التدريب كان يعمل على إنهاء الهجمات وحده. الآن يبلغ 35 أو 36 عامًا، لكنه يلعب في مستوى عالٍ ويعمل بجد ويتحلى بالجدية والاحترافية. أتمنى له الحظ الجيد لمزيد من الوقت، من العظيم أنه تمكن من حصد لقب عظيم مثل دوري أبطال آسيا".

وخلال مسيرته الطويلة، تقاطعت مسارات هاشيك مع لاعب مصري واحد، هو حسني عبد ربه في أهلي دبي الإماراتي.

يقول هاشيك عن عبد ربه: "أعتقد أنه كان لاعبًا مناسبًا لأوروبا، كان يجيد كل شيء، الدفاع والهجوم والتسجيل، كان متكاملًا ويجيد كل الأدوار، كان لاعبًا مميزًا، برفقته فزنا باللقب في الإمارات والكأس وكأس السوبر. كان قائدًا مميزًا ولاعبًا عظيمًا".

وسبق لـ هاشيك تولي رئاسة الاتحاد التشيكي لكرة القدم، قبل أن يأخذ قرارًا غير اعتيادي، ويعيّن نفسه مديرًا فنيًا لمنتخبه الوطني.

وقال هاشيك عن تلك الفترة: "عانينا من مشاكل وكنا نحتاج إلى إنهاء التصفيات بشكل جيد، كنا قد فقدنا حظوظنا في الصعود لكأس العالم، ولم نجد مدربًا مناسبًا، ولذا توليت المهمة لـ 5 أو 6 مباريات، لكنها كانت تجربة مميزة لي".

"لم أخسر، لكن تلك المهمة كانت مؤقتة وليس لفترة طويلة، عرفت أنني سأتولى المهمة فقط لإنهاء التصفيات في آخر 5 مباريات".

-هل تفضل التدريب أم رئاسة اتحاد الكرة؟

"ذهبت لمساعدة كرة القدم التشيكية بعد الكثير من المشاكل، وقد طلب مني الكثيرون العودة، لكني أفضّل البقاء في الملعب، لا أحب التواجد في المكتب".

بالحديث عن لبنان، فقد تعرض منتخب رجال الأرز لهزيمتين مؤخرًا في تصفيات كأس العالم بعد البداية القوية، الثانية أمام الإمارات، والأولى أمام إيران رغم التقدم في تلك المباراة حتى نهاية الوقت الأصلي.

"بالنسبة لي أهم شيء أن كل اللاعبين قدّموا كل ما لديهم، وقد لعبوا وقاتلوا بروح كبيرة، وعندما تحدثت لهم قلت لهم: شكرًا يا فتية، قاموا بعمل رائعٍ، لكن آخر 5 دقائق كانت صعبة، لكننا لعبنا مباراة مميزة أمام منتخب كبير مثل إيران، لم نكن محظوظين في النهاية، فقدنا التركيز والطاقة، وأصيب 3 لاعبين للإصابة".

"الخسارة بهذه الطريقة صعبة على أي مدرب، لكنك تعمل مباشرةً بعد المباراة على رفع معنويات اللاعبين. لكنهم لعبوا مباراة مميزة عن حق وأشكرهم عليها".

"التصفيات لم تنته بعد، نحاول الآن الفوز على الكل، حتى نذهب إلى كأس العالم أمامنا مباريات صعبة أمام إيران وكوريا الجنوبية وسوريا والعراق، وبعدها لدينا كأس العرب التي ستكون إعدادًا لتلك المباريات، ولهذا من المهم أن نقاتل لحصد المركز الثالث، لدينا الفرصة لذلك".

هاشيك تولى تدريب لبنان قبل أشهر قليلة خلال أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية، خصوصًا بعد انفجار بيروت العام الماضي، وفي ظل جائحة كورونا، لكن التشيكي يرى الأمور بصورة مختلفة:

"لبنان لديه العديد من المشاكل بالطبع، لكن عندما تأتي هنا فإنك تقع في حب البلد، والحياة والناس، أتفهم كيف يقاتل كل لاعب من أجل بلاده".

"ربما لا يعيش البعض هنا، لكن عندما تأتي هنا فإنك تشعر بشيء مثير، ولهذا تأقلمت سريعًا على الحياة في لبنان، أنا سعيد هنا. لدي مجموعة من اللاعبين نتعجل قدوم المباريات للتدرب معًا والاستمتاع معًا".

وعن إصابة نجمه وقائده حسن معتوق وغيابه عن كأس العرب: "لاعبون آخرون سيحصلون على فرصة اللعب، علينا أن نتأقلم مع الوضع الحالي".

ويعتقد هاشيك أن لبنان تقع في أصعب مجموعات كأس العرب: "علينا أن نحاول الفوز بكل مباراة، نتواجد في أصعب مجموعة، مصر والجزائر ربما هما المرشحان للقب، يريدون حصد البطولة ولديهم إمكانيات ولاعبين مميزين، هذا ليس سهلًا، لكن كل شيء ممكن في كرة القدم. نستعد للظهور بشكل جيد، سنقاتل معًا لتحقيق أفضل نتائج ممكنة".

وعن حقيقة اجتماعه افتراضيًا مع إدارة الزمالك العام الماضي بعد رحيل باتريس كارتيرون، أجاب هاشيك: "تحدثت مع أفراد من الإدارة العام الماضي، لكنهم في النهاية اختاروا شخصًا آخر".

-هل كنت مستعدًا لتولي المهمة؟

"نعم، الزمالك نادٍ عظيم. الزمالك والأهلي أكبر فريقين، وكذلك بيراميدز قادم. الأهلي هو المرشح الأكبر، لكن الزمالك من بعده دائمًا. هذان الفريقان قادران على حصد دوري أبطال إفريقيا ويمتلكان لاعبين مميزين. الدوري المصري قوي، والجودة والدعم حاضرين".

في النهاية سألنا هاشيك عن هوية اللاعب الذي سيصوّت له في اختيارات جائزة ذا بيست أفضل لاعب في العالم المقدمة من فيفا، وفهم هاشيك الغرض وراء السؤال فورًا.

هاشيك رد ضاحكًا: "لم أختر حتى الآن، لا يزال أمامي أسبوعان. محمد صلاح من بين الأفضل، بالتأكيد سيكون اختياري الأول أو الثاني".

"لكني لم أختر حتى الآن، أحتاج مزيدًا من الوقت، لكن صلاح مرشح كبير لأنه قدّم موسمًا عظيمًا، هو لاعب عظيم. حسمت أمري داخل رأسي، بشكل غير رسمي، وأعتقد أن صلاح من أبرز المرشحين بالنسبة لي".

"صلاح لم يتألق فقط هذا الموسم، لكنه لاعب مميز في المطلق، واليوم كنت أفكر في الاختيار بمقر الاتحاد في مكتبي، وأرى أنه ممكن (التصويت له)".

التعليقات