كأس العرب - الأردن.. المخضرم عدنان عاد للفرسان الشجعان

السبت، 27 نوفمبر 2021 - 14:54

كتب : FilGoal

الأردن

في 26 يونيو من العام 2013 استيقظ الأردنيون على خبر مفاجئ غير متوقع بعدما بلغ النشامى ملحق تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2014.

نهاية الارتباط بين الاتحاد المحلي لكرة القدم والمدرب العراقي المخضرم عدنان حمد ومن ثم تعاقد الأول مع الأسطورة المصرية حسام حسن.

بعد 16 مباراة في تصفيات المونديال مهدت طريق الأردن لمواجهة أوزبكستان في الملحق، اختار عدنان حمد (60 عاما) الرحيل في ظل ضغوط جماهيرية بسبب عدم الرضا عن نتائج النشامى.

لم يكمل الأردن مشواره بنجاح لمونديال البرازيل، فبعدما ابتسمت له ركلات الترجيح أمام أوزبكستان، كان على موعد مع حرب طاحنة ضد أوروجواي، المدججة بلويس سواريز وإدينسون كافاني، ليخسر بخماسية في استاد عمان الدولي، ويتعادل سلبيا في ملعب سينتيناريو وتتبخر أحلامه في ظهور أول في كأس العالم.

بعد حقبة حمد الأولى، عاد النشامى للخروج المبكر من كأس آسيا، في أستراليا 2015 ودعوا من الدور الأول، وفي الإمارات 2019 قهرتهم فيتنام بركلات الترجيح في الدور ثمن النهائي.

وبعد 3 سنوات للنسيان مع المدرب البلجيكي فيتال بوركيلمانز، عاد عدنان حمد في يونيو الماضي لمنتخب الأردن لاستكمال ما بدأه منذ سنوات.

خدعة اليابان

على مر التاريخ، بلغ منتخب الأردن ربع نهائي كأس آسيا مرتين، كأفضل إنجاز له في البطولة القارية.

المرة الأولى كانت في المشاركة الأولى عام 2004 في الصين، فريق النشامى فاجأ آسيا بأكملها مع الجنرال الراحل محمود الجوهري وبلغ الدور ربع النهائي ليقارع اليابان حاملة اللقب.

وبعد صمود الفرسان الشجعان أمام محاربي الساموراي على مدار 120 دقيقة، وصلت المواجهة إلى ركلات الترجيح من علامة الجزاء والتي تقدم فيها الأردنيون بنتيجة 2-صفر.

لكن الاحتجاج الشهير لزيكو، أيقونة البرازيل ومدرب اليابان آنذاك، على نقطة الجزاء جعل الحكم يغير المرمى ليخسر الأردنيون ثقتهم وتقدمهم قبل أن يودعوا البطولة مرفوعي الرأس بعد الهزيمة أمام البطل 4-3 في الركلات.

غاب الأردن عن النسخة التالية من البطولة التي استضافتها فيتنام وسنغافورة وماليزيا وتايلاند، لكنه عاد بقوة لنسخة 2011 في قطر مع المخضرم عدنان حمد.

تعادل رائع مع اليابان ثم فوز تاريخي على السعودية وانتصار على سوريا عبد طريق الأردن للدور ربع النهائي قبل الخسارة أمام أوزبكستان.

أكمل حمد ما بدأه الجوهري، استمر معه فريق النشامى ندا شرسا لنمور آسيا، لكن الأردن دفع ثمن الاستغناء عن المدرب العراقي ليتقهقر كثيرا في السنوات الماضية.

وبعد تجارب عديدة مع 10 مدربين مختلفين، أبرزهم الإنجليزي هاري ريدناب، لم يجد الأردنيون سوى اللجوء لحمد أملا في استعادة مجد الماضي.

الأفضل

مهمة حمد الأولى ستكون كأس العرب قطر 2021 التي تنطلق في 30 نوفمبر الجاري، العراقي الفائز بجائزة أفضل مدرب في آسيا قبل 17 عاما أمامه عمل شاق بعد وقوعه في المجموعة الثالثة مع فلسطين، المغرب، والسعودية.

المدير الفني المتوج بكأس غرب آسيا مع بلده العراق في 2002، والذي قاد أسود الرافدين للمركز الرابع في أولمبياد أثينا 2004، يأمل الوصول لما أبعد من الدور نصف النهائي رغم صعوبة المهمة.

فمنتخب الأردن أقصى ما بلغه في كأس العرب كان الدور نصف النهائي، عام 1988 جاء رابعا بعد الخسارة ضد مصر، وفي 2002 ودع المربع الذهبي بهدف ذهبي بحريني.

لم يفز النشامى أبدا ببطولة غرب آسيا، لكنهم تقلدوا الذهب في دورة الألعاب العربية عامي 1997 و1999 في لبنان والأردن على الترتيب.

عامر ذيب نجم المنتخب السابق وثاني أكثر من مثله عبر التاريخ بـ131 مباراة، والذي عاش لحظات المجد مع الجوهري وحمد، يثق في قدرة الأخير على إعادة النشامى منافسين أقوياء.

فقال في حوار صحفي بعد عودة عدنان لمنتخب الأردن:"حمد يتعامل مع اللاعبين كأب، قاس في تعليماته وتوجيهاته، لديه فكر كروي عميق، انطلقنا معه وبعد رحيله عادت الكرة الأردنية للوراء".

في الاختبار الأول لحمد بعد رجوعه، خسر الأردن بهدفين أمام هايتي ثم فاز على البحرين بنتيجة 2-1. وفي أكتوبر الماضي ظهر بوجه مغاير تماما عما كان عليه قبل أشهر، هزم ماليزيا برباعية وأسقط أوزبكستان بثلاثية.

ثم واصل إعداده القوي للعرس العربي بمواجهتين أوروبيتين، انتصر في الأولى على كوسوفو في عقر دارها بهدفي بهاء فيصل وحمزة الدردور في 10 نوفمبر الماضي.

قبل أن يخسر بصعوبة بهدف ضد مضيفته بيلاروسيا في 16 نوفمبر.

بخلاف منتخبات مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب ستخوض البطولة بقوائم تحوي بعض لاعبي فريقها الأول، يتسلح الأردن بكل نجومه نظرا لوجود كل لاعبيه في أندية تقع بين المحيط والخليج.

سيفتقد فقط إلى جناحه موسى التعمري الذي ينشط في فريق هيفرلي لوفين البلجيكي.

فريق النشامى لن يكون ندا سهلا أبدا في الكأس العربية، سيدخل البطولة بمزيج من عناصر الخبرة والشباب الذين تألقوا في أكتوبر وظفروا ببطولة غرب آسيا للاعبين دون 23 عاما بالفوز على السعودية المضيفة 3-1 في النهائي.

العديد من اللاعبين الشباب الواعدين على رأسهم يزن النعيمات مهاجم نادي سحاب الأردني والذي هز شباك السعودية في نهائي غرب آسيا.

قائمة عززت ثقة حمد في الفريق إذ قال:"الكرة الأردنية تعود إلى مكانتها في الطليعة، نسير بشكل تصاعدي على مستوى المنتخبين الأول والرديف، ما يؤكد أننا في المسار الصحيح".

وتبدو الروح المعنوية مرتفعة جدا، فياسين البخيت مهاجم النشامى صرح لـFilGoal.com أن فريقه يريد اللقب العربي في أرض قطر.

منتخب الأردن الذي تأهل لكأس العرب دون أن يلعب، بعدما أُلغيت مباراته في التصفيات ضد جنوب السودان بسبب إصابة عناصر في الأخير بفيروس كورونا، سيبدأ مشواره أمام شباب السعودية.

قبل إعلان منتخب الأخضر قائمته المشاركة في البطولة كان ضمن المرشحين البارزين لنيل الكأس العربية، لكن الاتحاد المحلي بالاتفاق مع المدرب إيرفي رينار قرر اللعب بفريق الشباب.

وهو ما يصب في مصلحة الأردن الذي زادت فرصة بلوغه الدور ربع النهائي.

في 1 ديسمبر سيواجه الأردن فريق السعودية.

وفي 4 ديسمبر يخوض النزال الأصعب حين يصطدم بأسود الأطلس حاملي لقب آخر نسختين من كأس إفريقيا للاعبين المحليين.

وفي 7 ديسمبر سيلعب الأردن ضد جارته فلسطين، التي لم يخسر أمامها في لقاء رسمي منذ 45 عاما.

بعدما قررت السعودية خوض البطولة العربية كإعداد للمستقبل بإشراك فريق الشباب، أصبح النشامى مرشحين للتأهل لدور الـ8 عن هذه المجموعة رفقة منتخب المغرب.

رجال حمد في ذلك الوقت سيصطدمون على الأرجح بمنتخب الجزائر، المدجج ببعض نجوم الفريق الأول مثل بغداد بونجاح ويوسف بلايلي.

أو مصر التي تخوض البطولة بنجوم الأهلي والزمالك تحت قيادة المدرب المخضرم كارلوس كيروش.

FilGoal.com يتوقع أن يخرج منتخب الأردن من الدور ربع النهائي.

التعليقات